قناة السويس2.. العبور الثاني - موفق مطر
أثبت الأشقاء المصريون حسن وفائهم لارثهم الحضاري الذي تركه اجدادهم على ارض الكنانة، وبرهنوا انهم من سلالة بناة الأهرامات ومعابد مصر بأبعادها الحسابية العلمية الدقيقة والعجيبة، فالشعب المصري انجز حفر قناة السويس مع ضباط وجنود الهندسة بجيشه العظيم يدا بيد، مستثمرا حر ماله في مشروع وطني وقومي بامتياز، باشراف قيادة وطنية ثورية حقيقية حكيمة، مسجلا رقما قياسيا (9 أشهر عمل) و(365) يوما بالتمام والكمال ما بين بدء دوران عجلات البلدوزرات والناقلات والاحتفال بافتتاحها اليوم الخميس السادس من آب 2015، وبرهن على قدرة وارادة بالنهوض بالبلاد، بعد ثورة 30 يونيو، وتكريس الانجازات الحضارية المدنية، كحلقة حاضر قوية لامعة في سلسلة تاريخ ومستقبل مصر فالاهرامات لن تكون آخر عجائب ومعجزات المصريين العمرانية والهندسية.
قناة السويس 2 (عبور ثان) لشعب وجيش وقيادة مصر.. بقيادة المشير الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكن على جبهة الاستقلال الاقتصادي، المواكب للاستقلال السياسي والسيادي، عبور ثان، نحو نظم وتكريس منهج حياة حرة كريمة، وعدالة اجتماعية، ودولة ديمقراطية مستقلة القرار الوطني، فالرئيس الذي اعلى مصالح الشعب المصري فوق كل اعتبار، وآمن بقدرات شعب منحه الثقة لقيادة البلاد في معركة تحريرها من ظلم وانغلاق وعصبوية الاخوان وتحرير سيناء من رجس عصاباتهم الاجرامية الارهابية، مثل ارادة المصريين بكل امانة، وسار في مقدمتهم في الاتجاه الصحيح، ليفتحوا آفاقا جديدة لبناء مصر وتسريع عجلة تقدمها.
قناة السويس2 اضافة نوعية لمركز وثقل مصر الاستراتيجي عربيا واقليميا وعالميا، فمصر العربية تخوض حربا حقيقية على الارهاب فرضت عليها، وتواجه على جبهة سياسية واقتصادية ايضا وامنية مع قوى كبرى كالولايات المتحدة الأميركية واقليمية طامعة باعادة امجاد امبراطورياتها، عملت جميعها على تطويق وحصار وعرقلة مسار ثورة 30 يونيو، عبر دعم مباشر لجماعة الاخوان الارهابية، مصر اليوم تخرج للعالم بانجاز عالمي بكل المقاييس، يوفر أمنا اقتصاديا لشعب صبر وصمد وبدأ يصنع الحلول، فيما دول في المنطقة انهارت او تكاد، ولنا ان نقرأ التوجه الأميركي الجديد بمثابة اقرار بمكانة مصر وقوة عرى المحبة والاحترام بين قيادتها وشعبها، واعتراف بالعجز والفشل في تركيعها او اخضاعها، فعاد البيت الأبيض الى فتح سبل العلاقات الاستراتيجية مع مصر العربية من جديد، بعد رؤية هذا الانجاز تحقق فعلا، ما دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري للقول والى جانبه جون كيري وزير الخارجية الأميركي مشيرا الى تأكيد العلاقة الاستراتيجية ولكن وفق مصالح مصر فقال "نحن نستجيب لمصالح شعبنا العليا ولا نخضع للشروط".
كسر المصريون وللأبد اقفال جماعة الاخوان التي اغلقت بفولاذ المفاهيم المتخلفة والظلامية آفاق الأمل عند شعب مصر، وكادت تدفعه نحو الانعزالية والتطرف، والصراع الداخلي الطائفي لولا حب المصريين لبعضهم ولوطنهم، ولولا تقديسهم لمعاني الانتماء لمصر، واستجابة اخوتهم في عائلة الوطن (الجيش) لنصرتهم على ظلم ومكائد (الجماعة)، وتلبيتهم نداء الثورة والحرية الكامن بعفوية منظمة في ضمير كل مصري وطني حر.
قناة السويس2، معلم تاريخي ابدي، طبيعي يمتد على ارض مصر العربية، كأحسن ما يكون من تعبير حي عن وفاء القائد بوعده للشعب، والتفاف الشعب حول الأفكار النبيلة لقائده، فكلنا نذكر قول الرئيس السيسي قبل عام: "باذن الله، متل النهار ده في العام القادم سنفتتح القناة الجديدة"، وما كان له ان يقول ذلك الا لثقته بعقول المصريين الاعجازية، وبعظمة حب المصريين لوطنهم، واستثمار أموالهم في مشروع خالد يتخلق من جديد ارض بلدهم، ينشئونه بسواعدهم السمراء، لهم ولابنائهم وكل اجيال مصر القادمة للحياة بتفاؤل وطمأنينة.. كلما ذكرت أو شاهدها مصري يحق له الفخر ان قناة السويس 2 مصرية 100%، من الفكرة والمال المستثمر بالمشروع، وجيش مهندسي وعمال المشروع المصممين والمنفذين.
(المجد للانسان يعطي الأرض عمره) هذا شطر من بيت شعر لنشيد كانت تبثه اذاعة العاصفة، اذاعة الثورة الفلسطينية من القاهرة في منتصف الستينيات.. أما اليوم فننشد: (المجد للمصري يعطي أرض مصر عمره).