المقاومة الرشيدة
بهذا المعنى، "المقاومة" شكل من اشكال العقد الاجتماعي، المعني بادارة شؤون الناس في مساراتها العامة جميعها، لا مسارات المواجهة مع الاحتلال فحسب، وفي اللغة العربية يصح المجاز كلما كان خلاقا لاجل وضوح أجدى وأجمل، والمقاومة عندنا اليوم، وقد ترسخت في شعبيتها وسلميتها وعلى هذا النحو الذي بات مبهرا وشديد الفعالية، هي عقدنا الاجتماعي حتى لحظة اندحار الاحتلال ومستوطناته ومستوطنيه، وفي هذا العقد، وبعيدا عن لغة التنظير والتحزب الضيقة والاستهلاكية ، تتجلى مصداقية مفهوم "المقاومة الرشيدة" وطبيعه هذا المفهوم، وضرورته ان يكون كذلك، في خطابه المسؤول، العقلاني والواقعي النضالي من جهة، والمعني بمعالجة قضايا الصراع المختلفة مع المحتل، وادارتها تاليا بما يحقق تراكما نوعيا في مسيرة المقاومة لتحقق المزيد من اهدافها المشروعة ومن جهة اخرى العاطفي الانساني، والمعني بتكريس مفهوم وثقافة الحرص الايجابي على حياة " شعب المقاومة "، وبالمعنى والصياغات التي تصدر للعالم الرواية الانسانية عن هذا الشعب وابنائه، الرواية التي تكرس حقيقة الضحية التي نحن عليها حتى الان، حقيقة الظلم الذي ما زلنا نتعرض له بفعل الاحتلال وسياساته ومستوطناته، حقيقة حراب هذا الظلم الاحتلالي التي ما زالت مغروسة في خواصرنا ، وحقيقة اننا طلاب حياة عز وكرامة واستقرار، لا طلاب موت، ونحن نقول في كل وقت وفي كل مكان، اننا طلاب حق وعدل وسلام.
سنعلي راية شهدائنا عاليا بالنشيد والقسم، ان دمهم لن يذهب هدرا، سنمجدهم وهم الذين يحققون لنا كل هذا المجد في حضورنا المقاوم، لكنا لا نريد مزيدا من " شلال الدم " لا نريد ان يسقط المزيد من ابطالنا في دروب النصر، نريد لهم ان يحتفلوا بالنصر مع اهلهم وذويهم، مع ابناء شعبهم، وقد بات النصر قريبا، بل وكأنه الان قاب قوسين او ادنى. سنمجد جرحانا البواسل وهم الذين يضعون بجراحهم هذه، كل اوسمة الفخر على صدورنا الفلسطينية، وسنمجد اسرانا، فرسان التحدي والصمود في معتقلات الاحتلال، والذين يشقون المزيد من دروب الحرية رغما عن قضبان السجن والسجان.
هو شعبنا الصابر المرابط في عقده الاجتماعي الواقعي، في مثل هذه اللحظة التاريخية، عقد المقاومة الرشيدة، بخطابها المسؤول، خطاب الحق والحقيقة، خطاب المعرفة والثقافة في تجلياتها الانسانية الابداعية الخلاقة، خطاب الحياة من اجل ان تكون، وستكون، حرة بدولة حرة ومستقلة، هي دولة فلسطين التي آن اوانها، وبان عصرها، ولكن اهل اليمين المتطرف في اسرائيل لا يعرفون ...!!
كلمة الحياة الجديد - رئيس التحرير