الأرض والسماء تغضب انتصارا لفلسطين - أ . سامي ابو طير
الله أكبر ! الله أكبر إذا ما نادت الأرض نداء الحرية والكرامة و سارع أبناء فلسطين الحبيبة تلبيةً لنداء الأم الأعظم ، بالأمس واليوم والغد يُسارع الأبطال من أبناء فلسطين عُشاق الحرية لفداء الأرض الفلسطينية المُقدسة ، و دحر الغاصب المحتل كي لا يُدنس باحات المسجد الأقصى المُبارك .
لقد هبّ الأبطال رجالاً ونساء ، شيباً وشبانا ، فرادى و جماعات للدفاع عن مسرّى النبي الأعظم محمد علية الصلاة والسلام مُتسلحين بالإيمان والعزيمة الفولاذية ، والإرادة القوية النابعة من حب الأرض الغالية ، وعدالة الحق الفلسطيني الراسخ رسوخ الجبال الشامخات على هذه الأرض منذ أزل الخليقة و التكوين .
لقد هبّوا بصدورهم العارية و أيديهم الطاهرة و حجارتهم المقدسة التي باركتها السماء لتصبح هبّتهم الشعبية كالإعصار المُزلزل لأركان الصهاينة الأنذال ، لقد هبّ أبناء فلسطين الأشاوس انتصاراً و دفاعا عن القدس و وقف تهويد الأرض و انتقاما لحرق الرضيع ، كما هبّوا عُشاقاً و طلابا للحرية و رفضاً لحياة الظلم والذل والهوان على يد صهيون اللئام ، و هـبّـوا من أجل فـلـسـطـين و تحقيقا للحـرية.
لذلك فقد تحدى أبناء فلسطين العظيمة جبّروت الكيان العنصري و الغاصب المحتل ،و هجموا على الموت غير عابئين بالموت نفسه لطرد الغاصب المحتل عن ثرى الأرض الطاهرة ، و وفاءً للدماء والأرواح الطاهرة لشهداء الحرية و الوطن الحبيب والغالي ، و لذلك فإن هبتهم العظيمة ما هي إلا تحقيقاً لوجوب بزوغ شمس الحرية والحياة الكريمة على أرض فلسطين الحبيبة .
ها هو الغضب الفلسطيني ذو العنفوان الوطني يزداد و يتأجج يوما بعد الأخر ليُشعل الأرض نارا لاهبة تحت أقدام الغاصب المحتل ، و ها هي الأرض الفلسطينية العظيمة و المباركة تشتعل براكينا تقذف الصهاينة بالحِمم اللاهبة و النيران المتأججة للغضب المقدس .
فلسطين تشتعل من القدس إلى رفح و من جنين إلى خانيونس و من الخليل إلى الناصرة و من رام الله إلى غزة ، ومن الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب ، ومن أقصى الأرض إلى أقصاها مُعلنةً للقاصي و الداني بأن الدماء الفلسطينية هي دماء واحدة لشعب واحد لا يتجزأ أبدا .
إن الهبّة العظيمة لشعبنا البطل في القدس والضفة التي تداعت لها غزة بالدماء و الشهداء تؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني مهما حاول الأعداء لتفتيته و تقسيمة، لذلك إن الهبّة الشعبية العظيمة تعتبر أيضا رسالة من الشعب إلى الحركات ذات المصالح الضيقة بالعمل على تحقيق وحدة شطري الوطن الفورية لمواجهة العدو الغاشم لتحقيق الانتصار لفلسطين العظيمة ، و إلا !
فلسطين تغضب و الأرض تغضب لتشتعل ناراً وجحيما تحت أقدام المحتل الإسرائيلي الغاشم و تقول له " ارحل يا عدوي ارحل ، ارحل يا صهيوني ارحل " ، فلسطين تغضب بعدما طفح الكيل و زاد الظلم التعسفي عن احتمال البشر ، فلسطين تغضب بعكس أماني العدو الصهيوني الجبّان ، و تغضب جراء سياسة النتن "نتنياهو" المُتعجرف الداعم للمستوطنين الملّاعين حارقي الأطفال الرُضع الأبرياء والمساكين .
