القدس والسجن وجهان لعلمة واحدة - أحمد الغول
لا يختلف عاقلان بأن مدينة القدس أصبحت عباره عن سجن كبير، فالإحتلال منذ نشوئه يعمل جاهداً على إفراغ المدينة ولكن الأجيال تعاقبت على حمايتها، والعلاقة هنا طردية فكلما أتى جيل جديد تصلبت قناعاته بالتجذر بأرض الأجداد والتشبث بترابها، فالفلسطيني كشجر الزيتون مع مرور الأيام يصعب إقتلاعه.
من يتابع أوضاع المدنية المقدسة يرى القدس شيئاً فشيء تتحول إلى سجن كبير فبعد إنشاء جدار الضم والتوسع الذي أطبق فكيه على العاصمة ، وأحكم إغلاقها، تماما مثل سور السجن ولكن دون أسلاك، فهو لا يحتاج الأسلاك فإرتفاعه أطول من النخيل، وفي هذه الأيام تفصل أجهزة الإحتلال بين البلدات وتعزلها عن بعضها البعض مثلما تفصل بين السجن والأخر، وتقطع البلده إلى أجزاء مثلما تجزء السجن إلى أقسام يصعب التواصل بينها ، وتضع مكعبات الإسمنت بين الحاره والأخرى ، هو ذات الإسمنت المسلح الذي يقطع بين الغرفة والأخرى هناك خلف ستائر العتمه.
وفي عتمة الليل وكالخفافيش تقوم القوات الخاصة ومخابرات الاحتلال بإقتحام البلدات والقرى والمخيمات لإعتقال الأطفال والشباب وتفتيش البيوت ، بنفس اللحظه هناك ، في غياهب السجون وعلى أبواب الأقسام تكون وحدات القمع التابعة لمصلحة السجون على أهبة الإستعداد لإقتحام غرف الإسرى وممارسة التفتيش والتفتيش العاري لتقلق مضاجعهم. وتعتقل بعض الأسرى الذين إحتجوا على حملة التفتيش ، يسأل البعض وهل يُعتقل المعتقل ؟! نعم يخطفوه إلى العزل الإنفرادي إلى "سجن السجن" الذي كتب عنه المحرر عصمت منصور.
وعندما يغلق الإحتلال البلده العتيقه ويحرم عُبَّاد الله من الوصول إلى المساجد والكنائس لزيارتها تغلق أجهزة الإحتلال الحواجز بوجه أهالي الأسرى وتمنعهم من زيارة أبنائهم وبناتهم، وفجأة في أروقة السجن تسمع صفارة الإنذار دوت تغلق الأصفاد وتمنع جيش الأسرى من الخروج إلى ساحة الفوره ، هذا الفترة من عمر الأسير التي يخرج بها إلى ساحة السجن، لتتسلل أشعة الشمس من فوق السماء الثامنه إلى جسده وتطرد رطوبة الجدران والزنازين ، وقريباً ستضرب صفارة منع التجول في القدس لنمنع من الفورة وستأكل الرطوبة أجسادنا إذا لم نثور أو نمارس العصيان.