قوات الاحتلال تعتدي على ثلاثة مواطنين وتصيبهم بجروح خلال اقتحامها البيرة    خمسة شهداء إثر قصف الاحتلال مدينة دير البلح ومدينة خان يونس    الأمم المتحدة: 12500 مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    حيفا: الشرطة الإسرائيلية تقمع وقفة منددة بالحرب على قطاع غزة    وفد من منظمة التحرير و"فتح" ومؤسسات الأسرى يقدم التعازي للسفير التونسي باستشهاد الطالب خالد0    الاحتلال يخطر بـ"التصرف" في عشرات الدونمات من البيرة وقرى مجاورة    الاحتلال يفرج عن المعتقل أحمد مناصرة بعد اعتقال دام 9 سنوات ونصف سنة    مؤسسات الأسرى: 16400 حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة والتهجير منها 800 في شهر آذار الماضي    12 شهيدا في قصف على مدينة غزة وإطلاق نار في مواصي رفح جنوب القطاع    مؤسسة ياسر عرفات تعقد اجتماع مجلس إدارتها الـ63    الرئيس يهاتف رمزي خوري وزياد الحوت معزيا بوفاة المناضلة الكبيرة سلوى الحوت    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50,886 والإصابات إلى 115,875 منذ بدء العدوان    الرئيس ينعى المناضلة الكبيرة سلوى الحوت    في ذكرى اسنشهاد القادة عدوان وناصر وأبو يوسف النجار.. "فتح": ملتزمون بإرث القادة الشهداء وسنواصل مسيرتهم حتى الحرية والاستقلال    52 عاما على استشهاد القادة الكمالين والنجار  

52 عاما على استشهاد القادة الكمالين والنجار

الآن

رمضان البطة- عيسى عبد الحفيظ

عرفته عن قرب في مقرات حركة فتح، وفي المناسبات الوطنية التي لم يكن – رحمه الله – يتغيب عنها. أما في بيوت الأجر والعزاء فحدث ولا حرج.

أما في المناقشات وتوصيف الحالة فقد كان الأكثر (تطرفاً)، وأضع هذا التعبير بين قوسين لأنه شعار المرحلة لكل من يدلي برأيه بصراحة ودون مواربة أو دون دبلوماسية.

كان مقدراً للشهيد رمضان البطة أن يتولى مسؤولية كبيرة، لكن حدته وحسه النقدي غير المجامل ولسانه اللاذع، أبعدته عن تولي مسؤولية عالية وهذا أمر طبيعي يحدث في كل الأزمنة وفي كل الأماكن.

عرفته وما زالت صورته منطبعة في ذهني والسيجارة لا تفارق فمه، واستفردت من الصديق محمد البيروتي وهو يصفه مع السيجارة، وكيف كان يستيقظ في السجن مع الفجر يصليه، ثم تعتلي السيجارة فمه وقبل أن تنتهي يشعل الأخرى ثم الثالثة والرابعة، ويبقى يدخن حتى يحين موعد الافطار.

ثم يعيد الكرة من جديد حتى موعد الغداء وهكذا حتى يخلد الى نومه المتقطع.

بسبب شح السجائر، فقد لجأ رمضان البطة الى السجائر المعفنة التي توزع على السجناء، والتي غالباً ما تكون الدودة قد عششت بها، وعندما تصل الجمرة الى مكان الدودة تنفجر الدودة محدثة صوتاً ضعيفاً وبقعة صغيرة صفراء على السيجارة من الخارج فيعلق رمضان قائلاً: "سجائر دسمة"؟!

تلك قصته مع السجائر في السجن. أما فيما يتعلق بالمواقف، فقد كان يدفع الأمور الى حدودها القصوى في التحدي والمجابهة، ما جعل الآخرين يخشون أحياناً من مواقفه تجاه ادارة السجن، لأن العقاب يكون جماعياً. لم يأبه رمضان لكل ذلك، ودفع بالأمور الى النقطة الحرجة غير آبه بما ينتظره وينتظر الآخرين من عقوبات. أليس السجن أكبر عقوبة؟!

رحل رمضان البطة فقيراً، بل ومديناً بمبلغ لا يستهان به. كان يستدين على حسابه البنكي كي يؤمن أقساط أولاده المدرسية والجامعية ومصروفهم اليومي. حياته بعد خروجه من السجن استمرار لحياته الزاهدة هناك. آمن أن الثائر آخر من يأكل وآخر من ينام وأول من يستشهد. هذه القاعدة مارسها فعلاً لا قولاً، لذا كان يكتفي بالقليل جداً وهو في السجن تاركاً بقية الوجبة المتواضعة للآخرين.

ذهب رمضان البطة تاركاً وراءه ثلاث بنات وصبيا، كان تعلقه بهم جميعاً يعكس كل مشاعر المناضل الذي يستطيع أن يخفي مشاعره أمام الناس، لكن العواطف الحبيسة تنفجر دفعة واحدة أمام مشاعر الابوة السامية.

واضح أن رمضان البطة لم يتخيل يوماً وهو في السجن أن يحظى بعائلة وأولاد، لذا تجمعت العواطف الانسانية وتدافعت هكذا دون تكلف. انها رومانسية الثوار.

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House