تفاهمات حماس وقادة اركان جيش الاحتلال- فايز عباس
يبدو أن هناك تفاهمات أو أكثر من ذلك بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، بعد الإعلان عن رفع توصيات إلى وزير الأمن موشيه يعلون بتغيير سياسة إسرائيل اتجاه الحصار المفروض على قطاع غزة، وعلاقة ذلك بالتضييقات التي تفرض على الضفة الغربية.
صحيفة 'هآرتس' المعروفة بمصداقيتها، كشفت اليوم الأربعاء، في عنوانها الرئيسي النقاب عن مطالبة قادة أركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي لوزير الأمن يعلون بتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، بما يشمل فتح معبر بيت حانون 'ايرز' أمام سكان القطاع للسفر عبر الضفة الغربية والأردن، وكذلك تشغيل عمال من غزة داخل البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأيضا توسيع المعابر لضمان إدخال كميات كبيرة من البضائع الإسرائيلية.
قادة الجيش، حسب 'هآرتس'، يعتقدون أنه وبعد عام من الحرب 'الجرف الصامد' لم يبق لحماس أي إنجاز يذكر، فيما العلاقة مع مصر متوترة للغاية، وهنا يطالبون بالحصول على الهدوء على الحدود مع غزة، بواسطة تسهيلات اقتصادية واسعة والسماح للأهالي بالتنقل إلى الضفة، وهي إجراءات من شأنها تخفيف حدة الانتقادات شديدة اللهجة لإسرائيل على الساحة الدولية بسبب الحصار الطويل المفروض على غزة، وأيضا تخفف من حدة الاجراءات ضد اسرائيل بعد صدور تقرير مجلس حقوق الانسان الذي اتهمها بارتكاب جرائم حرب في العدوان على القطاع الصيف الماضي.
الدعوات والمطالبات هذه تزامنت تي مع تصريحات شخصيات قيادية من حماس، أكدوا فيها أن الحركة غير معنية بالتوتر على الحدود مع إسرائيل، وأنها على استعدادا للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، كما وتزامنت مع 'تغريدات متبادلة ' بين قادة من حماس والإسرائيليين حول الهدوء المتبادل.
هذه التسهيلات التي تتحدث عنها 'هآرتس' لها هدفان واضحان، الأول هو إشعار سكان غزة بأن حماس هي التي تقف وراء هذه التسهيلات غير المسبوقة، والأمر الآخر هو تبييض وجه اسرائيل في العالم بسبب الحصار والدمار الذي تتعرض له غزة بشكل شبه يومي، والأهم أن لا علاقة لذلك مع تحول قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 'الأم تيريزا ' أو إلى 'جنرالات في الأمم المتحدة' ومحاربين من أجل حقوق الانسان، لأنهم هم أنفسهم من أصدر الأوامر قبل عام فقط وقتلوا مئات الأطفال وسببوا عاهات للآلاف منهم، عدا عن إبقاء عشرات الآلاف دون مأوى، وهم اليوم يطالبون بتخفيف الحصار وإعادة إعمار غزة لأسباب تتعلق بالتغييرات التي حدثت في صفوف قادة حماس والتدخلات العربية في القضية.
ما يثير الاستغراب، أن حماس أقامت معسكرات تدريب لكتائب القسام بالقرب من المناطق الحدودية مع إسرائيل، وتحت أعين الجنود ومقابل المستوطنات، ويرى ضابط كبير في الجيش أن هذه المعسكرات إيجابية جدا لأنها تخدم إسرائيل بإقامة منطقة عازلة على الحدود تمنع التسلل لإسرائيل وايضا تنفيذ عمليات عسكرية.
'علينا التوصل إلى تفاهمات مع قادة حماس للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، وإلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع' يقول ضابط إسرائيلي للصحيفة مستدركاً أن حماس تعتقل نشطاء من الفصائل الصغيرة والمتطرفة، وعمليا أصبحت 'البارومتر' الأمني بإقامة المنطقة العازلة.
هذه المعلومات تشير إلى أن إسرائيل سياسيا تتجه نحو حماس بتسهيلات تعتبر عملياً إنجازا للحركة، وفي نفس الوقت بدأت إسرائيل بحملة واسعة ضد القيادة الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس، وفي الوقت الذي تقدم فيه تسهيلات للمنطقة الواقعة تحت سيطرة حماس؛ ترفع من حدة التضييقات على المواطنين في الضفة الغربية، لضرب مصداقية القيادة في نظر المواطن الفلسطيني.
اذا ما وسّعت حماس اتفاقياتها مع إسرائيل فإن لذلك أبعاد خطيرة على الشعب الفلسطيني، الذي يطمح الى اقامة دولته المستقلة فوق الأراضي المحتلة 1967، وسيفقد الشعب جزء كبير من أرض الوطن الذي سيعتبر إمارة أو دويلة بموافقة ومباركة قادة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.