د. مازن صافي: السيد الرئيس استخدم البعد الديني في خطابه لتعزيز الانتماء الوطني ومقاومة الاحتلال
قال المفكر الفلسطيني الكاتب الدكتور مازن صافي: إن السيد الرئيس محمود عباس، استخدم البعد الديني في خطابه الموجه لشعبنا مساء اليوم، لتعزيز الانتماء الوطني ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وتحدث المفكر صافي في تعقيبه على الخطاب، عن استخدم السيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه مساء اليوم الأربعاء 14/10/2015 ، البعد والأثر الديني في رسالة موجهة الى الرأي العام الفلسطيني خاصة والرأي العام العالمي عامة.
وقال المفكر صافي: إن خطاب السيد الرئيس استهل بالآية الكريمة من سورة آل عمران ('يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون') وهنا يقصد المعنى للجهاد، والبلاء، والصبر على الأعداء، والثبات، والرباط، وهو يقصد تحديدا هنا أهل القدس المقيمين في الأرض المقدسة دفاعا عن المسجد الأقصى والدلالة على ذلك تحيته لأهل القدس بقوله " تحيةً للقدس الأبية وأهلها المرابطين ".
وأضاف: ورد في بداية خطاب السيد الرئيس بـ" يا أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس." ، وهنا تحفيز للأمة وتذكير بحديث رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يقول فيه:( لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كَالإِنَاءِ بَيْنَ الأَكَلَةِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ:بِأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)، وكما أنه قد حدد مركز الصراع الديني القادم حين قال لن نقبل بتغيير الوضع في المسجد الأقصى المبارك، ولن نسمح بتمرير أية مخططات إسرائيلية تستهدف المساس بقدسيته وإسلاميته الخالصة، فهو حق لنا وحدنا، للفلسطينيين وللمسلمين في كل مكان.
وبين أن السيد الرئيس ذكر أن تمرير المخططات تعني "إشعال فتيل صراع ديني"، وهذا الفتيل يدلل على الانفجار، وبالتالي وصف الانفجار بأنه سوف يحرق الأخضر واليابس، بمعنى امتداد بقعة الصراع والجغرافيا، بحيث يذكر أن المسجد الأقصى هو ملك للمسلمين وهنا يرسل برسالة الى الأمة الإسلامية يحذرهم من مخططات الأعداء في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويقول لهم أن الدماء التي تسيل من الفلسطينيين دفاعا عن المسجد الأقصى مسرى رسولنا الكريم ومنه عرج الى السماء.
وقال المفكر صافي إن السيد الرئيس توسع في التذكير بالخطر الذي سيتهدد المنطقة جرَّاء استمرار المخططات الرهيب ضد المسجد الأقصى وهو يستشعر الخطر الأكيد بقوله " فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم أجمع".
ولقد ذكر كلمة (مقدساتنا) مرتين، وتحدث عن النصر بقوله " والنصر قادم بإذن الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون." وهذا حديث ينطلق من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( بشر هذه الأمة بالثناء والدين والرفعة والتمكين في الأرض)، وتأثرا بقوله تعالى في سورة يوسف الاية 21 (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وفي سورة الروم الآية 6 (لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) ، وفي سورة النحل الآية 38 قوله تعالى (بلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) وتابع: "وفي أدب رد العدوان والأذى يتأثر السيد الرئيس بقوله تعالى في سورة - ص - الاية ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه يمثل ما اعتدى عليكم)، حيث خاطب الرئيس شعبه العظيم بقوله "نحن طلاب حق وعدل وسلام، لا نعتدي على أحد ولا نقبل بالعدوان على شعبنا ووطننا ومقدساتنا، سوف نستمر في كفاحنا الوطني المشروع الذي يرتكز على حقنا في الدفاع عن النفس". وفي نهاية خطابه قال المفكر صافي: كانت دعوة الرئيس للشعب الفلسطيني وفي كل أماكن تواجدهم بالتلاحم والوحدة واليقظة والصبر والحكمة والشجاعة، وهنا متأثرا بقول الله عزوجل في سورة الأنفال الآيات 45، 46 : ( يَـأَيُّهَا لَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَثْبُتُواْ وَذْكُرُواْ للَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُواْ للَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَصْبِرُواْ إِنَّ للَّهَ مَعَ لصَّـبِرِين)
وختم خطابه بــ " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته."