نتنياهو مؤرخ النازيين الجدد - موفق مطر
لم نعلم يوما ان القادة الاقوى في العالم، السابقين واللاحقين، يلبون رغبات قادة الشعب الفسطيني فورا، وينفذونها بحذافيرها، الا عندما اتى الينا بفريته المحامي عن جرائم النازيين، الكذاب رئيس حكومة اسرائيل اليهودية كما يحب ان يسميها بنيامبن نتنياهو.
بدا نتنياهو امام الجمهور الاسرائيلي عموما واعضاء الكونغرس الصهيوني الأميركي في القدس كمن بصق للأعلى وظل ينظر للسقف!
لا يتقن نتنياهو- ابن المؤرخ (بنتسيون نتنياهو)– لغة التاريخ، لكنه مجتهد بالكذب والتزوير، وبارع دقيق في قنص الحقائق التاريخية، تماما كجنود جيشه المدربين على قنص الشباب الفلسطينيين العزل!
آخر فتاوى (حاخام داعش اليهودية) بنيامين نتنياهو، احتقرت شخوص المستمعين اليه من اعضاء الكونغرس الصهيوني، المرصوصين بوجه منصته كالأصنام، وأهانت كل مؤرخ في العالم، بما فيهم والده! فهذا الذي بات خطرا حقيقيا على الانسانية والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، يصرع الحقائق التاريخية، ليمرر تعاليم (مذهب) حكومته الاجرامي وسياسته العنصرية، فقال وكله اطمئنان بأن وقرا في آذان مستمعيه، وعمى في عيونهم، ان لم يكن زهايمرا قد بلع آخر حبة من القيم الانسانية في حقيبة اخلاقياتهم المعلنة! قال نتنياهو وهو على يقين بافترائه: "قرر هتلر طرد اليهود من المانيا، لكنه عندما التقى المفتي أمين الحسيني وأبلغه بقراره تهجير اليهود، أعرب المفتي عن تخوفه من هجرة اليهود إلى فلسطين، فسأله هتلر ما العمل؟ فرد عليه المفتي احرقهم!".
يصاب الدكتاتوريون بداء النسيان، ويبلغون اعتقادا ان الناس نسخا منهم، ينسون، يكذبون، ثم ينسون، ثم يكذبون، وهذا ما حل بنتنياهو الذي اقل ما يقال فيه انه مصاب بلوثة جنون عظمة، وببكتيريا (الدكتاموقراطية) التي لا يبرأ منها الكذابون أبدا، حتى لو تمكنوا من خداع العالم، وتمرير ما زيفوه وزوروه من تاريخ الانسانية! لسنة او عشرة او حتى مئة عام! فأسرار ابواب الحقيقة منيعة، لا يقدر نتنياهو وامثاله من اختراقها، ومضادات فيروس المجرمين الذين يكذبون على الشعوب طبيعية، مضادات تتطور باضطراد تطور العقل الانساني، وبسرعة فهمه لضرورة الالتقاء عند احترام قيمة الانسان وكينونته، لذا يعجز نتنياهو كما عجز من سبقه وسيعجز من سيتبنى (مذهبه) لتبرير سفك الدماء، واعادة احياء اسلوب تحريق الآدميين من اجل تمكين رغباتهم الشخصية من كراسي الحكم لا أكثر.
وشهد شاهد من اسرائيل، التي يحكمها نتنياهو الكذاب، فقال البروفيسور دان ماخمان، رئيس مركز بحث المحرقة- الهولوكوست، حسب ما نشرت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" باللغة العبرية: إن "لقاء هتلر والحسيني كان بعد بداية "الحل النهائي"؛ أي بعد الشروع بتنفيذ خطة (الهولوكست).. وأوضحت المؤرخة الرئيسية في مركز "ياد فاشيم"، البروفيسورة دينا بورات: "القول إن المفتي هو الذي أعطى فكرة قتل أو حرق اليهود. غير صحيح. فاللقاء بينهما كان بعد تنفيذ النازيين سلسلة عمليات قتل وحرق اليهود".
أما وزير حرب نتنياهو، فقد انتقد جهل نتنياهو بالحساب، وجفاف ذاكرته الرقمية فقال: "الحاج أمين التقى بهتلر عام 1941"؛ أي بعد مقتل أكثر من 33 ألف يهودي في أوروبا على يد النازيين".
لا يهمنا غضب اعضاء كنيست دولة الاحتلال الذين اعتبروا تصريحات نتنياهو بمثابة تبرئة تاريخية لهتلر من (الهولوكست) المحرقة الكبرى لليهود، لأنهم استيقظوا ليجدوا رئيس حكومة دولتهم وقد بات محاميا عن النازيين وحسب، بل يهمنا اكتشاف حجم التعاليم النازية الاجرامية في عقلية حاكمهم، وأن خطر هذا الرجل على دولتهم واليهود في المنطقة هنا وفي العالم لا يقل عن خطر هتلر الذي بدأ حملته ضد اليهود في العام 1939 قبل سنتين من لقائه مع زعيم الفلسطينيين حينها المفتي الحسيني.
لا يكفي وصف زعيم المعارضة في الكنيست يتسحاق هرتسوغ، "تصريحات نتنياهو بالتزوير التاريخي الخطير، ومطالبته بتعديل أقواله فوراً"، وخدمته المجانية لناكري المحرقة، ولا وصف رئيسة حزب "ميرتس" اليساري الصهيوني، زهافا غالئون، نتنياهو بالمنحط والمصاب بأمراض نفسية، ولا اتهامها له بالعجز عن تغيير المستقبل والرجوع لإعادة كتابة التاريخ، وحسب.."بل على هؤلاء جميعا وغيرهم– ما داموا قد علموا انهم قد اصبحوا على حافة الهاوية التي سيدفعهم اليها نتنياهو- ان يعملوا على تدارك الخطيئة الكبرى، ونفي التاريخية ألأكبر، والاعتراف بحق شعب فلسطين في ارضه ووطنه فلسطين وبحقه في قيام دولته المستقلة، كمفتاح لأسرار بوابات السلام، الذي هو الحقيقة الفريدة التي يجب ان تسود على هذه الأرض المقدسة، قبل ان يدفعهم نتنياهو الى محرقة اخرى، فيما هو يبرر محرقته المبرمجة والمنظمة، والممنهجة بحماية اركان حكومة بحق الشعب الفلسطيني".. فالحكام الكذابين لا يجلبون للشعوب الا المآسي وموت دمار الحروب.. فهؤلاء لا يهمهم الا تأريخ النازية من جديد بدماء اطفالنا، وعلى الاسرائيليين تدارك الأمر قبل ان يؤرخ نتنياهو لنازية يهودية جديدة بدماء اطفالهم ايضا.