ابو مازن و أعمياء البصيرة الوطنية (1) - أ . سامي ابو طير
ما أعظم الفلسطيني ! و هو يعتلي أعلى المنصات العالمية ليقف مدافعاً عن شعبه و مطالباً بحقه في تحقيق الحرية والحياة على أرض الآباء والأجداد ، وما أعظمه ! وهو يقف مُتحدياً جبروت الاحتلال وعنجهيته و فاضحا ممارساته العنصرية أمام الدُنى كلها ، مُعلناً للعالم بأن الكيل قد طفح ظلماً وأنه آن الأوان ليحيا شعب فلسطين بحرية و سلام على أرض السلام .
ما أعظمك ابو مازن أيها الفلسطيني العظيم خليفة الخالد العظيم ! ، ما أعظمك ابو مازن ! و أنت تلوّح بيدك الطاهرة أمام الخلائق صدّاحاً بالحق الفلسطيني ومُطالبا بوجوب إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على أرض فلسطين ، وما أعظمك ابو مازن مُناديا بتحقيق السلام على أرض فلسطين ! ليعم السلام وينتشر نوره إلى جميع أرجاء الأرض ليعيش العالم كله بسلام ، لأن فلسطين هي منبع السلام ، و السلام لن يتحقق إلا من فلسطين أرض السلام .
الفلسطيني العظيم "ابو مازن" اعتلى صهوة الأمم المتحدة في ذلك اليوم التاريخي الوطني المشهود لفلسطين و صدّح بخطابه الوطني التاريخي والمفصلي أمام العالم أجمع رافضا غطرسة الظلم و ممارسات الاحتلال الغاشم ، وطالب مؤكدا على وجوب احقاق حق شعبه المشروع في الحرية والاستقلال وإنهاء أخر احتلال على هذه الأرض لينتشر السلام من فلسطين إلى جميع ربوع العالم .
ابو مازن عندما صدّح بالحق الوطني آنذاك فقد طلب حقاً مشروعا لشعبه الفلسطيني ولم يفجر قنبلة أو صاروخ كما توهم وتنبأ البعض قبل ذلك اليوم المشهود ، ذلك اليوم الفلسطيني التاريخي الذي شهد انتصاراً وطنياً خالدا لا يُنسى أبد الدهر عندما رفع الفلسطيني العظيم "ابو مازن" علم فلسطين ليرفرف خفاقا عاليا فوق أروقة الأمم المتحدة رغم أنف أعداء فلسطين جميعا .
ما أعظمك سيدي الرئيس ! وأنت صدّاحاّ بالحق الفلسطيني لتُثلج صدورنا أجمعين بشموخك و كبريائك و حبك العظيم لفلسطين الحبيبة التي تحملها في قلبك و تسري في دمائك و تداري عليها برموش عيونك و تغلي دمائك غيرةً عليها وحبا عظيما لثراها الطاهر ، ومُترجماً ذلك الحب الوطني بعملٍ دؤوب لمصلحتها الوطنية العليا .
ما أعظمك ابو مازن ! وأنت تقف شامخاً مُتحديا بني صهيون أمام الدُنى كلها لتُعلن براءة الالتزام من العهود والمواثيق التي نقضتها إسرائيل بإجرامها و تغّولها ضد الحق الفلسطيني ، و ما أعظمك ! وأنت تُشهد الخلائق كلها على ذلك العهد و تطلب منهم الحماية الإنسانية الدولية الأمينة لأبناء شعبك الفلسطيني الأعزل ، حرصاً على حياتهم من أعداء الحياة ذوي الممارسات العنصرية السوداء من بني صهيون مغول هذا العصر .
ابو مازن صدّح بالحق الوطني وأخرس الألسن الحاقدة مثلما أصاب الأعداء في مقتل عندما قطع الشك باليقين وتبرأ من المواثيق التي لم تلتزم بها إسرائيل ، وطالب العالم بالاعتراف بدولة فلسطين لإحقاق حق الدولتين وفقا لقوانين الأمم المتحدة و مبادئها ، مؤكداً على طلب الحماية الانسانية الأممية لشعبه الأعزل حتى تحقيق إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
المؤكد أن حيثيات الخطاب الهام يؤسس لمرحلة نضالية جديدة تختلف عن سابقتها ، ولذلك فإن الخطاب و مدلولاته الوطنية سيكون له أعظم الأثر على القضية الفلسطينية من حيث تسريع وتيرة مرحلة إنهاء الاحتلال و إقامة الدولة المستقلة .