فلسطين تغضب بعدما بلغ السيل الزبى من الممارسات الهمجية لقطعان المستوطنين ، وسياسة التعسف التي تتبعها حكومة الشلل العنصري لمغول هذا العصر من الصهاينة الأنجاس ، و سياستهم الوحشية والبربرية ضد فلسطين الأرض والحياة والإنسان ، و حتى الطير و الشجر والحجر لم يسلم من كيد الأنجاس اللئام ، ولذلك فلسطين تغضب و الأرض والسماء تغضب والفلسطيني العظيم يغضب و يروي الأرض بالدماء الطاهرة .
فلسطين تغضب و تنفجر براكينا تقذف النيران اللاهبة في وجه أعداء الحياة و الانسان من بني صهيون الأنجاس اللئام ، ولذلك فإن الأرض تغضب لأجل فلسطين المُباركة ، و السماء تغضب نصرةً لفلسطين وأبنائها .
الأرض تغضب و السماء تغضب و تبارك الغضب الفلسطيني ، ولذلك فإن حجارة أبناء فلسطين هي حجارة السِجيل المباركة التي يفر منها جنود الصهاينة كالجرذان المذعورة ليختبئوا في حاويات الزبالة ذات الرائحة النتّنة مثلهم ، وما اختبائهم خلف الجُدر المحصنة و داخل حاويات الزبالة النتّنة إلا تصديقا لرب الأرض و السماء عندما قال في مُحكم التنزيل " ولن يقاتلوك إلا من خلف جُدر " .
الغضب الفلسطيني هو غضب السماء على اليهود بأن دبّ الله الرّعب والهلع في قلوبهم ليفروا كالجرذان المذعورة أمام حجارة أهل الأرض الفلسطينية المباركة ، كما أن غضب السماء حلّ على الصهاينة بأن زرع الله العظيم الجبّار الطمأنينة والقوة في نفوس أبناء فلسطين ، و نزع من قلوبهم الخوف من الموت ليهجموا على أحفاد القردة والخنازير بحجرٍ أو سكين غير عابئين بالموت ، ليحصدوا نصراً أو شهادةً تُدخلهم الجِنّان في جنة و فِردوس ملك الملوك الأعلى .
ولذلك إن النصر الأعظم قادم لا محالة و هذه بشارة ربّانية لأبناء فلسطين الحبيبة باقتراب النصر و التحرّير و تنسم عبير الحرية مع اقتراب رفع راية فلسطين فوق مآذن وكنائس القدس الشريف ، وغدا ليس ببعيد .
الله أكبر ما أعظم الفلسطيني العظيم البطل الشُجاع والمقدام ! و هو يتصدى بصدره العاري لأعتى أسلحة آلة الدمار الصهيونية الهمجية حُباً و فـداء لتحقيق الحرية لفلسطين الحبيبة ، وما أعظمه ! وهو مِقداماً مُقبلا غير مُدبر مُتحدياً لجبّروت الغاصب و المحتل الغاشم ، ليدافع عن ثرى فلسطين الطاهر و قدس الأقداس الشريف و أرض الآباء والأجداد، و ليصنع نصراً أو مجدا أو يلقى وجه ربه الأعلى و هو شهيداً و شهيداً و شهيدا.
ما أعظم كرامة الفلسطيني العظيم ! لأنه لا يقبل بحياة الذل والهوان أو العبودية ، ولذلك تتجلى روح الكرامة و العزة و حب الوطن في مواجهة الموت والهجوم بالصدور العارية على العدو المُدّجج بالسلاح .
الله اكبر ما أعظم و أروع النضال ! عندما يقوده أبطال و ميامين الفتح العظيمة في ساحات الوغى والنضال ، و هم يهجمون على أجناد القردة و الخنازير بصدورهم العارية تلبيةً لنداء فلسطين و قدس الأقداس ، و يلقنونه دروساً من آيات النضال و التحدي و الانتصار .
ما أروعكم أبناء فتح ! وأنتم تقودون الطلائع النضالية للتحرير والدفاع عن كرامة الأرض و المقدسات لتردوا كيد الغاصب المحتل و أعوانه اللئام ، بوركت سواعدكم أيها الأبطال و أدامكم الله عنوانا للانتصار .
ما أعظمكِ أيتها المرأة الفلسطينية ! و ما أعظمكِ ! انت عظيمة بكرامتك و شموخك سواء كنت فتاة و أختا أو أما و زوجة لأنك العظيمة دوما مهما كانت أسمائك أيتها العظيمة يا أخت العظماء !
