حديث الاستقالة ..!!
يذهب البعض، ولغاية في نفس يعقوب كما يقال، باستقالة الرئيس ابو مازن من رئاسة اللجنة التنفيذية، وهي خطوة اجرائية، كما بات مفهوما، مع الاستقالات الاخرى التي رافقتها لاجل ان يصبح عقد المجلس الوطني ضرورة دستورية وتاريخية معا، نقول يذهب البعض بهذه الاستقالة / الخطوة، الى مناطق الحديث السائبة، التي يسهل فيها الايحاء المغرض، أن الرئيس ابو مازن في طريقه الى الانسحاب من ساحة العمل الوطني الفلسطيني لخلاص ذاتي...!! وهو ايحاء لا يستهدف اثارة البلبلة في هذه الساحة فحسب، بل والاحباط ايضا، حيث قائد المسيرة، كما يحاول هذا الايحاء المغرض ان يقول: بات يتطلع لذلك الخلاص الذاتي، ما يطعن حتى في تاريخه النضالي الممتد اليوم على مدار اكثر من خمسين عاما.
ولا يفرق هذا البعض، في مناطق الحديث تلك، بين هذه الاستقالة كخطوة اجرائية هدفها الوصول الى المجلس الوطني، وبين مخرجات هذا المجلس الانتخابية، ليقرر ان استقالة الرئيس نهائية، ناسيا او متناسيا بقصدية ذلك الايحاء ذاته، تصريحات الرئيس ان ليس في نيته الترشح مرة اخرى لهذا الموقع او غيره، ما يعني ان الرئيس ابو مازن انما يفكر على نحو واقعي وعملي وعبر هذا الموقف الواضح بأهمية تجديد الاطر القيادية الفلسطينية، وخاصة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة والمرحلة المقبلة، وهذا يعني دونما اي لبس ان الرئيس ليس في وارد الانسحاب ابدا من ساحة العمل الوطني الفلسطيني، ولا بأي حال من الاحوال، بل انه وهو يسعى لتجديد الاطر القيادية وتقويتها، الى المضي بهذه الساحة نحو حراك فعال ومنتج، وانه ليس بالضرورة ان يكون هو على رأس مفاصلها الاساسية.
لا مجال للفذلكة البلاغية والاعلامية في هذا السياق، حيث الفرق واضح تمام الوضوح، بين "الاستقالة" بمعناها السلبي، وعدم الترشح والذي يحمل معنى ايجابيا، في اطار الرغبة الصادقة لتجديد الاطر وتقويتها، وهذا ما لا يقبل ذلك الايحاء المغرض ولا يقبل اي تأويل يغالط الحقيقة، ولن يكون بوسع اي كلام من مناطق الحديث السائبة تلك، التشكيك بموقف الرئيس ورغبته الوطنية الصادقة، للترتيب والتجديد والنابعة اصلا من تمسك بالثوابت المبدئية، ومن ديمقراطية اصيلة تناهض التفرد وتسعى للقيادة الجماعية الفعالة بأطرها المتجددة.
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير