غضبة_القدس...معركة الأكف المفتوحة (3-4) - بكر أبو بكر
فوضى السلاح
وفي سؤالي للاستيضاح حول ما يقصدونه بالفوضى أو السلبية في نهاية الانتفاضة الأخيرة (2000-2004م) قال أحد قيادات الميدان ممن نُكبِر وعيه:المقصود بالسلبية ثلاث نقاط: أولها الانجرار وراء العمليات التفجيرية داخل فلسطين ما يدمرنا عالميا ويشوه صورة نضالنا، وثانيا انقلاب الكتائب عامة ضد الداخل الفلسطيني اي تحولوا –بعضهم بالطبع- الى عصابات متحكمة أدت للفلتان الأمني المريع، وثالثا تحييد المجتمع عن دوره النضالي فهذه الثورة شعبية (الثورة الفلسطينية عامة) ان لم ينخرط بها الجميع نخسر.
يستطيع قادة الميدان ببساطة أن يدركوا قدراتهم، ولا يستمعون أو يطربون لصراخ أو أهازيج أو لتصفيق المصفقين الجالسين بارتخاء وراء شاشات الحاسوب ويدعونهم للموت المجاني من البعيد، وهم أنفسهم -هؤلاء المصفقون- من زجوا الأمة العربية والإسلامية في حربها الحالية ضد بعضها البعض التي أصبح فيها الموت المجاني شعارا لاحتراب أبناء الأمة التي تراكم الغبار على فكرها وروحها وفعلها فدخلت في أتون اللهب ودهاليز الظلام، ولنا أن ننظر بأعين مفتوحة للموقف العربي المنسحب بعيدا عنا الذي يعبر عنه بقلق ووضوح ومحبة د.ابراهيم البحراوي في صحيفة الاتحاد الاماراتية 9/10/2015 إذ يقول بألم: (قلبي مع الفلسطينيين، فالعالم مشغول بالغارات الروسية القريبة منهم في سوريا، وبالحرب في اليمن وليبيا..... فهل سيقدم الفلسطينيون وجبة شهداء جديدة لماكينة العدوان الإسرائيلية؟)
كلما اتسع النطاق تكاتفت الجماهير
يستطيع أبطال فلسطين أبطال (#غضبة_ القدس) بوضوح أن يميزوا بين (الاستدراج) الصهيوني ومن لف لفّهم للفعل العنفي الذي لا طائل منه في ظل وضع داخلي وإقليمي وعالمي لا يطيقه، وفي ظل حالة يريدها نتنياهو لينقذ نفسه وحكومته وليحقق ما وعد به ناخبيه بتدمير ومنع قيام دولة فلسطينية وفصل غزة، وليستمر في سياسته البائسة بتدمير وسرقة أرضنا الفلسطينية (أو ما تبقى منها) بالإرهاب المتمثل بوجود المستوطنات والإرهابيين المستوطنين -وجيش الاحتلال- من حملة نار التوراة العنصرية فيها من عصابات (فتيان التلال) الى (تدفيع الثمن) الى (لهفة=اللهب او الشعلة).
دون كثير استنطاق قالها لى عدد كبير من كادرات الفعل الميداني لن ننجر ولن نُستدرج ولن نُخدع بحيل نتنياهو، فنحن نعلم مكمن قوتنا، فهو ليس بالرصاصة ولا السكين ولا القنبلة ولا السلاح الناري– الذي هو في جميع الاحوال حقنا ولكن في وقته وظروفه الداخلية والإقليمية غيرمتوفر حاليا – وإنما بصرخة الحجر وقوة البشر وغضبة القدس والزيتون وإرادة الانسان وشمولية المقاومة الشعبية في المساحة الجغرافية حيث يجب أن تمتد على طول وعرض البلاد، وفي المساحة السكانية (الديمغرافية) حيث نسعى للمشاركة من كل الفئات صغارا وكبارا، لأنه كلما اتسع النطاق تجاوبت الجماهير وتكاتفت معنا فلا تبقى متفرجة او تهتف وتصفق او تسير في الجنازات.
لذا اخترنا أن نستمع لصوت الأرض وللأقصى وللناس فليس لنا إلا التضامن والوحدة ومرجعيتنا في القيادة الشرعية المتكاملة من اليمين الى اليسار وبرأسهم أبو مازن، ونحن بعيدون عن تجاذباتهم ومناكفاتهم واختلافاتهم التي عليهم هم أن يحلوها، ومالنا إلا السير وراءهم ضمن استراتيجيته المقاومة الشعبية الوطنية الشاملة.
صناع الحياة
لن ننجر لمربع العنف والقتل، فالإرهاب اليوم هو لصيق بالتحالف الثلاثي بين الحكومة الاسرائيلية والجيش والمستوطنين ويجب أن يبقى كذلك.(يهدد تقرير أمان=الاستخبارات الصهيونية بالقول: في حال نجح مهاجم بتنفيذ "هجوم دامي" فإن ذلك سيؤدي لردة فعل اسرائيلية تكون بدايةً لدخول غزة في التصعيد، وفقدان السلطة سيطرتها على الشارع في الضفة").
نحن صناع الحياة وما أصعب أن نغني للحياة وأن نعيش في سبيل الله، وما أسهل الموت في سبيله وسبيل الوطن ونحن اخترنا الصعب ولا نريد الغوص في مستنقع السهل والمؤذي في ظل الظرف الكئيب المخيم على الأمة حاليا.
أبعدوا عنّا دعوات بعض المتساوقين مع الاحتلال بالإنجرار للقتل المجاني، فلن نكون وقودا لحروب حزبية من الواضح أنها تشير باتجاه هذا المحور الاقليمي أو ذاك، نحن بوصلتنا الأرض وكل الشعب وباتجاه الوحدة كما كان يقول القائد الفذ ياسر عرفات هي فلسطين فقط، ولنا أن نتخير وقت وشكل النضال ونحن اخترنا حربنا بصدور عارية ومقاومة شعبية شاملة بأكف مفتوحة.