العالم شاهد و يشاهد بأم عينه و اندهش لصلابة المرأة الفلسطينية ، وانحنى لها تعظيماً و إجلالا لأنها تدافع عن حقها و حق أبنائها و إخوانها في الوجود ، ولذلك انحنت الهامات تواضعاً و احتراما للمرأة الفلسطينية العظيمة لأنها تزاحم أخيها الرجل و تدافع عن الحق الفلسطيني الأبدي على هذه الأرض ، ولذلك ستكافح و تناضل و تقذف اليهود الملاعين بحجارة الغضب الفلسطيني الحارق ما بقيت على قيد الحياة ، و زوال الاحتلال الاسرائيلي الغاصب عن أرضنا و قدسنا الحبيبة .
لذلك طـوبى و ألف طــوبى لكن أيتها العظيمات الثائرات لأنكن صنعتن أمجاداً يعجز عنها أعتى الرجال في زمنٍ عزّ فيه الرجال ، ولهذا بوركت سواعدكن و أيديكن الطاهرة يا أخـوات دلال العظيمات .
بوركت أيديكن الطاهرة يا نساء القدس والضفة الغالية ، كما بوركت أيادي أخواتكن في غزة و في كل بقعة على هذه الأرض لأنكن الفلسطينيات العظيمات الرائدات في التضحية والفداء و حب الأوطان .
لذلك إن الهبّة الشعبية الفلسطينية هي العزة و الكرامة التي تُرضعها الأم الفلسطينية العظيمة لأبنها منذ الصغر ، وحتى إذا ما ترعرع و زادت قوته فإنها تدفعه إلى ساحات المجد والشموخ ليثأر لفلسطين و مقدساتها الغالية ، وليثأر وفاءً لدماء الشهداء الطاهرة ، و يثأر بِراً بالعهد والقسم على تحرير الأرض لتبزغ فوقها شمس الحرية .
لذلك إن آيات المجد والخلود تنحني و تتواضع أمام أبناء فلسطين الأطهار و تعجز آيات الشموخ والكبرياء و التحدي عن وصف أبناء فلسطين الأبطال الميامين الذين هـبّـوا من كل فجٍ عميق لنصرة القدس الشريف انتصارا لكرامتها و عزتها الأبدية .
أبناء فلسطين العظيمة هبّوا رجالا وشيوخا و نساءً وأطفالا للدفاع عن الأقصى الشريف من دنس الغاصب المحتل وقطعان المستوطنين الهمج ، كما هبّوا بالإنابة عن المسلمين جميعا لكي يثأروا لكرامة القدس الحبيبة ، و ليؤكدوا للعالم أجمع بأن القدس هي الحياة أو الموت و دون القدس لن تكون حياة لأحد على هذه الأرض .
القدس هي قدس الفلسطينيين و العرب والمسلمين جميعا ، ولا قدس لكم أيها الصهاينة لأنكم حُثالة الأرض و أحفاد القردة والخنازير .
إن الهبّة الشعبية الفلسطينية العظيمة تؤكد للقاصي والداني كما أكد قائد مسيرتنا الوطنية السيد الرئيس محمود عباس "ابو مازن" بن فلسطين البار أمام العالم أجمع في خطابه الوطني التاريخي ، في ذاك اليوم المشهود يوم أن رفع العلم الفلسطيني الغالي فوق منبر الأمم المتحدة ، حيث أكد الفلسطيني البطل " ابو مازن " بأن القدس فلسطينية وسنبذل الغالي والنفيس للدفاع عنها ، و لن يتم القبول بتاتا بما يحدث فيها من انتهاكات واقتحامات و تدنيس المستوطنين لها لتغيير معالمها ، و تهويدها بفرض التقسيم الزماني والمكاني عليها .
لذلك فقد تم ترجمة الرفض الفلسطيني للممارسات التعسفية الاسرائيلية على الأرض الفلسطينية بقيام الهبّة الشعبية تلبية لنداء فلسطين العظيمة و قدسها الشريف .
إن التاريخ يُسجل فخرا واعتزازا لأبناء فلسطين في القدس الشريف و الضفة الغربية الغالية العزيزة على قلوب الأحرار والثوار ، لأنهم يُسطّرون أروع و أعظم آيات التحدي والشموخ والكبرياء الوطني بوقوفهم سداً منيعا أمام مؤامرة المحتل الغاشم لتهويد القدس والمقدسات الدينية سواء الاسلامية أو المسيحية .