لقد كان أعداء فلسطين من الردّاحين والحاقدين الجاحدين يمنّون أنفسهم بإذعان " ابو مازن " للضغوط الدولية المختلفة التي قادتها أمريكا و بعض العُربان المُستعربة كي لا ينقض "ابو مازن" العهود المُتهاوية بين السلطة الوطنية وإسرائيل ، وليستمر الحال على ما هو عليه من ظلم و تعسف إسرائيلي ، وفي المقابل يبقى ابو مازن منتظراً دون أن يُحرك ساكنا إلى حين أخر ، تلك أوهام الحاقدين و أمانيهم الرخيصة ، علماً بأن تلك الضغوط كانت تماشيا مع رغبة الاحتلال لعدم تضييق الخناق الدولي عليه ، و لإظهار ابو مازن عاجزاً و ضعيفا أمام شعبه الفلسطيني حتى يتسنى لأعدائه نفث سمومهم للخلاص منه .
لكن ابو مازن الوطني خيب آمالهم و ردّ كيدهم إلى نحرهم و رفض إملاءات أسيادهم مُبكرا ، ولذلك لم يكن تجاهل اوباما و عدم تطرقه إلى قضية فلسطين في خطابه الأخير في الأمم المتحدة من فراغ .
والحقيقة هي أن ابو مازن رفض تلك الإملاءات الأمريكية ولقّن أدعياء الديمقراطية درساً قاسيا حول مفاهيم الديمقراطية الحقيقية ، و فاجأ الجميع من أصحاب نبوءات القنابل المتفجرة الذين أكدوا قبل خطابه على ضرورة انحناء الوطني الفلسطيني نزولا للرغبة الأمريكية وتحت تأثير ضغوط العُربان المُستعربة .
ابو مازن فاجأهم أجمعين ، واستمر كعادته معانقاً لفلسطين وأميناً لها ، ولذلك استمر بالمُضي قُدماً ليخوض ملحمة الاستقلال الوطني بدءا من القدس الشريف ليُعيد الكرامة والكبرياء الوطني لأبناء فلسطين الحبيبة .
الفخر والاعتزاز هو أن ابو مازن بأفعاله و مواقفه الشامخة و قراراته التاريخية المشهودة ، وانتصاراته الوطنية التاريخية الغير مسبوقة التي انتزعها وحققها لفلسطين رغم أنف أمريكا و ربيبتها إسرائيل قد ردّ كيد الأعداء إلى نحورهم و أثلج صدور جميع الأحرار و عُشاق الحرية في كل مكان .
لأن القدس قبلة الأحرار والثوار وهي ذرة التاج وقلب فلسطين الوطني ، كما أنها أساس الحرية والاستقلال ولا دولة فلسطينية بدون القدس ، ولأنها القدس بكل تاريخها و حضارتها وأهميتها الدينية فقد كانت أولى الكلمات للرئيس العظيم " ابو مازن " أن دق ناقوس الخطر الحقيقي أمام العالم أجمع لما يحدث في القدس من تغول إسرائيلي غير مسبوق .
ابو مازن أكد أن ما يحدث في القدس لن يتم السكوت عليه إطلاقا ، وسندافع عن القدس مهما بلغت الأثمان ، ولذلك فقد وضع العالم الحُر والأمم المتحدة أمام مسئولياتهم التاريخية لتحقيق مبادئ العدالة الدولية ، وخصوصاً فيما يتعلق بمدينة القدس الشريف و حمايتها من إرهاب حكومة المستوطنين العنصرية.
لأجل ذلك ... لا يختلف اثنان على أن ابو مازن الفلسطيني البار و الشُجاع عندما ألقى خطابه الوطني التاريخي أمام قادة العالم في الاجتماع الأخير لجمعية الأمم المتحدة قد أضاف رونقا و بهاءً يُضاف إلى الشموخ والكبرياء الوطني ، وذلك عندما وضع العالم أجمع أمام مسئولياته التاريخية لإحقاق الحق العادل والمشروع لأبناء الشعب الفلسطيني على أرض دولة فلسطين المحتلة .
