"طوني بلير" رئيساً لوفد المصالحة - حسن سليم
اعلنت حماس رسميا عبر الناطق باسمها، ان وفد (م.ت.ف) الذي تم تشكيله بعد اجتماع اللجنة التنفيذية، بهدف اعادة تفعيل جهود المصالحة، وسعيا لاقناع حماس للعودة عن غيها، ممنوع عبوره الى قطاع غزة، كونه لا يحمل تأشيرة الدخول، ولم يتم التنسيق المسبق له مع سلطة حماس، اضافة لسبب آخر افصح عنه ذات الناطق ان الاولوية الآن يجب ان تكون للضفة الغربية وما يحدث فيها، رابطا الموافقة بالسماح للوفد بالقدوم الى غزة ان يحمل معه حقائب تلبية المطالب، على قاعدة "ادفع، تدخل".
موقف حماس بعدم السماح لاعضاء اللجنة التنفيذية او الحكومة او وفد المصالحة لعبور غزة، او طلبها مهلة للرد عليهم قبل الموافقة، ليس الاول، بالاضافة لمنعها العديد من القيادات او من تعتقد انهم من غير الموالين لها من الخروج من غزة، هو موقف يعبر عن عدم وعي سياسي او ادراك ان المحتل هو فقط من يمنع الفلسطينيين من التنقل او السفر او العودة للوطن، كسلطة احتلال، فيما هي تمارسه، دون خجل.
اذا الاولوية للضفة كما قال الناطق باسمها سامي ابو زهري، وكأن المستمع لتصريحه يظن ان غزة خرجت من أزمتها وتحررت من محتلها الخارجي وسجانها الداخلي، لتبدأ التمنيات للضفة بالشفاء والخلاص مما تعيش، ليفاجأ المتابع للتصريح ان الامر مرتبط بـ "مَهْرِ" يجب دفعه.
صدقت حماس باشتراطها دفع "المهر" اولاً، ان كانت ستخلي سراح من اغتصبت، لكنها تطلب المهر من اجل الزيارة لا من اجل اعادة ما اغتصبت، وهي رسالة ترسلها سلطة حماس للكل الوطني، لكن يبدو ان الحركة الوطنية ترفض تصديقها، بانها لن تسلم غزة بمحض ارادتها، بل مضت باجراءات تطليقها عنوة على مدار ثمان سنوات، وتزوجتها اغتصابا.
في مقابل ما ترسل حماس من رسائل، فان ثمة رسالة يجب ان تصلها، بان الضفة الغربية لا تتسع لثلاث دول، دولة فلسطينية تنتظر استعادة قطاع غزة، ودولة لقطعان المغتصبين كامتداد لدولة الاحتلال الاسرائيلي، ودولة تتبع امارة حماس في غزة، ورسالة اخرى بان عدم المشروعية لا يمكن ان تنتج مشروعا، فما بُني على باطل فهو باطل.
لكن حماس وهي تتحصل كل يوم على ما تريد او بعضا منه، يسأل سائل: لماذا تتنازل حماس عن حكم بلد، هو بمثابة شقة فندقية مفروشة تقيم فيها، لا تدفع اجرتها، بل تصلها وجبات الطعام، واحيانا الحلوى لباب الشقة، دون تكلفة، واحيانا تؤجر بعضا من غرفها؟
فيما يتندر البعض، بعد رد حماس برفض استقبال وفد منظمة التحرير، ويقترحون ان يكون الوفد الراغب بالذهاب الى قطاع غزة لبحث ملف المصالحة برئاسة "طوني بلير" حتى يتم السماح له بالزيارة دون تأشيرة دخول، ولضمان عدم محاصرته في مقر اقامته في فندق المشتل كما حدث مع الوفود السابقة، وذلك كون " بلير" اصبح من اهل البيت، صاحب علاقة وطيدة مع قادة حماس بحكم كثرة لقاءاته معهم، وكثرة زياراته لهم اثناء سعيه لتوقيع اتفاق الهدنة بين حماس ودولة الاحتلال، قبل ان تتراجع الأخيرة عن التوقيع.
وبالمناسبة وللتذكير فان "طوني بلير" الضيف المرحب به دون تأشيرة دخول، او تنسيق مسبق، هو ذاته منسق اللجنة الرباعية، التي اعتبرت حماس الاعتراف بها هدماً للثوابت، فيما كان شغفعها أن تشرب من رأس النبع حتى الثمالة، فكان طوني بلير.