لن يضيع حق وراءه أبو مازن - وليد ظاهر
تمر القضية الفلسطينية هذه الأيام في اصعب وأدق مراحلها، لا نبالغ اذا قلنا انها مرحلة مفصلية .
فمن ناحية تبتكر القيادة الفلسطينية أدوات خلاقة، تعمل على ان تكون قضية فلسطين في صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي، بعد ان تحولت في ظل الأحداث الدموية والحروب الطائفية الى قضية ثانوية ان لم تكن هامشية.
فقامت القيادة الفلسطينية بالدعوة لعقد المجلس الوطني، لتستعيد زمام المبادرة، وكانت مبادرة الرئيس (اهلا وسهلا) بدعوة اسرائيل للسماح لفلسطينيي سوريا واللاجئين السوريين للدخول الى ارض دولة فلسطين للاقامة.
أبو مازن حازم وثابت على الثوابت التي قضى على أساسها شهداؤنا. ... ولذا يتعرض إلى جملة من الضغوط الداخلية والخارجية ولكنه يواجهها بحكمة وحنكة وبعيداً عن ديماغوجية الخطاب السياسي الانفعالي وهذا الجانب استغل للتأثير على شعبيته من الخصوم بل من المنافسين. ..ومع ذلك بقي ثابت مؤمن برؤيته السياسية وقد استطاع أن يضع العدو في أسوء أحواله في الساحة الدولية. ..ولذلك العدو يقول فيه أنه أخطر رجل عليه في المنطقة ويعتبره انه يمارس الإرهاب السياسي والدبلوماسي للكيان الصهيوني. ... ياليت قومي يعلمون
لم يعد مقبولا فلسطينيا استمرار الاحتلال باحتلاله للأرض الفلسطينية، متنكرا لحل الدولتين واستحقاقات عملية السلام، ضاربا عرض الحائط بكل الاتفاقيات المبرمة، غير مبالي بالقوانين الدولية.
فأصبح لزاما على المجتمع الدولي التحرك للجم الاحتلال ووضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وعلى الادارة الامريكية ان أرادت ان يكون لها دور في العملية السلمية، فهي مطالبة بالاتنقال من مربع الكلام إلى الفعل.
في المقابل تطل علينا علينا أصوات حمساوية وأخرى يسارية، ليس لتكون عونا للقيادة الفلسطينية في معركة الاستقلال، بل لتستل حرابها وتوجهها الى صدر القيادة الفلسطينية، ليس الا لتشبع غريزتها في الحكم والسلطة، تصريحات ومواقف تلك الفئة نابعة من تفكيرها بمصلحتها الذاتية والفصائلية، دون الاكتراث للعواقب والضرر الذي يلحق قضيتنا وشعبنا.
اليوم نشاهد ونقرء في وسائل الاعلام المختلفة ما بات يطلق عليه "قنبلة أبو مازن"، حول الخطاب المزمع ان يلقيه الرئيس من على المنبر الاممي، فاذا تنهال علينا التأويلات والتحليلات، ففريق يذهب بنا بعيدا الى الكارثة ولسان حاله يقول ليكن بعدي الطوفان، وفريق آخر يزعم انه لن يكون هناك اي مفاجآت في خطاب الرئيس، اما نحن فنقول كان حريا بهم الترقب والانتظار، ليس التهويل والتضليل.
ان ثقتنا في قيادتنا عالية لا تتزعزع، فالقيادة هي ان تصل الى هدفك بأقل الخسائر، وتجنيب شعبنا دفع ثمن باهض، من جراء تصريحات نارية لا تغني ولا تسمن من جوع، اما قيادتنا فانها تسير بخطى واثقة وثابتة، وتنتقل بنا من انجاز الى انجاز، واليوم استطاعت القيادة بذكاء وبنظرة ثاقبة، فرض الاهتمام الاقليمي والدولي بقضيتنا، والا بماذا تفسرون ان خطاب الرئيس القادم في الامم المتحدة، اصبح الحدث الابرز محليا واقليميا ودوليا؟؟؟؟
اخيرا نقول لمن عمى الحقد والكراهية بصيرته، مهما حاولتم وقلتم وزيفتم الحقائق، فان وعي شعبنا اكبر من مؤامراتكم وهو كفيل بكم، مؤكدين ان خطاب الرئيس ينبع من طموحات وتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال، فكما قال الرئيس "انا ذاهب الى الامم المتحدة لأخذ حقي"، وليعلم الجميع بانه لن يضيع حق وراءه أبو مازن.