الوطني الغيّور ابو مازن وبعد أن طفح به الكيل فقد أعلن بكل وضوح عدم الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل و أن الوضع القائم لا يمكن استمراره أو قبوله ، كما يجب على اسرائيل أن تتحمل مسئولياتها كسلطة احتلال .
ابو مازن ألقى الكرة في ملعب الأمم المتحدة لتحقيق العدالة الدولية في حل الدولتين بعدما تنصلت إسرائيل من جميع الاتفاقيات السابقة بسبب تغولها وممارساتها العنصرية ضد فلسطين الأرض والإنسان والحياة ، كما طالب الأمم المتحدة مرارا وتكرارا بتوفير الحماية الانسانية للشعب الفلسطيني لحين تحقيق قيام دولة فلسطين .
لا يختلف اثنان على حكمة وحنكة وبراعة "ابو مازن" وقيادته الوطنية و حبه اللامتناهي لفلسطين وأبناء شعبه وتفضيله للمصلحة الوطنية العليا وعمله الدائم من أجل تحقيق الحرية والاستقلال ، وقد أثبت ذلك الحب بالمُضي قُدما نحو تكريس وتجسيد معالم الدولة الفلسطينية على الأرض ، و تحديه المتواصل للاحتلال الغاشم بالقرارات التاريخية والأفعال الحقيقية الداعمة لتكريس فلسطين على الأرض ضد جّبروت الاحتلال الغاشم .
ابو مازن يعمل لصالح فلسطين غير عابئاً بالتهديدات المتواصلة لقادة العدو الإسرائيلي لشخصه الكريم و مواجهة نفس مصير سلفه العظيم ياسر عرفات رحمه الله .
الحقيقة كالشمس الساطعة لا تُغطى بغربال مهما حاول الأعداء أن يغيروا منها بسمومهم وإشاعاتهم المُغرضة والدنيئة ، لأن نور الحقيقة الصّارخ سرعان ما يسطع نوراً وهاجاً قويا ليقشع غشاوة الحاقدين والمتآمرين والظلاميين ويرد سمومهم إلى صدورهم السوداء لتقتلهم بنار حقدهم الأسود .
الجاحدون الحاقدون يحترقون بنار حقدهم الاسود الدفين وهم يشاهدون بأم أعينهم "ابو مازن" بن فلسطين البار يصول و يجول مُحققا الانتصارات لأمه فلسطين الحبيبة ، في حين أنهم "محلك سر" و يتأبطون شرا لأبن فلسطين المُدافع عن ثراها الطاهر ، ولذلك فإن حقيقتهم السوداء أنهم بمثابة حجر عثرة في مسيرة الوطن و استقلاله !
العظيم "ابو مازن" أثبتت أفعاله و قراراته و مواقفه الوطنية بأنه يعمل لصالح شعبه جملة وتفصيلا ، وذلك وفقاً للإمكانيات الوطنية في ظل استغلال فن المُتاح من الظروف السياسية الدولية والإقليمية وتسخيرها لنصرة و دعم القضية الفلسطينية .
لأجل ذلك ... لا يختلف اثنان على حكمة و عبقرية "ابو مازن" سوى أعمياء البصيرة الوطنية من الذين انحرفت بوصلتهم بعيدا عن فلسطين وانقادوا خلف أطماعهم الحركية الرخيصة ، و أعداء النجاح الوطني من أدعياء الوطنية والمنافقين الذين يبحثون عن أمجاد شخصية لحركاتهم الخاصة بعيدا عن مصلحة فلسطين العليا ، وغير ذلك من عبيد النخاسة الذين ارتضوا لأنفسهم حياة الخزي والعار والهوان كأذيال مأجورين للاحتلال الإسرائيلي .
ابو مازن يختلف عن أولئك الأدعياء المارقين الذين يدغدغون أبناء الشعب بشعّارات واهية لا تُقدم ولا تؤخر في مصلحة فلسطين وأبنائها ، بل العكس تماما فإن أولئك الحاقدين قد جلبوا الأضرار الكارثية على فلسطين وأبنائها ونشروا الفساد بين العباد و سرقوا أموال الشعب الفلسطيني ، كما قدموا خدمات جليلة للاحتلال الاسرائيلي من خلال العمل على فُرقة أبناء الوطن الواحد و مواصلة تفسيخ النسيج الوطني بما يتنافى كليا مع مصلحة فلسطين العليا والاستراتيجية .
