قناة فلسطين 48، والأجيال التي لن تنسى ... - د.مازن صافي
تعتبر وسائل الإعلام بكافة أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة، أدوات هامة في مسيرة النضال الفلسطيني، وفي المقابل تنتهج (إسرائيل) سياسة المنع والرفض والإلغاء ضد كل ما يتعلق بالنضال الفلسطيني والسيادة الفلسطينية، وفي خطوة تعتبر تعديا سافرا على الحق الفلسطيني والذي كفلته القوانين الدولية، يأمر رئيس حكومة الاحتلال بإغلاق قناة "فلسطين48"، وهي القناة التي تديرها السلطة الفلسطينية وقد كان مقررا أن ينطلق منها البث الخميس الماضي.
ولقناة 48 أهمية خاصة، حيث أنها جسر الالتقاء والتواصل بين الصامدين والمتجذرين في أرضنا الفلسطينية 48 ، وبين كل الفلسطينيين في الضفة والقطاع والقدس وفي كل أنحاء العالم، وهؤلاء الـمليون والسبعمائة ألف فلسطيني، هم امتداد حقيقي للكل الفلسطيني، وتعتبر قضيتهم قضية وطنية، ولهذا فإن قناة فلسطين 48، ستعمل على نقل معاناتهم وصوتهم ومواقفهم ورسائلهم للعالم، لكي لا يتحولوا مع الوقت الى "قضية منسية"، وهم الذين وقفوا وقفة واحدة في الانتخابات الأخيرة التي جرت في (إسرائيل) وقد كان لنتياهو موقف (الند) من الموقف العربي الموحد والمشترك، ولهذا فإن جذور القرار الظالم نحو إغلاق القناة هو امتداد لسياسة "العقاب" التي يتبعها نتنياهو ضد كل من وقف ضده ولم يصوت له في الانتخابات التي كاد أن يسقط فيها، لولا دعم الأحزاب المتطرفة له، وقد اتهم نتنياهو القيادة الفلسطينية بأنها عملت على إسقاطه ودعم القائمة العربية الموحدة والتي نجحت في فرض رأيها وأثبتت قدرتها على الوقوف ضد العنصرية الإسرائيلية والسياسة التي يتبعها نتنياهو ضد حقوقهم ومواقفه العدائية ضد قيادتنا وشعبنا الفلسطيني .
ولأنه لا يوجد أي مشكلة قانونية، بل المشكلة في عقلية نتنياهو وحكومته المتهورة/ فقد قررت هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية بعدم الاستجابة لقرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإقفال قناة "فلسطين 48" ويعتبر هذا قرار وطني بامتياز، ويسجل في سجل النضال الوطني للسيد رياض الحسن، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والذي صرح أيضا بأنه "ليس أمام نتنياهو سوى حل واحد وهي البلطجة التي يعرفها تماماً، فليقتحم مبنى التلفزيون في رام الله، أو يرسل جيشه لإغلاق أماكن التصوير في مدينة الناصرة واعتقال الموجودين فيها".
هذه هي القوة التي يمتلكها الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وفي استمرار وسائل النضال، وفضح سياسات الاحتلال ورفع مستوى الإرادة الفلسطينية وتعزيز عناوين القضية وتفاصيلها للأجيال الفلسطينية، التي راهن الاحتلال منذ قيام دولته فوق أرضنا المحتلة، على أن الأجيال سوف تنسى، ولكنها بقيت على عهد الأرض والدم والشهداء والبقاء جيل بعد جيل، وهذه هي الرسالة التي يخشى نتنياهو من أن تصبح واقعا في كل بيت فلسطيني عبر قناة فلسطين 48 التي تعتبر أيضا من عناصر السيادة الفلسطينية وقرار فلسطيني مشروع كفلته كل الشرائع والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وبالتالي فإن إن قيام (إسرائيل) بإغلاق القناة يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير يعتبر خرقا لقرار مجلس الأمن 2222، وهنا يتوجب على جمعيات حقوق الإنسان أن تدافع عن أسس ومبادئ العمل الإعلامي والحق الفلسطيني في امتلاك حرية البث الفضائي .