الوليد الطائي- حافظ البرغوثي
كان التبرع للاعمال الخيرية الانسانية وقفا على اصحاب المليارات في الغرب مثل بيل غيتس عملاق مايكروسوفت وغيره من رجال الاعمال الكبار الذين يخصصون جزءا من ارباحهم السنوية للأعمال الخيرية لصالح الانسانية ككل وليس في بلادهم فقط..
وبز الامير الوليد بن طلال غيره عندما اعلن عن تبرعه بكامل ثروته البالغة 32 مليار دولار لصالح الاعمال الخيرية والانسانية في بلاده والعالم.
وهذه تعتبر لفتة غير مسبوقة وعطاء لا يماثله عطاء في هذا المجال. وحتى الآن هناك رجال اعمال فلسطينيون يتبرعون سرا ببعض ما افاض الله عليهم من ثروة لمشاريع هنا وفي الخارج لكن آثارها تبدو غير ملموسة ولعل الراحلين سعيد خوري وسعيد صباغ والاحياء اطال الله في اعمارهم منيب المصري وصبيح المصري والقطان ورجال اعمال محليون يتبرعون للاعمال الخيرية والاكاديمية واكثر الله خيرهم. وهناك غيرهم ممن لا يظهرون في العلن.
وهناك ايضا في بعض الدول قوانين تجبر الشركات الكبرى على تخصيص نسبة من ارباحها لدعم مراكز البحث العلمي والاكاديمي وهذه الظاهرة غير موجودة في العالم العربي.. كما ان كبار الاثرياء اليهود يتبرعون للاستيطان كعمل خيري وتخصم تبرعاتهم من الضرائب المترتبة على اموالهم.
بمعنى ان القانون الاميركي يبيح دعم الارهاب ضدنا لكنه يعاقب البنك العربي لأن احدهم حول اموالا الى جهة تابعة لحماس في سالف الازمان ولم تكن هناك قوانين لمكافحة التحويل وغيره ولا يوجد في اي بنك في العالم جهاز مخابرات يلاحق التحويلات ويحدد السيرة الذاتية لمن حول ولمن تلقى المال. فالقضية ضد البنك العربي كيدية وسياسية ويمكن تفنيدها بسهولة لكن القضاء الاميركي مثل سياسية بلاده منحاز دوما للاحتلال.
الاعمال الخيرية الحقيقية ليست باقامة موائد للرحمن في رمضان بل بتمويل مشاريع انتاجية وانسانية لخدمة الانسان. اتمنى ان يتبرع احد الاثرياء بمشروع لحماية البيئة الفلسطينية من الخراب والمجاري والنفايات وبدعم المزارعين بالطرق والآبار لأن في ذلك ايضا حماية لها من الاستيطان. ولهذا اتقدم من الوليد الطائي بطلب بهذا الخصوص لعله يضع لمسة على الارض الفلسطينية.