اطلق رصاصك على قلبي - موفق مطر
والله لو ان الرئيس ابو مازن حمل ماء النيل والفرات وبردى والعاصي الى البحر الميت، ودبت فيه الحياة البحرية لن تستجيب حماس للمصالحة، فقادة الفتنة والانفصال مستحكمون، ومتحكمون، يلعبون بأدمغة عناصرهم وانصارهم، ويفرضون دكتاتورية سلطة الأمر الواقع، تحت تهديد السلاح، ومن لا يعجبه من مواطني غزة فليبحر في المتوسط ليكون طعاما سائغا للقرش!.
ما كان ملايين الفلسطينيين الناجين حتى اللحظة من دائرة نيران حماس في الضفة، ما كانوا بحاجة لغزوات اسماعيل الأشقر الاعلامية، التي قال فيها: ان الأجهزة الأمنية ستصبح هدفا لما سماه المقاومين، ليتعرف المواطنون على معدن قيادات حماس الحقيقي، الذي مهما طلوه باللون الذهبي او الفضي، سيبقى زئبقا ساما، منفلتا، انقساميا, وليعلم أهلنا الطيبون في الضفة ان حماس تعد لنقل الانقلاب، والظلم، والاضطهاد، والدكتاتورية وحاويات المفاهيم والسلوكيات الاخونجية الداعشية الى الضفة تحت سمع وبصر الشاباك الاسرائيلي، بعد نشرها واطعامها كالخبز المر للمواطنين في مدن وقرى قطاع غزة، فالغاية في دماغ دولة الاحتلال الأكبر هي اذلال الفلسطينيين، واخضاعهم للهوان والاهانة، والاحباط واليأس من أمل الحرية والاستقلال نهائيا، وارغامهم على قبول فكرة التعايش مع الاحتلال الاستيطاني، ووأد فكرة الدولة المستقلة بأيديهم، مستغلة جموح قادة حماس الدموي لسفك الدماء حتى لو كانت دماء اخوتهم في الوطن، مع اعتقادنا المطلق ان اسرائيل لن تسمح لحماس بانشاء كينونة في الضفة مشابهة للموجودة في قطاع غزة، لأن اسرائيل لا تثق بحماس، حتى وان أعرب كثير من قادة جيشها واستخباراتها عن قناعتهم بصوابية التفاوض معها على هدنة طويلة الأجل في غزة، فابقاء قطاع غزة تحت سيطرة عسكر حماس، يعني استحالة استكمال اركان دولة فلسطين التي اعترف بها العالم وهذا هدف اسرائيل الحالي والأبدي، أما من يعتقد بموافقة اسرائيل على تجهيز وتشغيل ميناء لحماس بغزة، فانه يحسن الظن كثيرا بسياسة ومخططات دولة الاحتلال، وكيفية رؤيتها لأمنها، فاسرائيل تسمح بنمو أشواك حماس السامة، لتفقأ بها عيون الوطنيين، وليس لنفضها ( كالنيص) على جيشها ومستوطنيها، لذا فانها تلقي بطعم الميناء، لتعلق حماس في صنارة الانفصال !.
حتى اللحظة الأخيرة، ظن وطنيون معنيون فعلا بالمصالحة ان موسى ابو مرزوق، قد شذ عن قاعدة قادة حماس، في أنه يحمل عاطفة وطنية ولو بوزن الريشة، ليكتشفوا قبل فوات الأوان ان ابو مرزوق لا يحمل من هذه العواطف ولو بمقدار وزن جناح بعوضة، وما توصيفاته الناضحة بكراهية لا محدودة للوطنية الفلسطينية، والوطنيين، وقيادة الشعب الفلسطيني عموما، والرئيس ابو مازن تحديدا، المتساوقة عن سابق تصميم وترصد مع الحملة الدعائية الاعلامية والسياسية على قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، رئيس الشعب المنتخب محمود عباس، فتصريحات ابو مرزوق الفيسبوكية، ليست عبثية ولا مصادفة مع تصريحات اسماعيل الأشقر التي استبدل فيها جنود جيش الاحتلال، بخيرة شباب ورجال وقادة الشعب الفلسطيني في موقع العدو، فاستهداف فلسطيني يلبس زيا عسكريا، او مكلفا بمهمة امنية، انما يستهدف الفلسطيني الفلاح والعامل والموظف والمهندس والدكتور والطبيب والاستاذ والطالب والمثقف، يستهدف رحم الأم الفلسطينية الطاهر التي انجبت، وربت وكبَرت لترى ابناءها ابطالا يعمرون البلد ويواجهون اعداء الوطن، لا لتراهم مقتولين برصاص ( أولاد البلد ).
عندما بدأت حماس استهداف الأجهزة الأمنية وكوادر حركة فتح في غزة تمهيدا للانقلاب رفعت شعارا لمجموعة جسر التواصل والمحبة التي اعلنت اعتصاما في ميدان الجندي المجهول واضرابا عن الطعام حينها دام حتى اتفاق مكة، حتى صار شعار: ( اطلق رصاصك على قلبي فانك قاتل نفسك)، ونضيف عليها اليوم (فلسطينك) بعد نفسك، فهل بقي في حماس من يسمع صدى هذا النداء ؟!. بالتأكيد لا، فهم هابطون الى نقطة الصفر، وربما نسمع قريبا عن حكومة الانفصال الحمساوية في غزة.