السفّاح يزوّر التاريخ تمهيداً لمحرقته القادمة ! أ . سامي ابو طير
المؤكد و بما لا يدع مجالا للشك بأن التصريحات الأخيرة للسفّاح نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي في المؤتمر العالمي للصهيونية الأخير هي هلوسات مخبولة ، و ما هي إلا محض افتراء بالباطل لتزوير الحقائق التاريخية لخدمة الأهداف العنصرية الدنيئة لدولة الاحتلال العنصري .
كما أن تلفيق تلك الخُزعبلات و الأكاذيب الضلالية الباطلة للتحريض على الشعب الفلسطيني ممثلا بتلفيق الأكاذيب باسم الحاج أمين الحسيني ، و تحميلة مسئولية "الهولوكوست" بعد انساب دور ظلالي باطل له في أحداث المحرقة الصهيونية التي اقترفتها النازية بحق اليهود آنذاك ، تُعتبر من نسج خيال السفّاح "النتن" الضلالي استمرارا لسياسته التحريضية العنصرية المقيتة ضد الشعب الفلسطيني ، و تبرير جرائمه الوحشية التي يندى لها جبين الانسانية .
المؤكد هو أن تلك التصريحات المجنونة تُعتبر تلفيقا للحقائق و تزويراً واضحا و غير مسبوقا من قادة الاحتلال للتاريخ وخصوصا فيما يتعلق بتلك المحرقة النازية ، و لذلك فإن تلك الأكاذيب مُثيرة للسخرية و الاستهجان لأنها ليست تزويرا للتاريخ فحسب ، و إنما أراد من خلفها "النتن" اختلاق تاريخا مُزّوراً جديدا لإقناع العالم بتبرير ما يحدث حاليا من الجرائم الصهيونية التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل .
كما أن تلك الأكاذيب و الهلوسات الجنونية تهدف إلى تهيئة العالم للسكوت عما سيحدث لاحقا من تطهير عرقي للفلسطينيين بافتعال جرائم أكثر فاشية و سادية ضد أبناء و أطفال فلسطين الأبرياء.
السفّاح نتنياهو يسعى للتزييف و قلب الحقائق التاريخية في تبجّح غير مسبوق على الإطلاق من أجل تبرير جرائمه الغير مسبوقة ضد الأبرياء العُزل من الأطفال والنساء ، و إحراقهم دونما أدنى ذنبٍ اقترفوه سوى أنهم فلسطينيون يناضلون من أجل إنهاء الاحتلال و إقامة دولتهم المستقلة ، و العيش بحرية و كرامة على أرضهم المُغتصبة وفقا للشرائع السماوية و القوانين الدولية التي تكفل لهم ذلك الحق العادل على أرض آبائهم و أجدادهم الأزلية .
ولذلك يسعى "النتن" نتنياهو لتزوير التاريخ أمام العالم كي يغض البصر عن جرائمه الوحشية التي يرتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني ليتمكن من إخماد نار الغضب الفلسطيني المُنادي بالحرية و الاستقلال .
المؤكد أن الانتصارات الدولية الفلسطينية التي حققها " ابو مازن " و النجاح الفلسطيني السياسي والدبلوماسي و تعرية اسرائيل الفاشية أمام العالم ، بالإضافة إلى تصاعد الغضب الفلسطيني الحالي قد أصاب النتن " نتنياهو" بالهستيريا و الهلوسة التي أفقدته عقله بعد أن وقف عاجزا عن السيطرة عن كبح جِماح ذلك الغضب المُتصاعد لنصرة القدس الشريف .
ولذلك فقد اختراع "النتن" سياسة التزوير لأحداث التاريخ ، و إلصاق ذلك التزوير بالأبرياء لإقناع المجانين أمثاله بالخُزعبلات التي يهلوس بها نتنياهو المهوس بالصرّعات الغير مسبوقة .
نتنياهو يشعر بالجنون و الهستيريا الحقيقية التي أفقدته صوابه بسبب تلك الانجازات الوطنية و تعاظم الهبّة الفلسطينية العظيمة يوما بعد الأخر و عجزه عن إخمادها ، ولذلك لجأ إلى التزوير وقلب الحقائق باختراع تاريخا جديدا مُزيفا زورا و بهتانا مثلما زوّر اليهود " التوراة " التي أُنزلت على سيدنا موسى عليه السلام .
التزوير الذي يعجز عنه الشيطان إلا السفّاح نتنياهو ، و الذي لا يُصدقه عقل أو منطق جاء على لسان " النتن " المُتعطش لامتصاص دماء الأطفال الأبرياء العُزل بادعائه الباطل حول تلك المحرقة ، التزوير جاء استحداثا من مُخيلة ذلك النتن المريض لعل و عسى يجد من يُصدق أكاذيبه المزعومة لتمرير مؤامراته العنصرية الخسيسة ضد فلسطين و أبنائها الذين يبحثون عن تكريس حقهم الطبيعي الأزلي على وطنهم فلسطين .