أبناء فلسطين و ميامين حركة " فـتـح " و أبنائها الأشاوس يؤكدون كما أكد قائد مسيرتنا الوطنية "ابو مازن" بأنه ليس فينا وليس منا من يُفرط في ذرةٍ من القدس الشريف لأنها ذرة التاج والقلب ، ولذلك قال رئيسنا المُفدى " ابو مازن " على القدس رايحين أبطال و شهداء بالملايين .
ولذلك فإن الفلسطينيين الأبطال يؤكدون بمقاومتهم و تضحياتهم الغالية و صمودهم و مواجهتهم لآلة الدمار الوحشية والبربرية الصهيونية للمحتل الغاصب على حبهم وتمسكهم بأرض الآباء والأجداد ، كما يؤكدون بأنهم لن يفرطوا نهائيا بذرة واحدة من القدس الشريف مهما بلغت التضحيات و الأثمان ، لأن القدس هي فلسطين .
لذلك إن القدس ليست خطاً أحمر فحسب ، و لكن مجرد المسّاس بالقدس سيكون بمثابة إعلان حرب شعواء لا تبقي ولا تذر ، و نار جهنم مفتوحة على بني صهيون إلى يوم الدين ، لأن الاقتراب و المساس بالقدس لتهويد مقدساتنا الدينية أو المسيحية من طرف الغاصب المحتل يؤكد أنه يسعى إلى إشعال حرب طائفية دينية مُقدسة ، وعندئذٍ لا مفر من وجوبها على كل إنسان ينطق بالشهادتين من أمة المسلمين جمعاء دفاعاً عن القدس والمقدسات .
لأجل ذلك يجب أن يفهم جيدا الغاصب المحتل بأن القدس هي فلسطين و دون ذلك فهو العبث ، ولأجل القدس وفلسطين كان وسيكون النضال الوطني مُستمرا حتى تعود للقدس حريتها الغالية العزيزة .
لأجل فلسطين والقدس الشريف أتوجه إلى أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أن يتمسكوا ويحافظوا على اتجاه البوصلة الوطنية للهبّة الشعبية العظيمة ، لتصب في مصلحة فلسطين العليا لنيل الحرية والاستقلال ، كما أطلب منهم أجمعين وعلى قدر الآلام والجراحات النازفة و الدماء الطاهرة و احتراما لأرواح الشهداء الأبرار بأن يتوحدوا تحت الراية الواحدة للعلم الفلسطيني الحبيب ، كما يجب ألا يسمحوا للمنافقين أعداء فلسطين من تحريف هبّتهم الشعبية الخالدة لخدمة مصالح الحركات الضيقة .
وهنا أذكركم جميعا بأن " المؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين " ولهذا يجب أن نستفيد و نتعلم من أخطائنا السابقة لانتفاضتنا الماضية ، وكما يجب ألا ننخدع و ننجر خلف الشعّارات الزائفة التي يُطلقها البعض البعيد دون أن يُقدم زيتا لسراج الأقصى سوى الشعّارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
كما يجب عليهم عدم الانجرار خلف الشائعات المُغرضة والخسيسة التي ينفثها الاحتلال الغاشم ، و يرّوج لها الإعلام الأصفر اللاوطني لنشر الفتنة و تفريق الصفوف الوطنية ، ولذلك يجب على الجميع في هذه الظروف الوطنية استقاء أخبارهم من مصادر إعلامية رسمية موثوقة حتى لا يقعوا فريسةً سهلة للشائعات السامة ، كما يجب عليهم جميعا التريث في إطلاق الأحكام المباشرة وللوهلة الأولى عند سماعهم الأخبار المدسوسة التي تهدف إلى الارباك والتشويش و خلق البلبلة بين أبناء الوطن و الالتفاف على هبتنا الشعبية و انحراف مسارها بما يخدم إسرائيل و أعوانها الخونة الموتورين الحاقدين والجاحدين .
لذلك حذاري ثم حذاري من الشائعات و سمومها القاتلة لتردوا كيد الأعداء إلى نحورهم و تفرحوا بنصركم القادم على بني صهيون و اعوانهم اللئام .
أخيرا إن حتمية الانتصار تكمن في وحدة الدم و القرار الفلسطيني العظيم ، ولذلك كفانا فرقة و انقساما و تشرذما و هوانا ، و لنتحد على قلب رجل واحد من أجل فلسطين والقدس الحبيبة خلف قيادتنا الوطنية العظيمة بقيادة السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن "حفظه الله" و رعاه و سدّد خُطاه ليواصل قيادة المسيرة الوطنية نحو القدس الشريف لإنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .