خلافة ابو مازن - حافظ البرغوثي
تغص المواقع الالكترونية والصحف بتحليلات حول خلافة الرئيس ابو مازن ونشرت بورصة اسماء متداولة بهذا الشأن ، وقد سادت مثل هذه التكهنات سابقا عدة مرات لدرجة ان المواطن العادي كاد يعتقد انه سيستيقظ ذات يوم ويرى رئيسا جديدا هبط بالمظلة في المقاطعة والمواطن لا يعلم.
مسألة ما بعد ابو مازن لم تطرح جديا في اطر حركة فتح كاختيار نائب له مثلا..
مع ان من دعا دوما لهذا هو الرئيس نفسه لكن تكلس أطر الحركة لم يتجاوب سابقا ولا لاحقا مع دعوته لأن الطامحين او الطامعين في الرئاسة يكاد يوازي عدد اعضاء المركزية ناهيك عن من هم من خارجها حسب التوقيت المحلي لبعض العواصم خاصة عندما قال الرئيس في احدى جلسات المجلس الثوري انه يقترب من الثمانين وانه لن يختم حياته بالخيانة في اشارة الى الضغوط التي يتعرض لها لتقديم تنازلات للاحتلال.
ابو مازن لم يخن مبادئه قط وما زال على العهد.. ولا اظنه يعيراللغط حول خلافته الكثير من الاهتمام وان كان يحلم بسنوات من الهدوء والعزلة والعيش كانسان عادي ادى ما عليه ويريد السكينة مع نفسه ومن حوله من أحبة واقارب.
والغريب ان التحليلات تجزم ان الدولة كذا سترشح كذا ومزا مثلما قيل ذات سنة ان ابا عمار بلغ من العمر عتيا ويجب ازاحته بعد موقفه الصلب في كامب ديفيد واعتبروه ليس شريكا ولم يقف احد من الوزراء والقيادات انذاك مدافعا عن الراحل الكبير وينسى هؤلاء ان القرار المستقل هو بوصلة الشعب الفلسطيني والثورة وضحى من اجلها بالكثير فكيف يسلم قراره للغير بعد هذه العقود من النضال؟ الاحتلال فشل في خلق قيادة بديلة ودول شتى طعنتنا بانشقاقات ومؤامرات لخلق البديل لكن الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر في النهاية وهو الذي ينتخب قادته من صلبه ومن ارادته . وحاليا تكرر حركة حماس ايضا ما يقوله الاحتلال من ان الرئيس ليس شريكا وتشن حملة سياسية واعلامية لنزع الشرعية عنه وتحاول حشد من هب ودب وطب وغب وسب لهذا الهدف .
الرئيس ما زال في موقعه يمارس مسؤولياته ويؤرخ للأجيال مسيرتنا الشاقة بتفاصيلها وقنابلها الموقوتة ووجوهها الاخرى التي لا يعرفها الكثيرون وهو مطمئن البال لأنه في حالة تصالح مع الذات ومن واجب شعبنا ان يواصل التفافه حول قيادته التي لم تخذله ولم يخذلها قط .
الرئيس نحن انتخبناه ونحن من ينتخب خلفه وليس غيرنا لأنه لو كان غيرنا فلن نكون نحن ، فمن يرضى بفرض رئيس عليه يرضى بان يفرض عليه ما هو اسوأ فلربما اعيد فرض شلومو احتلالي او شلومو فلسطيني شبه احتلالي.