مواقع صفراء ومنافع سوداء - المحرر السياسي
على نحو بات شديد الوضوح، لم تعد العديد من المواقع الالكترونية في عالم الشبكة العنكبوتية، عالم " النت " مواقع صحفية، او اعلامية، او معرفية، ولا حتى تسلوية، بل دكاكين للاسترزاق، والاسترزاق الرخيص الذي لا يكترث لأية معايير مهنية، ولا يراعي ابسط القيم والاخلاق الصحفية، التي تكمن في الجوهر منها نزاهة نقل الخبر، ومصداقية القول احتراما لعقل القارئ والكلمة معا .
هل نسمي بعض هذه المواقع هنا...؟؟
لا حاجة لذلك لأن القراء الذين يبحثون عن الخبر الصحيح، والرؤية السياسية الموضوعية والموقف الوطني السليم، ليسوا جهلة، فهم يعرفون ان عنوان الخبر " المثير " ومحتواه المغاير للعنوان، يعني ان هناك ثمة غايات غير نبيلة، عدا عن انها غير مهنية، ولا علاقة لها بالمصداقية لا من قريب ولا من بعيد ..!!
لكن، وربما الذي لا يعرفه القراء على نحو اكيد ان هذه المواقع الاسترزاقية، تتعمد نشر اخبار وتقارير ملفقة بعناوين مثيرة - وهي تدرك ذلك تماما - عن جهات وشخصيات معينة لا صحة لها اطلاقا، ، لتثير ضدها مواقفا مناهضة لدى اوساط الرأي العام، ومن ثم تقوم بالاتصال المباشر مع هذه الجهات وهذه الشخصيات وتطلب منها مبلغا معينا من المال شهريا، لتوقف نشر تقاريرها واخبارها هذه، بل والانتقال الى اخبار وتقارير مادحة ان صح التعبير .
انها غايات الاسترزاق الرخيص والربح الحرام، التي لا تأبه بالحقائق والمعطيات، والتي لا تعرف شيئا عن التقوى الاخلاقية، والامانة الصحفية ، تفبرك ما تريد من اخبار وتقارير تحقق غايات الاسترزاق .
بوسعكم التأكد من ذلك ، من خلال متابعة هذه المواقع في تبدلات ما تنشر حول جهة ما، فمرة هي " ضد " واخرى "مع " وتارة تشكك وتتهم واخرى تنفي التهم وتهاجم مردديها ...!!
هذه هي مواقع السوق الاستهلاكية ، التي تتعمد عرض بضائعها بأبهى صورة ، فيما أن حقيقة هذه البضائع ليست على اي مستوى من مستويات الصورة البهية .
يبقى ان نقول .. الاعلام ليس بضاعة، والكلمة مسؤولية، وحين يدرك ذلك من يتعامل معها، بالحس الاخلاقي اولا والمهني ثانيا، والوطني بطبيعة الحال قبل كل قول، سيضعها في سياقها الموضوعي، كلمة للمعرفة الحق التي تنير دروب الحرية وتخدم مسيرتها الوطنية .