(حماس) التي نريد! ماهر حسين
ثمة مقالات وكتابات عديدة، هنا وفي مواقع اخرى، انتقدت حركة حماس على الكثير من مواقفها وسياساتها، وهذا النقد لهذه الحركة لم يكن اغلبه من باب المماحكة أو التنافر الحزبي، ولكنه موضوعيا من باب الضرورة والحق بطبيعة الحال، اعني انه من حق الجميع ممارسة النقد المسؤول، وفي سياقه الوطني وبلغته الوطنية، وانا شخصيا لا أؤمن بأن حماس حركة (ربانية) بل هي حزب سياسي خاضع في المحصلة لعملية النقد ان شاء تصويب مسيرته.
وبالطبع ليس النقد هدفا بحد ذاته كلما كان موضوعيا ومدركا لمسؤوليته الوطنية، وفي هذا الاطار كنا وما زلنا نرى في حماس جزءا من الشعب الفلسطيني وجزءا من مشهد نضاله وجزءا من النظام السياسي الفلسطيني خاصة بعد تشكيلهم للحكومة بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة التي دخلوها تحت شعار ( الواجب الشرعي ) بعد ان كانت هذه الانتخابات والمشاركة فيها حسب شعاراتها " المقاوماتية " كفرا وخيانة..!! هذه هي حركة حماس التي تستوجب النقد، من حيث إنها نقلت اتباعها من موقع التحريض على الانتخابات باعتبارها ( كفرا) الى موقع المشاركة والحشد للفوز بها بعد ان صارت واجبا شرعيا...!
تناقض كبير!
وهذا مرة اخرى ما يستوجب النقد، ثم هناك المفاوضات التي كفرتها بلا تردد، لكنها اليوم تراها ضرورية وترى اتصالاتها "ايجابية" حسب خالد مشعل الذي اعترف اخيرا بهذه الاتصالات.
لن ننتقد التحول السياسي في حماس، بل تلاعبها بالكلمات والمواقف والشعارات واستخدامها للدين لتبرير سلوكها السياسي الذي بات يسعى لهدنة طويلة الامد مع اسرائيل على حساب المشروع الوطني الفلسطيني، وهذه هي حقيقتها الراهنة الآن مهما حاول الزهار إخفاء هذه الحقيقة ومهما تطاول البردويل..الحقيقة واضحه وحماس تراجعت عن شعاراتها كلها تقريبا،..فحماس واقعيا الآن وللأسف الشديد " تريد حلا" في غزة فقط!
لا أٌحد يمانع رفع المعاناة عن أهلنا في غزة، بل أن ذلك واجبنا جميعا" ولكن هذا لا يحتاج الى صفقه(...!!) بل يحتاج الى مسؤولية ووعي وواقعيه، ويحتاج الى إنتماء الى الوطن اكثر من الإنتماء للحزب وللجماعه وهذا هو محور معضلة (حماس) التي ما زلنا نريد لها ان تكون فلسطينية، وفلسطينية تماما.
لقد كان في غزة مطار، وكانت المعابر تعمل بصورة طبيعية، وكنا نعمل لتطوير الميناء وللاستفادة من الغاز الطبيعي في البحر باعتبار كل ذلك جزءا من المشروع الوطني الفلسطيني..تم بناء مطار غزة وكنا نفاوض على مطار قلنديا لأننا نتحدث عن وطن وقضية لا عن إمارة ومصلحة ونفوذ!
بكل بساطة وبدون تعقيدات وبلغة بسيطة أُريد من القارئ أن يعيها في عقله وقلبه المطلوب من حماس أن تكون فلسطينية، فتصبح جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية ليس من أجل السيطرة على حماس، ولكن من أجل ان تشاركنا الهم الوطني ومسيرته التحررية.
نريد من حماس أن تكون فلسطينية كجزء من السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل استكمال مشروع الدولة الفلسطينية، وليس من أجل الانقضاض على السلطة والانفصال بغزة، او بأي مكان ممكن لحماس أن تنقلب فيه لتقيم سلطتها الإخوانية.
نريد لحماس أن تكون فلسطينية فلا تورطنا في صراعات الإخوان المسلمين في المنطقة فنحن نريد لمصر الخير ونتمنى لجيشها دوام المنعة والقوة، ولا يجب ان نكون جزءا من أي صراع هناك، وكذلك نريد الخير للأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت وبالطبع المملكة العربية السعودية، وكل دولنا العربية، ولهذا قلنا ونكرر للحفاظ على فلسطين (كقبلة) جامعه للعرب وللمسلمين يجب ألا نتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية أو لغيرها.
نريد لحماس أن تكون رافعة للموقف الفلسطيني السياسي وللثوابت الوطنية الفلسطينية حيث يكون رفض الدولة المؤقتة والحل المؤقت هو رفض وطني لأننا نريد الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كحل نهائي نستعيد به جزءا من حقوقنا أقرته الشرعية الدولية ولا نتنازل عنه.
فالحل الوحيد الواقعي والممكن لوقف هذا الصراع الدامي هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
نريد لحماس أن تكون مع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولا نريد لحماس أن تلتقي مع حكومة نتنياهو في معاداتها للمشروع الوطني الفلسطيني الساعي للتحرر والحرية والاستقلال والسلام.
فقط ببساطة ومرة ثانية وثالثة وعاشرة، نريد لحماس أن تكون فلسطينية، نتفق ونختلف معها فيبيت الشرعية الفلسطينية، هذا ما نريد من حماس وما نريد لها، لا ان تواصل المشي في دروب الانقسام والانفصال.. دروب الوهم.. دروب الامارة الاخوانية، بوعد بلفور الجديد، وعد توني بلير بتنسيقه الاتصالات الحمساوية الاسرائيلية والتي يقول عنها خالد مشعل بأنها ايجابية.