تنظيم الدولة اليهودية في اسرائيل ! موفق مطر
حتى لو ضجت الصحافة بصور نتنياهو باكيا، أو اغرقت دموع ريفيلين رئيس دولة الاحتلال شوارع تل ابيب، سيبقى (تنظيم الدولة اليهودية في اسرائيل) هو المسؤول عن الجريمة ضد الانسانية، فعصابات (الدولة اليهودية) التي صرع بها نتنياهو اسماع العالم، هي التي نفذت مذبحة تحريق عائلة الدوابشة في قرية دوما الفلسطينية في نابلس، ولا شاهد أو شهيد اعظم من الرضيع البريء علي الدوابشة، وأمه وأبيه وشقيقه الذين يصارعون الموت ليكونوا شهداء احياء على جريمة دولة اسرائيل اليهودية الاحتلالية الاستيطانية.
الهمجية هي سمة (داعش) التي تم تخليقها في البلدان العربية، لكن ما يجب ان يعلمه العالم ان نواتها الأولى كانت قد زرعت هنا في فلسطين مع اولى غزوات عصابات الحركة الصهيونية لأرض فلسطين، وتمت تهيئة البيئة والمناخ الملائمين لتوليدها في مستوطنات الارهاب، فاغتصاب ارض الفلسطينيين وبيوتهم، وتهجيرهم منها بسلاح الارهاب، وكل صور جرائم (داعش) الاسلاموية و(دائس) اليهودية اليوم، تثبت اصل الهمجية والجريمة والارهاب، المعادية للقيم الاخلاقية، والمعتقدات السماوية، وفلسفة السلام والاخاء ومواثيقها ومبادئها بين ابناء أمة الانسان.
عملت دولة اسرائيل على تحويل المستوطنات كحاضنات لتنظيم الدولة اليهودية في اسرائيل (دائس)، فحظيت عصاباتها بفرصة تسمين ورعاية من جيش وحكومة دولة الاحتلال واجهزتها الاستخبارية، رغم توصيلها الليل بالنهار وهي تغني دعاية (الدولة الديمقراطية) بكل لغات أهل الأرض! لكن الطفل الفلسطيني الرضيع الشهيد علي دوابشة الذي بالكاد يقوى على الامساك برضاعته قد خطت لنا روحه عدة قواعد وقوانين، تتفق عليها كل الانسانية، كاتفاقها على قانون الجاذبية، الذي على اساسه يتم وضع آليات الصعود، والهبوط.
القانون الأول الذي تركه لنا الرضيع علي هو: أن المجتمع الدولي، والمنظومة الدولية الانسانية لن تصعد وترقى بميزان العدالة، ولن يتحقق لها ما تريد من سلام وطمأنينة مادامت ارادته ارخى من جسد حلزون، وأبطأ من سيره، في تعامله مع القضية الفلسطينية ومشكلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المؤثرة على امن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم.
القانون الثاني: الاستيطان بقوة الاحتلال جريمة حرب ارهابية مزدوجة ضد الانسانية، لا يمكن التعايش معها، لأنها بكل بساطة تنسف فكرة عيش الانسان بحرية، وتدمر فكرة السلام بين أبناء آدم، فالاستيطان اليهودي جريمة عنصرية، لأنه قائم على اقتلاع المواطن الفلسطيني الأصلي الأصيل من ارضه واحلال آخر مكانه جيء به من اقاصي الدنيا بدعوى انه يهودي، ما يعني اصطناع حروب على أسس دينية، بينما أصل العقائد والديانات تكاملها، والارتقاء بأفكار واخلاقيات اتباعها.
القانون الثالث: ان دولة الاحتلال اسرائيل بدأت تدفع ثمن تلقيح خلايا الارهاب في مستوطناتها، التي تحولت الى مختبرات لتركيب ليس ادوات الجريمة وحسب، بل تصنيع آدمييها المسيطر عليهم بريموت الرغبة العنصرية الجامحة لسفك الدماء.
نحن أهل وشعب الرضيع علي سنجعل اسرائيل تدفع الثمن، لسماحها لعصابات دفع الثمن (دوائسها) المدللين، المحميين بالعبث في دماء اطفالنا، سنعري اسرائيل، نسقط عنها رداء الديمقراطية التي سترت به عورتها حوالي سبعين عاما، سنعريها هناك في المحكمة الجنائية الدولية، في ميادين القانون الدولي، والمنظمات الدولية، فاسرائيل ما كانت إلا لأنها استغلت هذه المنابر، بعد نجاحها باستبعادنا منها او تعطيل فعالية الأقطار العربية فيها.. فمعركتنا مع تنظيم الدولة اليهودية في اسرائيل، قد بدأت هناك ولن تنته الا بقيام دولة فلسطين الديمقراطية على ارض فلسطين.
القانون الرابع: ما يحدث ليس انفلاتا لمتطرفين يهود وصفهم نتنياهو والرئيس الاسرائيلي بالارهابيين وحسب، بل (صناعة ارهاب) منظم مبرمج يخدم سياسة دولة الاحتلال، لتفيذ مخططاتها المبيتة، فحكومة نتنياهو تستدرج العنف بالعنف، والدماء بالدماء، باعتبارهما وسيلة الاحتلال الأقوى بالسلاح لفرض سيطرته الأمنية على ارضنا وشعبنا، ومنعنا من استكمال اهداف مشروعنا الوطني بالحرية والاستقلال، ولمنع المجتمع الدولي من تحقيق العدالة ولو جزئيا، بمناصرة حقنا في قيام دولتنا المستقلة، فنتنياهو واعضاء حكومته يستخدمون (دائس) اليهودية لاستدراج رد فعل فلسطيني عنفي ليبرر جنوحه نحو الجريمة ضد الانسانية، نحو ارهاب الاحتلال والاستيطان.
القانون الخامس: ان (داعش) في العراق وسوريا، و(دائس) في اسرائيل و(بوكو حرام) في نيجيريا و(القاعدة) في شمال افريقيا و(انصار بيت المقدس) في سيناء المصرية، وكذللك كل من ينتهج القتل وسفك الدماء تحت رايات دينية، لا دين لهم ولا وطن، وانهم جميعا مصطنعون في مختبر واحد مفاتيحه في يد أمين سر المشروع الاحتلالي الصهيوني والاستيطان اليهودي في فلسطين.