" إن شعّار ابو مازن خلال مسيرة قيادته الوطنية هو التّسلح الكامل بالإيمان المتواصل بالخالق و عدالة شعبه الفلسطيني وحتمية الانتصار ، و من ذلك الإيمان يستمد قوته و عزيمته بالاستمرار و المُضي قُدما نحو القدس الشريف ، كما أنه يتسلح بالإخلاص والتفاني والعمل المتواصل لتحقيق مصلحة فلسطين وأبناء شعبه ".
ذلك الشعّار هو الرد الوطني الأكيد الذي يرد به "ابو مازن" على الفقاعات الواهية والتُرهات أو السموم التي يُطلقها الأعداء ضده لثنيه عن مواصلة مسيرته الوطنية .
لذلك فإن ابو مازن هو أقرب ما يوصف بالأيوب أو الصبّور " أيوب فلسطين " ، الأيوب لأنه يحارب إسرائيل بصدره العاري رغم غطرستها و جبروتها العنصري غير عابئا بتهديداتها الدائمة لحياته الخاصة ، وفي نفس الوقت فإنه يصبر كثيرا على ظلم بني جلدته من المُصابين بمرض العمى الوطني أو أصحاب البصيرة العمياء و المشوشة وطنيا ، و رغم ظلمهم و حقدهم فإنه لا يزال يمد لهم يده الوطنية حرصا على مصلحة فلسطين.
ابو مازن لا يحتاج تعظيماً من أحد أياً كان ، ولكن يكفي ابو مازن فخراً واعتزازا بأن التاريخ سيكتب اسمه في سجل الخالدين من الأحرار والثوار عُشاق الأوطان والحرية .
إن الأفعال و الأقوال و القرارات الوطنية التاريخية والمواقف العظيمة التي اتخذها "ابو مازن" خلال مشواره الوطني لصالح فلسطين هي التي ستُخلد ابو مازن كأحد القادة الأفذاذ للشعب الفلسطيني ، بالإضافة إلى إنجازاته المحلية و الدولية لتجسيد فلسطين كدولة على أرض الواقع رغم جميع معوقات الاحتلال وهمجيته ، وقبل هذا وذاك سنجد أن تلك النجاحات في ظل الإمكانيات المحدودة جدا تُعتبر بمثابة تحقيق نجاحات أقرب إلى الإعجازات منها إلى الواقع .
وأدنى تلك الإعجازات هي أنه كلما نسى أو تناسى العالم أو المجتمع الدولي قضية فلسطين بسبب انشغاله بالمشاكل العالمية ، أو بالكوارث و الأزمات الربيعية التي تعصف بالمنطقة منذ سنوات.
لذلك كلما خفّت بريق قضية فلسطين و اقتربت من حد النسيان إلا و نجد أن ابو مازن يُعيدها إلى واجهة الأحداث العالمية من جديد ، كما أنه يُعيدها بعنفوان أقوى من ذي قبل لإجبار العالم على العمل و ايجاد الحلول العادلة لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي و إقامة دولة فلسطين المستقلة .
لذلك فإن ابو مازن وبالأمس القريب ومن خلال خطابه الأخير في الأمم المتحدة قد أعاد فلسطين إلى واجهة الأحداث الدولية رغم أنف أعداء فلسطين أجمعين .
إن القول الفصل و ما هو بالهزّل يؤكد بأن محمود عباس "ابو مازن" رئيس دولة فلسطين ، و نظراً لكل ما قام به لأجل فلسطين وأبناء شعبه الفلسطيني ، وفي ظل الامكانيات المحدودة و الأدوات البسيطة التي يحارب بها دولة الاحتلال الغاشم ، و في ظل جميع الظروف المُحيطة سواء المحلية و الإقليمية أو الدولية و ...
القول الفصل هو أن الحقيقة والتاريخ الوطني الأبيض و الناصع البياض للفلسطيني العظيم "ابو مازن" يؤكد بأن فلسطين هي منبع العظماء ، وابنها البار ابو مازن هو أحد وأعظم أولئك العظماء ، ولذلك فإن التاريخ سيُسطر سيرة ابو مازن بماء الذهب على صفحات نورانية محفوظة في سجِل الخالدين .
