ميناء على الماء ومطار بالهواء.. مهر (الحرم المصون ) - موفق مطر
هل سيبدأ مخطط تقسيم الأقطار العربية المستقلة، بتجربة تقسيم دولة فلسطين المحتلة؟! الجواب نعم، فالذين بدأوا خطة تسليم جماعات واحزاب الاسلام السياسي السلطات في البلدان العربية، كانوا قد بدأوا خطتهم بمساعدة رأس حربة الاخوان المسلمين في فلسطين في قطاع غزة (حماس) للسيطرة على القطاع بالقوة العسكرية (الانقلاب) ومنذ تلك اللحظة وقادة حماس يتحدثون عن (دولة اسلامية) تبدأ من القطاع ؟ وآخر ما نطق به محمود الزهار عضو مكتبها السياسي بكل وضوح كان في 30 أيلول 2014 عندما اخرج ما في جعبة اهداف حماس مرة واحدة بقوله: "سنبني دولة إسلامية في فلسطين كل فلسطين".
ليست زلة لسان من رئيس هيئة الاركان في الجيش الاميركي راي اوديرنو الذي رأى أن "تقسيم العراق هو الحل الوحيد لمشاكل البلد" فجنرال بهذا الحجم لا ينطق عن الهوى ولا عن وحي يوحى وانما يعرف دهاليز المخططات الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط اكثر مما يعرفه الرئيس باراك اوباما نفسه او زير الخارجية جون كيري، فحلف الناتو قائم ثابت، اما الرؤساء فانهم ذاهبون وليس في جعبتهم اكثر من بضع معلومات عن خطط واهداف جنرالاته المخضرمين، بغض النظر عن الرموز المرسومة على اعلام بلادهم، فالهلال والصليب والنجوم والخطوط الحمراء والزرقاء الخماسية او حتى نجمة المثلثين المتداخلين، السداسية الرؤوس، - اسرائيل ليست عضوا - فان مصالح الأعضاء والمدللة اسرائيل فوق كل اعتبار، وما شعارات الأحزاب الاسلاموية، عن العدالة والحرية والتنمية والديمقراطية، التي حظيت بتأييد غير مسبوق من اعضاء في الناتو – توزيع ادوار - الا لتمرير أهدافهم كالزئبق من اضيق الشقوق!.
دردشة حماس مع اسرائيل، التي باتت اخبارها تفيد بارتفاع مستوى حرارتها الى كلام العشاق، واحاديث ومفاوضات عن مهر ارتباط، مقابل الانفصال، ويمكن ان نسميه عقد نكاح بين الدولة اليهودية (اسرائيل) والدولة الاسلامية (حماس)، التي ستصبح حرما مصونا، ومهرها ميناء عائم على بعد ثلاثة اميال من رمال غزة الصلبة – حتى حق البناء على أرض الوطن الصلبة تنازلت عنه (الحرم المصون) – شرط انفصالها عن عائلتها الوطنية الفلسطينية، واستبدالها بعائلة قبرص التركية، حيث ستلقى الدلال والغناج، فالعراب العضو في حلف الناتو، وشريكه الذي بشرت به حماس رجلا لتحرير القدس، وأعلت صوره بحجم عمارة في ميدان الجندي المجهول، سيحرصان على تأمين راحة الحرم المصون، ليس حبا بها، وانما رغبة في تأمين الأمن والهدوء لاسرائيل الطرف الأول في عقد النكاح هذا، ليتفرغ لادارة اعماله الاستيطانية الاحتلالية في الضفة الفلسطينية، فلدى هذا المخادع العظيم الذي تسوق (حماس) لمريديها انه كالزوج (المخدوع) خططا سيعمل على الانتهاء فور اتمام صفقته مع (المخدوعة حماس)! فأمامه التخلص من رئيس الشعب الفلسطيني المنتخب وقائد حركة تحرره محمود عباس، اغتيال فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة واجتثاثها من جذورها، وتحديدا من وعي المجتمع الدولي، وتشييع جنازة المشروع الوطني الفلسطيني، والاطمئنان الى دفنه، والطلب من اصدقائه ممولي الانقسام انشاء محطة غاز، لانتاج غاز (الهيليوم)، الذي سيكون مطلوبا بكثرة، نظرا لرواج (صناعة الهيلمة) وتحديدا نفخ الطائرات البلاستيكية الضخمة وتطييرها في اجواء غزة، لتنال (الحرم المصون) الدعاء من اعلى المنابر، مع كل خطبة وصلاة جمعة، على (وفائها ) لـ 2250 شهيداً و20 ألف جريح، ودمار عشرين الف منزل، وتشريد مئة الف مواطن، بانجاز معجزة المطار في الهواء بعد الميناء العائم على الماء!!. يا سبحان الله، فكل انجازات حماس متبخرة!!.