داعش من افغانستان الى غزة- حافظ البرغوثي
أقام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" موطئ قدم له في افغانستان وبدأ يطرد طالبان من مناطق سيطرتها طارحا نفسه بديلا لحركة طالبان التي تخوض حرب عصابات طويلة الأمد دون أن تحقق انتصارا على خصمها الحكومي.. والجديد في الصراع بين "الجهاديين" السابقين أن داعش تحرق محاصيل الافيون التي تعتمد عليها طالبان في التمويل حيث إن داعش لديها موارد مالية أخرى تأتيها من التجارة والنفط في سوريا والعراق ومصادر أخرى.
كان أبو مصعب الزرقاوي هو المؤسس الحقيقي لتنظيم الدولة الإسلامية قبل مقتله بشهر حيث اختلف مع القاعدة عملياتيا وليس آيديولوجيا.. وحاليا بقيت هناك جيوب صغيرة للقاعدة بزعامة ايمن الظواهري الذي كاد يتحالف مع الاخوان إبان حكم مرسي الذي أطلق سراح الكثير من معتقلي القاعدة وأنصارها في مصر وشكلوا لاحقا أنصار بيت المقدس في سيناء. لكن مع صعود أبو بكر البغدادي في العراق وسوريا وتمدده في شمال افريقيا خاصة ليبيا تراجع نفوذ القاعدة وبقيت لها جيوب في اليمن وأغلبهم من السعوديين الذين أخذ تنظيم داعش يستقطبهم في حربه ضد الحوثيين، ولعل الوصف الذي أدلى به شيخ قبيلة افغانية لزحف داعش على معاقل طالبان في شرق افغانستان صورة طبق الأصل لما حدث في سوريا والعراق وليبيا حيث قال جاءوا في شاحنات بيضاء كثيرة عليها مدافع كبيرة وقاتلوا طالبان ولم تستطع طالبان قتالهم وفرت.
وكان تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا استخدم الأسلوب العسكري نفسه أي طرد قوات المعارضة الأخرى واجبار بعضها على بيعته، وهو ما يحدث حاليا في افغانستان، والجديد أيضا أن أحد عناصر داعش في سوريا هدد حماس باقتلاعها من غزة هي وفتح وكل العلمانيين، وقال في شريط فيديو: إن الشريعة ستحكم غزة رغما عنكم وأشار إلى أن ما يحدث في الشام ومخيم اليرموك سيحدث في غزة ورب الكعبة على حد قوله.
إذاً الجهاد الأفغاني الأميركي أفرز القاعدة.. والأخيرة أفرزت داعش.. وما الذي ستفرزه داعش لاحقا.. فلكل مرحلة تنظيم.