دبلوماسية الشياب تفوقت على الشباب " لله درّكْ " ابو مازن" - فراس الطيراوي
السؤال الذي يطرحه اي إنسان عاقل وذو بصيرة على نفسه، ماذا يريد المهاجمون ومناضلو الفيس بوك، وتويتر، واصحاب الفكر الظلامي من السيد الرئيس " ابو مازن"، ولماذا يتناغمون مع دولة الأبرتهايد ؟؟؟ ولم يهاجمونه هو وبهذا الزخم وفي هذا الوقت تحديدا رغم التهديدات الصهيونية له ؟؟؟ وخاصة قبيل إلقاء الخطاب التاريخي وبعده، فالخطاب هام جدا وفيه جديد فهو سرد الحكاية منذ البدايات و بلغة شفافة، وبنبرة قوية، وتحدي وعزيمة، وارادة لا تلين، وتصميم على مواصلة المسيرة حتى عودة الحق الذي طال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، تطرق الى كل شيء منذ جرائم الاحتلال الغاشم في عام ال48 "مجزة دير ياسين وغيرها ووصف الطبيعة الاجرامية العنصرية لدولة " اسرائيل" وقيادتها وجيشها، ومستوطنيها، عبر التذكير بالجرائم اليومية التي كان اخرها حرق عائلة دوابشة، وحدد الطبيعة الاستعمارية لهذا الكيان الذي مازال يمارس الاحتلال الاستيطاني التوسعي على الارض الفلسطينية، وأوضح وبشكل لا لَبْس فيه ان موضوع القدس والمقدسات خط احمر لا يمكن تجاوزه، تحدث عن حق العودة وقال لن نرضى ان يهجر شعبنا من جديد ويموت في البحار ولن نقبل الا بتنفيذ القرار 194، والاسرى البواسل في الباستيلات ، وحصار قطاع غزة وتشديد الخناق على أهله لم تفوته فائتة لا شاردة ولا واردة، ودعوته المجتمع الدولي بان يتحمل مسؤولياته اتجاه شعب مظلوم سرق منه وطن على مرأى ومسمع العالم اجمع، ووضع حد لمرحلة امعن فيها المحتل الغاشم في القتل، والحرق، والاعتقال، والاجرام والارهاب، والاستيطان، وتضيق الخناق على المؤمنين مسلمين ومسيحيين ، ان اهم ما يميز السيد الرئيس " ابو مازن" هو وضوحه وصدقه مع نفسه ومع غيره، وحرصه ان يتحدث بلسان واحد وان يكون هناك تطابق بين خطابه وسلوكه، فلا يقول ما لا يفعل، ولا يتصرف بشكل يتعارض مع قناعاته او ما يتحدث به، فالجديد في خطابه هو التأسيس الى مرحلة جديدة من العمل والنضال الفلسطيني
والدبلوماسي، والتحرر من الاتفاقيات الموقعة مع "إسرائيل" وعدم الالتزام بها طالما هي لم تلتزم وتضرب بها عرض الحائط اي إلغاء اتفاقية أوسلو والتنسيق الأمني والذهاب الى ابعد من ذلك ،لقد أعاد الهيبة لمنظمة التحرير الفلسطينية المثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والشتات وأوصل رسالة من على المنبر الأممي عندما قال اننا سنلتزم بما أقره المجلس المركزي في آذار وهذا يعني ان المنظمة هي الدولة بمجلسها المركزي والوطني وهي التي تقرر السياسات وليس السلطة الوطنية الفلسطينية ، فهو أعاد الكرة الى الفصائل الوطنية المنضوية تحت راية المنظمة وغير المنضوية، و المجتمع الدولي وسجل ايضا هدفا اخر في المرمى الإسرائيلية برفع العلم الفلسطيني خفافا على سارية بين الاعلام الاخرى في نيويورك رغم معارضة اسرائيل ومن يلف لفيفها بعد الهدف الاول والانتصار الدبلوماسي والسياسي الذي حققه وكسب الأغلبية في الجمعية العامة بترقية فلسطين كعضو مراقب، فلم يكن هذا الانتصار الاول والثاني وليد الصدفة، او فارغا من الأهمية كما ادعى رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم " نتنياهو" " ليبرمان"ومن يتساوق معهم . وأخيرا مع هذا الإنجاز الدبلوماسي لا بد ان يتحقق إنجاز اخر في اتجاه المصالحة الفلسطينية والتكاتف والتلاحم لمواجهة استحقاقات المرحلة القادمة وتفويت الفرصة على اعدائنا والنهوض معا وسويا من جديد كما ينهض طائر الفنيق من تحت الرماد ، المطوب الان العمل فورا على دعوة الفصائل الوطنية والإسلامية للاتقاء وتحويل خطاب الرئيس الى برنامج نضالي مقاوم على الارض والله من وراء القصد .