جمالية التراث الفلسطيني بمعانيه - محمد أبوليلى
التراث الفلسطيني هو أسلوب حياة وممارسات يومية لا تنتهي ولا تقف عند حد، هو جزء من ذاتنا ومن كياننا، من فراغنا ولهونا وازيائنا وطعامنا ومسكننا واثاثه، وهو علاقاتنا الاجتماعية والاسرية.
والتراث الفلسطيني "كائن" حي يرافقنا وينمو معنا ويتطور على مدار حياتنا، منذ الولادة وحتى الوفاة، ورثناه عن اهلنا، نصونه في عيوننا وقلوبنا ونرعاه ونحنو عليه، حتى يومنا الأخير، لنورثه لاولادنا، لكي يورثه هؤلاء لأولادهم من بعدهم.
والتراث الفلسطيني، سهرات الجيران في أزقة الأحياء، واسمارهم في ليالي الشتاء الطويلة الثقيلة، والتراث، معتقدات وعادات وتقاليد واحتفالات، ومواكب زفاف وجنازات، وعمل فلاحة وزراعة.
وهو نجدة الجيران لجار سقط خشب من سقف بيته ـو تداعت جدرانه، والتراث الفلسطيني، الحب والاحترام والتقدير لعائلته وجيرانه واهله وحارته.
التراث الفلسطيني، هو تاريخ، وبالتالي يجب أن نتمسك به، وهو الحاضر، وبالتالي علينا أن نعممه ونعلمه للأجيال، وهو المستقبل وهو كل شيئ فينا.
التراث الفلسطيني، هوية كل فلسطيني عاش ما قبل النكبة وخلال النكبة وما بعد النكبة، والتمسك به واجب، والعمل على نشره واجب، وضرب كل محاولات استغلاله واجب.
وفي أجمل تعريف للتراث، فهو حصيلة الخلق والابداع التي ورثناها عن الاجيال السابقة، لنورثها للاجيال اللاحقة، نحرسها ونصونها ونرعاها ونسقيها بماء العيون وبدم القلب، نجددها ونطورها ونكيفها ونلائمها لمقتضيات ظروفنا الانيةن لتسهم في حل مشكلاتنا ومعضلاتنا، من أجل تحقيق اهدافنا وطموحاتنا، لتحسين حاضرنا ولبناء مسقبل مجيد.
هذا هو تراثنا وهويتنا وحضارتنا......