الشهيد عيسى صافي ورسالة مبعدي كنيسة المهد العادلة - د.مازن صافي
ثائر، فدائي ، مناضل، هذا هو درب الفلسطيني صافي عيسي صافي، شهيد الإبعاد والرحيل من قارة الى قارة ومن دولة الى دولة، حمل القضية وطن، ومأساة تجرح خاصرة البقاء، كانت حياته مسيرة من الدفاع عن الثورة والقضية فلسطين، عاش الحروب والعدوان والفراق والغربة والتشريد، والشتات، تزوج المعاناة حتى نطق في آخر أنفاسه لفظ الجلالة "الله"، ومدينته التي عشقها وما استطاع أن يموت فوق ترابها "بيت لحم"، كان دوما من جيش الثورة المقدام، ومما قاله قبل أن تفارق الروح جسده، أنه خدم مع الجيش الأردني ومن ثم التحق بالثورة الفلسطينية، وكان نصيبه مع سعد صايل أبو الوليد، رحلة نضالية حافلة بالمقاومة والنضال والعمليات العسكرية، وانتقل الى لبنان حيث مخيم البداوي، ليدافع عن القرار الفلسطيني المستقل تحت علم فلسطين، في منظمة التحرير الفلسطينية، وكان رفيق درب القائد الشهيد أبو جهاد، وبعد معركة طرابلس القرار المستقل انتقل بعد مرحلة لبنان الى سوريا ومن ثم الى العراق لمدة عشرين عاما، ويستمر التشريد وتحتل العراق وتسيطر الفوضى هناك، فيتم ترحيله مع من نجا من العائلات الفلسطينية، وليصل إلى البرازيل ليعيش هناك خمس سنوات وانتقل بعدها الى مصر منها الى غزة، ليعيش العدوان والحصار.
والمبعد الشهيد عيسى صافي أبعد مع 26 من أبطال فلسطين، قادة معركة السور الواقي عام 2002، وتحصنوا ف كنيسة المهد في مرحلة مقاومتهم الأخيرة، بعد أن شنت (اسرائيل) ضدهم معركة عسكرية واسعة وباتفاق ان يتم خروجهم من الكنيسة الى غزة مبعدين لمدة عامين ليعودوا بعدها الى الضفة الغربية، ولكن هذا لم يتم وها هو يمر 13 عاما وهم مبعدين ويصيبهم المرض والموت ويناشدون مرة تلو المرة لكي يتم إنهاء ملف قضيتهم، ولكن لا تقدم حتى اللحظة، وها هو الشهيد صافي تصرخ روحه في كل الدنيا، أن الفلسطيني إما أسير او شهيد او جريح او مبعد او محاصر او لاجئ في المنافي.
الأخوة مبعدي كنيسة المهد، يشيعوا اليوم رفيق النضال، وذكرياتهم وأحلامهم وخوفهم يسيطر على مشاعرهم، وهم ينتظرون بصيص أمل للعودة من حيث تم أبعادهم،
ومن مقالي أوجه رسالة الى كل المنظمات الدولية وحقوق الإنسان ومن شكلوا ضمانات لإبعاد هؤلاء الذين منهم من ابعد الى غزة والبعض الى دول أوروبية، أن تحملوا مسؤولياتكم الإنسانية والقانونية إزاء هؤلاء المبعدين الأبطال الذين دافعوا عن قضية عادلة فوق أرضنا المحتلة، وبعد سبعة أضعاف لمدة ابعادهم لابد ان يعودوا، لابد أن يلتحموا مع أهاليهم هناك، فهم يدفعون ثمن الاحتلال، والاحتلال هو المسؤول عن كل هذه المآسي وعن التشريد، وآن الأوان وفي مناسبة استشهاد المبعد البطل عيسى صافي، أن نقوم بكل جهد حقيقي كلُ بما يمكن لتنتهي قضيتهم، وإغلاق ملفهم.
رحم الله الشهيد عيسى صافي، الذي توفى اليوم الاثنين 21/9/2012، والذي يجب أن تقام له خيمة عزاء كبيرة تشرف عليها قيادة حركة فتح، وتكون رسالة للوحدة الوطنية، ورسالة المبعدين الى كل العالم أنه (كفى) .. وأن يلتقى الجميع حول قضايانا المشتركة والمصيرية .