إن من يتفق أو يختلف مع ابو مازن فذلك شأنه ، ولكن من يختلف مع فلسطين ويدعي الانتماء إليها فذلك ما لا يُقبل أبداً ، لأن إسرائيل و أعوانها فقط هم أعدائها و هم من يختلفون مع فلسطين وأبنائها .
العلم الفلسطيني هو رمزاً خالدا ذو دلائل وطنية سيادية هامة لفلسطين و لكل أبنائها و ليس مِلكاً أو علماً خاصا لأبي مازن حتى نستهزئ بذلك العلم الوطني ، بالرغم من أنه ابنها البار و المُدافع الأول عنها أمام العالم أجمع .
لذلك كان يجب ثم يجب وجوب ما يجب على كل إنسان ينتمي لفلسطين أن يقف بجانب فلسطين وابنها "ابو مازن" عندما قام برفع العلم الفلسطيني في ذلك اليوم المشهود الذي تم فيه رفع العلم لأول مرة فوق الأمم المتحدة .
نعم ... كان يجب على كل فلسطيني وطني مهما اختلف مع ابو مازن أن يقف معه في ذلك اليوم التاريخي ، الوقوف بجانب ابو مازن آنذاك يعني فقط الوقوف مع فلسطين حباً للوطن ، و العكس صحيح .
ومن فعل العكس وقلّل من ذلك الرّمز الفلسطيني الذي ضحّى لأجله العُظماء والقادة و الشهداء بالأرواح والدماء الطاهرة ،و كما لا يزال أبناء فلسطين يقدمون الغالي والنفيس لإعلاء راية وعلم فلسطين فوق مآذن و كنائس القدس الشريف إيذانا لتحقيق الحرية والاستقلال .
من فعل و يفعل ذلك الإثم الوطني ( الاستهزاء بالعلم الوطني ) فهو حتماً من أعمياء البصيرة الوطنية ، و لذلك يجب عليه أن يراجع وطنيته أو انتمائه لفلسطين ، لأن الوطني الصادق وفي جميع الأحوال يقف و يصطف بجانب ابن وطنه ، وأضعف الإيمان لمن يختلف معه هو أن يصمت ولا يهاجم ابن وطنه الذي يدافع بصدره العاري ضد أعداء الوطن .
فما بالك بمن يهاجم ابن فلسطين وهو يخوض معركة الاستقلال الوطني ضد إسرائيل وجبروتها العنصري ؟ و ما بالك بمن يتعدّى لفظياً على الرمز الوطني الفلسطيني " العلم الفلسطيني" الذي نفتخر ونعتز به أو نتباهى به أينما كنا على هذه الأرض ؟!
أعمياء البصيرة الوطنية لا عـزاء لكم اليوم سوى أن حقدكم الأسود نارا تسرى في قلوبكم السوداء ، وتلك النار ستحرقكم لا محالة إن لم تجد ما لا تحرقه .
إن قضية فلسطين اليوم على المحك و من المؤكد بأنها تمر بمرحلة مفصلية هامة و من أهم مراحل ملحمة الاستقلال الوطني التي يقودها قائد مسيرتنا الوطنية نحو التحرّر وإنهاء الاحتلال و إقامة الدولة المستقلة.
لذلك يجب على الكل الوطني أن يصطف خلف قيادتنا الوطنية بقيادة ابن فلسطين البار محمود عباس "ابو مازن" كي ننعم أخيرا بالحرية مثل باقي شعوب هذه الأرض ، ولذلك فإن للحرية أثمان غالية ، وأقلها هو الوحدة الوطنية لمواجهة الغاصب المحتل على قلب رجل واحد .
لذلك يجب علينا جميعا كفلسطينيين وطنيين و أحرار التحلي بروح الوحدة الوطنية ، وعدم الالتفات للشائعات المُغرضة والسموم والمؤامرات الخسيسة التي ينفثها الأعداء ضد قيادتنا الوطنية الحكيمة و الشُجاعة .
كما يجب علينا مزيدا من الالتفاف حول ابن فلسطين البار والعظيم "ابو مازن" من أجل فلسطين لنتمكن معا و سويا من إنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .