لجان الحماية الشعبية -يحيى رباح
أشد على يد كل الجهات وكل الأفراد وكل المبادرات التي تسعى بشكل جدي الى تعميم نموذج لجان الحماية الشعبية في كل قرية وفي كل حي من أحياء المدن الفلسطينية، لأن السياق المتصاعد على المستوى السياسي فلسطينيا، والحضور البهي لفلسطين فوق منصات القضاء الدولي، وصمود النسيج الوطني أمام مؤامرات التقسيم والتفتيت التي بدأت عندنا في صيف 2007 من خلال الانقلاب والانقسام الذذي يسعى أصحابه للانفصال النهائي، ثم توسع في أرجاء المنطقة من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها، كل ذلك يشكل نجاحات للنموذج الفلسطيني في أصعب الظروف، ولكن هذه النجاحات تحتاج الى حماية، والحماية التي يوجد عليها اجماع وطني هي، الحماية من ارهاب المستوطنين سواء كانوا محميين من دولة الاحتلال، أو كانوا مدفوعين من ارهاب ذاتي، لأن كل استيطان هو كهف للإرهاب والعنصرية في أحط أشكالها، فالذي يدعي حقه في أرضك ووطنك يدعي حقه في حياتك كلها، وهذا هو الاستنتاج النهائي من وراء تفاصيل عملية إحراق الرضيع علي الدوابشة وعائلته، فلم يكن الهدف احراق البيت فقط بل كان الهدف منذ البداية إحراق أصحاب البيت انفسهم، وهؤلاء المستوطنون قبل أن يتصدى لهم القانون الدولي والقضاء الدولي، يجب أن يتصدى لهم الحق الفلسطيني المقدس في الحياة، وخاصة ونحن نعلم جميعا بصفتنا أبناء التجربة، أن هذا الاستيطان موغل في الجبن والانحطاط الأخلاقي، وأن هؤلاء المستوطنين هم أقذر تجار وليسوا طلائعيين كما يدعون، وفي ثمانينيات القرن الماضي انفضحت كل الأكاذيب عن الاستيطان وأساطيره السوداء، وأن هؤلاء المستوطنين لا يوجد عندهم أغلى من حياتهم ومكاسبهم الشخصية
ولو وجدوا أن حياتنا ومكاسبنا محمية بنفس القدر فسوف ينقلب سلوكهم الف درجة الى الوراء.
الوقاية الشعبية حول موضوع لجان الحماية في القرى وأحياء المدن مشجع جدا، صحيح أن اصوات السوء موجودة، ولكن نحن لا يجب بهذه الأصوات الشاذة، مثل محمود الزهار الذي يتهجم على حصانتنا الوطنية وعلى رموزنا النضالية، ففي كل تجربة احتلال في التاريخ كان هناك ساقطون مثل محمود الزهار يعبدون العدو أكثر مما يعبدون آلهتهم التي يدعون عبادتها، وليس محمود الزهار سوى واحد من هؤلاء، وصدقوني أن أوساطا واسعة في حماس نفسها من القمة الى القاعدة لا يأخذون كلمة واحدة من جنونه على محمل الجد.
نريد من إعلامنا الوطني على وجه الخصوص، ومن كل هيئاتنا الوطنية أن تعمل بشكل جدي في مجال لجان الحماية الشعبية، لتكون ذراعا شاملة وشرعية وقوية للدفاع عن شعبنا، لأن تجربة الأيام الماضية بعد إحراق الرضيع ذي الوجه الملائكي علي الدوابشة يثبت ان اسرائيل بحكومتها تحاول أن تجعل الموضوع كأنه حادث منفصل، فتستمر في دعم الاستيطان، ونتنياهو لن يتغير في يوم وليلة، وهو بحكم تكوينه وثقافته لا يملك سوى هذا الخيار وخاصة إذا خسر معركة الكونجرس الأميركي بشأن الاتفاق مع ايران، فلن يكون لديه سوى تقديم نفسه رهينة للمستوطنين.
Yhya_rabahpress@yahoo.com