مالك ..المال الوطني و(عودة) - موفق مطر
"انا معني كرجل اعمال باستثمار اموالي والربح في مشاريعي التجارية, لكني لا افكر بالربح ابدا من (فضائية عودة) فواجبي المساهمة بدعم رسالة اعلامية وطنية موظفة لانتصار المشروع الموطني " .
ما تقدم اعلاه كان منطق رجل الأعمال الوطني, منطق شجاع سيهزم مقولة "رأس المال جبان" اذا ما اصبح منطق رأس المال الوطني الشجاع قاعدة .
ما سمعناه من مالك ملحم رئيس مجلس ادارة مجموعة ريتش صاحب "فضائية عودة" اثناء اللقاء مع كوادر وطاقم فضائية عودة في رام الله, يبشرنا بقيامة روح المال الوطني, الذي لطالما تمنينا رؤيته كحقيقة ماثلة للعيان بصور نبيلة متعددة .
قد لا يعرف الجميع أن شاشة فضائية عودة بمضمونها وشكلها الحالي هي نتاج طبيعي لشراكة (روح العطاء الفدائي والمال الوطني) وانجاز لعائلة الاعلام الوطني الفلسطيني, مرفوع على مبادئ واهداف المشروع الوطني, فرسالة حركة التحرير الوطني الفلسطيني الاعلامية المرئية, المخطوطة على حق العودة, وقيام دولة حرة مستقلة بعاصمتها القدس, بثت ما يمكن تسميته ديباجتها الرصينة عبر (فضائية عودة) باتفاق اساسه الاخلاص والصدق في العطاء بلا حدود لفلسطين بين حركة فتح, وصاحب الفضائية مالك ملحم, فرجل الأعمال الفلسطيني هذا لم يفتش عن سبل لتعزيز استثماراته وحسب, بل ظل يبحث عن سبيل يمكنه من الشعور براحة الضمير, حتى وجد ضالته بمفوضية الاعلام والثقافة كمؤسسة وطنية مختصة, وبشخص قادرعلى تحمل المسؤولية بابداع وامانة, فالتقى مالك ملحم واحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح عند نقطة منهج (العطاء بلا مقابل) فكان الاتفاق على اطلاق عودة بحلتها الجديدة منذ 14 شهرا تقريبا بمباركة الرئيس محمود عباس ابو مازن. فكانت عودة كما نراها اليوم رسالة وطنية, يخطها باقتدار كوادر متخصصون, واعلاميون بارزون كأميرة حنانيا, ود.عبد المجيد سويلم, ومحمود ابو الهيجا, وخالد سكر, وباسم برهوم وريما الجمرة وكاتب هذه السطور - بكل تواضع - والى جانبهم شباب من الجنسين يجدون في عودة متنفسا لأفكارهم وعطاءاتهم في مجال المرئي من اجل قضية شعبهم وخدمة وطنهم.
تحسب لملحم عملية اعادة احياء فرقة العاشقين بعد انفراط عقد افرادها الذين باعدت مواطن اللجوء بينهم, فرأس مجلس ادارة للفرقة, فمجموعة "ريتش" التي اشترت فضائية عودة منذ العام 2010 مختصة في تقنية المعلومات والاستشارات الإدارية والتوظيف، والإنشاءات والصناعة، والإنتاج الإعلامي ولها فروع في الإمارات والكويت والأردن وفلسطين ومصر.
في هذا المقال لسنا بصدد الحديث عن مشاريع المجموعة الربحية في فلسطين, فهي كثيرة وتتطلب تقريرا مفصلا, وتقدمه "الحياة الجديدة" للقراء لاحقا, لكن استقبال رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله لرئيس المجموعة امس الأول, قد يلخص مدى اهمية استثمارات مجموعة ريتش وانعكاساتها على الاقتصاد الفلسطيني ..لكنا اردنا التركيز على روح المساهمة اللامشروطة والمجردة من غاية التكسب المادي والسياسي, فالرجل لا يريد اكثر من اثير وطني في فضاء عالمي مزدحم بالتناقضات, اثير يحفز اللاجئ الفلسطيني على التعلق بأمل بالعودة، فنفع بعث الأمل كنفع المال الوطني, رافدان يلتقيان عند الرابح الأكبر, انسان الوطن, ووطن الانسان, فالمالك الحقيقي للماضي والحاضر والمستقبل على هذه الأرض المقدسة هو الفلسطيني الأصيل, الذي يجود بروحه وعرقه وماله لأجلها, ولنا في مالك المال الوطني مالك ملحم مثل حي, كما مئات آلاف الأمثلة ممن جادوا بارواحهم( الشهداء) وحريتهم ( الأسرى ) وعطاءاتهم ( (المناضلون والجنود المجهولون ) من اجل بقاء فلسطين وطنا لشعبها.