أين اختفى المتضامنون الأجانب ؟ حسن سليم
كثيرون يسألون عن جيش المتضامنين الأجانب الذين رافقونا طيلة السنوات الماضية، وتفاخرت بعض النخب السياسية بوجودهم، باعتبارهم يشكلون درعا وسياجا حاميا من بطش الاحتلال للمواطنين العزل على الحواجز وفي المزارع، كثيرون يسألون أين اختفى هؤلاء؟
المرة الأخيرة التي شاهدناهم فيها كانت عندما تبولوا عُراة على الجدار العنصري في بيت لحم.
ما تقدم ليس من باب التنفير منهم، أو التقليل من قيمة الجهد الذي بذلوه، لكن من باب العتب على أنفسنا في أننا لا نحافظ على ما نحقق، ولا نراكم مجهودنا، ولا نستغل ما يتم بناؤه، بل تأخذنا العزة بالاثم، نفرح أو نحزن لحظيا، دون ان نعاود البناء ونتمه، بل ننسى سبب فرحنا أو حزننا.
دولة الاحتلال لم تعد كما كانت في التسعينيات تتحرك في العالم بحرية وفخر، حيث انها لم تعد قادرة على استمرار كذبتها بأنها الضحية، فقد انفضح أمرها بفعل تضحيات شعبنا واستمرار كفاحه، اذ يكشف القناع عن وجهها، وكان للمتضامنين الأجانب جهد كبير هنا في فلسطين، وعند عودتهم الى بلدانهم بسبب ما نقلوه من صور وقصص جعلت الوجه القبيح لدولة الاحتلال هو الوجه الرسمي.
اليوم، وشعبنا يعيش مجزرة حقيقية تنفذها دولة العصابة بحق المدنيين العزل، بادعاءات كاذبة لا يقبلها العقل ولا المنطق، ولا تحتاج الكثير من الحجج والبراهين لدحضها، فاننا أحوج ما نكون لأن تكون حاضرة تلك الوفود المتضامنة لتنقل لشعوبها ما يجري على الأرض دون انحياز لأي طرف، ولتدع شعوبها تستخدم عقلها وتقرر من الضحية في هذه المجزرة، ولتقول كلمتها لحكوماتها التي تمارس الحياد وهي تشهد النزيف اليومي للدم الفلسطيني.
وجود المتضامنين معنا بين المدنيين على الأرض يعني الكثير لدولة الاحتلال، وان لم يكن وجودهم يمنع الاعتداءات الواقعة علينا من جنودهم وعصابتهم في كل مرة، الا انها قد تجعل الاحتلال يفكر اكثر من مرة ان الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وان جريمتهم لن تكون طي الكتمان، وهي بالطبع غير معنية بافتضاح أمرها اكثر مما هي عليه، لتبقى تمارس التدليس على العالم، وتنشر له روايته الكاذبة.