دعاة الفتنة- حافظ البرغوثي
حادث الاعتداء على فتى في بيت لحم من مخيم العزة انتهى بعقاب المسؤولين إما باعفاء الضابط من مهامه أو سجن عناصر الأمن المتورطين.
فالفتى من لب الحركة الوطنية ووالده كذلك.. ولا مجال ان يأتي أحدنا ويقول ان قوات الأمن مثل جهاز الأمن النازي الغستابو ويمضغ الكلام بلا معنى او ان يخرج آخرون للاعتداء على مقر الامن في بيت لحم ويوقعون جرحى بينهم بينما يغيب هؤلاء عند مقارعة المستوطنين والاحتلال, ولعل حساسية الموضوع جعلت قادة الأمن يسارعون الى تطبيق العقاب ما يعني عدم وجود تعليمات بقمع المتظاهرين او وصفهم بالسفهاء كما جاء في تصريحات بعض قادة حماس عن الذين خرجوا مطالبين بالكهرباء, فيما أن العقلاء من حماس يطالبون بوقف ضخ الماء في الأنفاق لأنها تعرقل تجارة التهريب. ونحن هنا لا نقارن العمل الاسوأ بالسيئ ولكن حتى نميز بين العدالة واللاعدالة.
لكن الاعتداء تم التركيز عليه بقوة أكثر من الاعتداء على حرمة الأقصى, وعند عقاب المسؤولين لم يخرج أحد لسانه لامتداح العدالة التي تحركت لإنصاف المعتدى عليه بل تواصل التطاول على رجال الأمن ككل وخرج من خرج متظاهرا وكأنه يريد للقمع أن يستمر حتى تختلط الأمور ويتحول الأمر من هبة ضد الاحتلال وما يبيته للمسجد الأقصى الى فتنة داخلية, نقتتل فيما بيننا وتمرغ في الأرض سمعتنا كشعب ينسى قضاياه المصيرية ويركز على الهوامش.
كلنا مع قوات الأمن حتى وان أخطأ بعض أفرادها لأنها تعاقب المخطئ فيها وهي كانت دوما وقود المواجهات مع الاحتلال وعدد شهدائها وتضحياتها هو الاكبر دوما، وكلنا مع أبناء شعبنا صغيرا أو كبيرا لأننا في خندق المواجهة, ولا يجوز تحويل حادث الاعتداء وكأنه مستمر ولم ينته, بل أظن ان عقاب من اعتدى كان قاسيا جدا ولا يتناسب مع حجم الاعتداء لكنه عبرة لمن يعتبر لكن البعض أراد تحويل المسألة الى "ملطم" وبداية فتنة بين المهزومين وحرف الأنظار عن القضية الرئيسية وتحقيق مكاسب فصائلية بحتة على حساب الآخرين.