النافخون ببورزان الجهاد والمقاومة! موفق مطر
لن تسمح قيادة الشعب الفلسطيني الواعية والحريصة على المصالح العليا للشعب، لأي كان مهما كانت طبيعة استخداماته للشعارات الدينية أو الوطنية، ستضبطهم بجريمة مخالفة القانون، أو ضرب مبدأ وحدانية السلاح، فقرار الحرب والسلم بيد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، قيادة لن تترك الشعب الفلسطيني ومقدراته وما بناه عرضة لأغراض الاتجار بالدين والوطن، ولن تسمح بمخادعة الشعب، فالقيادة أمانة ومسؤولية يحملها الوطنيون باخلاص، ولا تهمهم لومة لائم، لأنهم لا يخشون الا حكم الشعب والتاريخ.
لقد شاهدنا خلال بضعة ايام انقضت واحدا من افلام الرسوم المتحركة (توم وجيري) ولكن ابطال الفيلم بشر بلحومهم ودمائهم، حتى وان كان الذي لعب دور جيري ( الفأر ) هذه المرة، بشري يأكل لحوم، بلا دماء انسانية او وطنية، فشتان ما بين جيري الكرتوني الذكي، وجيري البشري المجرم الهمجي !.
اعرب الاسرائيليون عن اعتقادهم ان صواريخ انفجرت في مناطق خالية قد اطلقت من سيناء، ما يعني ان جماعات الاجرام الارهابي التي تتخذ من المسميات المقدسة عنوانا لها، ربما اطلقت صواريخها لاستدراج رد فعل اسرائيلي، لتخرج ابواقها الدعائية للقول انهم يواجهون جيش مصر واسرائيل، وكذلك للتعمية على جرائمهم بحق مصر العربية الدولة والشعب الجيش، والادعاء انهم يقاتلون اسرائيل التي ما فطنوا الى وجودها الا بعد ثمانين عاما من نشأة عائلتهم الأولى (الاخوان المسلمين) وبعد سنوات من اشتداد عودهم بعد خمس سنوات من (الخراب العربي).. لكن ليس الارهابيون في سيناء من يفعل ذلك وحسب، بل جماعات حماس (خلاياها النائمة) او المُنَوَمة، خلايا يوقظها النافخون في بورزان " الجهاد والمقاومة"، فقط عندما تكون دولة الاحتلال في مأزق أخلاقي وقانوني امام دول وحكومات وشعوب العالم، فيبادرون لفعل ما تتمناه اسرائيل، او ينفذون امرها لتبرير رد فعلها الذي غالبا ما يكون مدمرا، فيعم الفرح المزدوج نفوس قادة الخلايا النائمة المصدرة للأوامر، وقادة شاباك وموساد دولة الاحتلال لنجاح خططهم، ولسهولة تنفيذها باقل الخسائر! مقابل خسائر جسيمة في الجانب الفلسطيني، اقلها ارجاع قاطرة المشروع الوطني، وفرصة قيام دولة فلسطينية مستقلة الف ميل للوراء وتعطيل حركة النضال الفلسطيني باتجاه ميادين المؤسسات الدولية، مع استمرار نزيف الدماء الانسانية بلا ثمرات للحرية والاستقلال او حتى التنعم بربيعيهما!.
يدرك مستدرجو رد الفعل الاسرائيلي، ان اسرائيل تتخذ من نقطة ضعفها ( الأمن ) مرتكزها الأقوى لاستراتيجية دعايتها وخطابها الاعلامي لتبرير جرائمها ضد الانسانية بحق الفلسطينيين، وخروجها على نصوص ومبادئ القانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة، ويعلمون انهم بعملية مسلحة هنا او هناك، انما يرفعون مؤشر البرهان الاسرائيلي الى مرحلة التعليم على يقين الرأي العام العالمي بأن الشعب الفلسطيني غير جدير بدولة مستقلة، وأن اسرائيل ما زالت مهددة بأعمال عسكرية من الضفة الفلسطينية، ويقول مسؤول اسرائيلي للعالم:( كيف تريدون منا انسحابا من الضفة، فيما امن اسرائيل مهدد، فنحن لن نكرر خطيئة انسحابنا من غزة، حيث لاحقتنا صواريخ حماس حتى ونحن وراء الحدود!!)، ليس هذا وحسب، بل القول ايضا إن اسرائيل ستتفق مع حماس باعتبارها الطرف الفلسطيني القادر على ضبط امن اسرائيل، والتقيد بالاتفاقات مستشهدا بقدرة حماس على نيل شهادة حسن سلوك من جيش واجهزة امن اسرائيل، فقيادة حماس تعتقل وتقتل كل من يفكر أو يعمل او يطلق النار على اسرائيل، لذا وجب اعطاؤها رضانا، ليس بالضرورة ثقتنا!.، فحماس لا تنادي بدولة فلسطينية مستقلة، ولا تواجهنا في ساحات القانون الدولي، ولا تناضل لدى اوروبا ودول العالم لمقاطعة اقتصادنا كما يفعل أخطر فلسطيني على اسرائيل محمود عباس ابو مازن، وانما تسعى لهدنة طويلة الأجل وهذا لعمرنا ما اردناه لتأمين حدودنا ونقع حقوق الفلسطينيين بالدولة والعودة في خل النسيان وواقع الخريف العربي المتقلب!.