ارفعوا الرايات - حافظ البرغوثي
كان من المفروض ان تخرج الألوف المؤلفة يوم امس نحو دوار المنارة حيث تم تسريح الموظفين ليوم القدس.. لكن الموظفين سارعوا الى المغادرة نحو منازلهم وقراهم. وقال بائع خضار في بيرزيت ما بال طوابير السيارات مرت بسرعة قبل نهاية الدوام؟ قلت انهم خرجوا في يوم القدس وحولوه الى عطلة بيتية.
القدس بشبانها واطفالها فقط قارعت الاحتلال يوم امس بقوة واصيب من اصيب واعتقل من اعتقل.. اما نحن فكان شعارنا للبيت رب يحميه واقفلنا مكاتبنا وقفلنا عائدين الى بيوتنا.
اليوم نحن على موعد مع رفع العلم على مبنى الأمم المتحدة ومن المفروض ان نشهد حملة اعلامية وطنية لرفع علمنا على المبنى الدولي جنبا الى جنب مع الدول الاخرى ومن المفروض ان تكون شوارعنا ومتاجرنا ومبانينا مزدانة بالعلم وان يحمله الطلبة ويحيونه تحية الصباح لأنه سيرفرف رافعا حقوقنا واحلامنا في تجسيد دولتنا الفلسطينية على ارضنا. وحتى لو تجاهل الرئيس الاميركي قضيتنا خشية من الكونغرس المنحاز للباطل الاحتلالي وانغمس الكون في حدوتة داعش المختلقة غربيا كفزاعة للجميع فان حقوقنا لا تتلاشى وإن تلاشت عن ألسنة المرعوبين.
نحن مطالبون وطنيا ان نشهر أعلامنا اليوم لأن فيها اشهارا لحقوقنا وطموحاتنا, ونفيا لواقع الاحتلال واضاليله واملا لجيلنا الصاعد في الحرية والاستقلال فالمعركة الآن معركة ارادات بين المشروع الاستيطاني التوسعي العنصري وبين مشروعنا الوطني لتجسيد دولتنا وحقوق شعبنا. فلنكن الاوفياء لمشروعنا وامال الاجيال المقبلة في الحرية والسلام والاستقلال وليكن شعارنا للقدس شعب يحميها وللدولة شعب يريد تجسيدها.