القوة بين علم فلسطين وحدود الفرات والنيل ! موفق مطر
لا يستقيم مسمى الدولة الديمقراطية مع مسمى دولة الاحتلال الاستيطانيةاو الدولة الاستعمارية، حتى لو وظفت الحركة الصهيونية، واللوبيات اليهودية في العالم كل ماكينات طحن الفولاذ والصخر في العالم لطحن الفكر الانساني النبيل.
يسقط مسمى الدولة الديمقراطية، ولا تسمى كذلك فيما قرارات حكوماتها وتشريعاتها، وحتى سلوكياتها، تعامل الانسان كقيمة وحقوق بمعيارين، او ان قادتها يغطون عدائيتهم الايديولوجية للآخر بالغربال.
الدولة الديمقراطية حافظة لمبادئ حقوق الانسان، وتنتصر لحقوق الانسان السياسية في الدنيا، وليس لمواطنيها وحسب، حتى ان بعضها يمنح المواطنة، التي تسعى دولة الاحتلال او الدولة الدكتاتورية او حتى الاستعمارية تجريد المواطن الأصلي منها.
القادة في الدولة الديمقراطية صادقون، منهجهم السياسي مصاغ ببرنامج واضح لا لبس فيه، لكنهم في دولة الاحتلال، والدولة الاستعمارية، والديكتاتورية كذابون، خداعون، وفي احسن الأحوال يشرعنون (الدعارة السياسية) كسبيل لتسريع عملية نشر (الايدز السياسي) المصحوب بالزهايمر، فالدولة الديكتاتورية، الدينية، الاحتلالية الاستيطانية وتلك الامبريالية الاستعمارية، دولة ضد الانسانية، دولة متمردة على كل ما انتجه الفكر الانساني من عقود وقوانين ومواثيق وشرائع، تسعى للاستحواذ على مقر قيادة المواطن (عقله) فتستبدل ذاكرته الأصلية ذات الأبعاد الثلاثية: الماضي، الحاضر، المستقبل، بذاكرة واحدة مسيطر عليها بالريموت كونترول، ليبقى الفرد الآدمي في هذه الدولة دائراً حول الرغيف وقرص الدواء، ورضاعة الحليب لأولاده وحتى احفاده!
ترى دولة الاحتلال، وتوأمها الديكتاتورية الدينية الحقيقة عدواً، ويعتبران الولاء والانتماء لها تهديدا وخطرا وجوديا، كانتماء الفلسطيني لأرضه فلسطين، ووطنه، وعروبته، وانسانيته، وهذا ما يفسر اندماجهما في جيش العداء للهوية الوطنية وتحديدا هنا الفلسطينية، ويقاتلان معا تحت راية بشعار واحد وثلاثة مصطلحات (الكذب، التزوير، الخداع) حتى وان رفعها كل منهما بلون مختلف.
هذا مندوب دولة الاحتلال الاسرائيلي (رون بروس اور) في الأمم المتحدة يحذر من "رضوخ الامم المتحدة لسياسة القوة"!! ويطالب الأمين العام بان كي مون برفض وضع علم فلسطين في مدخل الأمم المتحدة الى جانب اعلام الدول الأعضاء، وهذا ما يدفعنا للسؤال المزدوج: هل تكذب دولة الاحتلال التي اتخذت من القوة العسكرية وسيلة واداة، والارهاب منهجا لاحتلال ارض فلسطين والسيطرة على مقدرات شعبها الأصلي النابت فيها منذ فجر تاريخ الانسانية، ومنعته وما زالت من حقوقه السياسية والانسانية الاساسية منذ تسليم الدولة الاستعمارية بريطانيا فلسطين، لمنظمات الحركة الصهيونية، وحتى اليوم، حتى بعد اعلان الفلسطينيين قبولهم قرار المجتمع الدولي؟
بخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.. فدولة الاحتلال تستخدم القوة، والقوة المفرطة حسب شهادات كل لجان تقصي الحقائق العالمية، اما ما حدث من جرائم ابادة في العدوان على غزة، واحراق الأطفال الفلسطينيين أحياء، واعدام الشباب على الحواجز، فانه ابلغ تعبير عن (القوة الارهابية) التي لا تملك دولة الاحتلال غيرها وسيلة للاستمرار وفرض الواقع، والجواب على هذا السؤال: نعم قادة دولة الاحتلال يكذبون.
والسؤال الآخر، هل بدأ قادة دولة الاحتلال يستشعرون ضعفهم امام تقدم قائد دولة فلسطين وقائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية على رأس جيش الواقعية والعقلانية السياسية، وارادة الشعب الفلسطيني، وطموحاته بالحرية والاستقلال؟! فصاروا يرون برفع علم فلسطين (علم العروبة) الرباعي الألوان في مقر الشرعية الدولية، انحسارا ولو بطيئا للخطين الأزرقين في علم دولة الاحتلال (اسرائيل) اللذين يمثلان الفرات والنيل، كحدود لدولة (اسرائيل)! فقالوا: انه خضوع للقوة.. اذن لنفخر ولأول مرة ان دولة الاحتلال بدأت تلمس "القوة" في عقل الشعب الفلسطيني المقاوم سلميا، القوة الكاشفة لعورة الدولة الاحتلالية الاستيطانية والدينية ايضا، قوة عقل سيتأسس عليها قيام دولة فلسطينية ديمقراطية، عمادها العقل الانساني المجرب، العقل الحكيم، فدون احترام كينونة الانسان وقيمته وقيمه وحقوقه اية دولة لا تقوم ولا تستقيم.