إن ذلك التزوير للحقائق هو محض افتراء بالباطل و مردود جملة و تفصيلا على عقلية نتنياهو المريضة ، و ذلك التزوير الجنوني مؤكدا بالدليل القاطع وفقا لتسلسل الأحداث التاريخية التي سبقت المحرقة النازية ضد اليهود وفقا لما يلي و باختصار شديد :
1 - عند العودة للتاريخ سنجد بأن المحرقة قد بدأت أحداثها التسلسلية في يوم 9 تشرين الثاني لعام 1938 م "ليلة الزجاج المُهشم " كما أجمع جميع المؤرخين و كُتاب التاريخ بما فيهم اليهود أنفسهم على ذلك .
2 – تلك الليلة " الزجاج المُهشم " سارت المظاهرات في أغلب المدن الألمانية وتم قتل الكثير من اليهود بالإضافة إلى اعتقال عشرات الآلاف منهم ، و تم فيها تدمير آلاف المحلات التجارية التابعة لهم ناهيك عن الهجوم على المعابد اليهودية أينما كانت هناك في ذلك الوقت .
3- تم اتخاذ قرارات صارمة ضد اليهود بعد تلك الحادثة بما يُقارب أسبوعين من الزمن ، و قد وصفت تلك القرارات بالعنصرية ضد اليهود .
4 – أذكر من تلك القرارات وللتوضيح فقط : منع زواج اليهود من غير اليهود ، طرد اليهود من جميع المؤسسات بالإضافة إلى طرد و منع طلابهم من الدخول للمدارس الألمانية .
بعد ذلك تطورت القرارات و الممارسات الألمانية ضد اليهود تدريجيا و بنسق تصاعدي حتى حدثت المحرقة أو " الهولوكوست " .
5- الحاج أمين الحسيني ، متى قام بزيارة ألمانيا و لماذا ؟
لقد زأر الحاج أمين الحسيني ألمانيا في شهر تشرين الأول من عام 1941 م ، أي أن الزيارة حدثت بعدما قامت ألمانيا بفعل ما فعلته مع اليهود بعدة سنوات تقريبا ، والتاريخ يُثبت صحة ذلك .
و هنا فإن المؤكد هو أن زيارة الحاج أمين الحسيني إلى ألمانيا قد تمت بعد البدء بحملة التنكيل و العقاب الالمانية ضد اليهود ، أي بعد بداية المذابح ضد اليهود بعدة سنوات .
وللأهمية فإن " الحاج أمين الحسيني " كان قد ذهب إلى ألمانيا بهدف الطلب منها بالاعتراف باستقلال الدول العربية و خاصة دول المحور ، بالإضافة إلى طلبه بعدم الاعتراف بالوطن القومي لليهود على أرض فلسطين ، كما طلب من ألمانيا الدفاع و مناصرة المسلمين الأبرياء في البوسنة ، لأنهم كانوا يتعرضون للمذابح الوحشية على يد الشيوعيين الصرب الذين كانوا ينادون و يدعمون قتل و اجتثاث المسلمين في البوسنة .
"هذه هي الأسباب الرئيسية لزيارة الحاج أمين الحسيني و لقائه مع هتلر ، والتاريخ يُفند ادعاءاته الباطلة ."
لذلك هل يُصدق اليهود ذلك أم أنهم سينجرون خلف الحقد الأسود لنتنياهو و هلوساته الجنونية ؟
" لذلك لا تعجبوا غدا إذا تجرأ اليهود و اتهموا الفلسطينيين بصلب السيد المسيح ! أو تحميل أي كارثة عالمية قد تحصل للفلسطينيين لأن كل شيء قد أصبح وارداً حدوثه ! ، و تحديدا بعدما قام نتنياهو بتبرئة هتلر النازي و إلصاق التهمة بالفلسطيني البريء ! "
الحقائق يستحيل أن تُصبح أوهاما أيها " النتن " اللعين ، و ما تحريفك لحقائق التاريخ الراسخة إلا دليلا على انك تبحث عن مخرج جديد لتبرير ما ستفعله غدا من مجازر وحشية ضد الفلسطينيين الأبرياء ، ولعدم تمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة وفاءً من نتنياهو لناخبيه قبل الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة ، وكما وعدهم آنذاك .
لأن نتنياهو مشهور بالدّجل و الأكاذيب فإن ألمانيا نفسها قامت بتكذيب تصريحاته و أعلنت بأن النازية وحدها من يتحمل المسئولية ،وهذا بحد ذاته يُعتبر اظهارا للحق ولكن لا يُعتبر كافيا مقارنة بنوايا الخبيث نتنياهو .
السفّاح المتوحش نتنياهو بُخرافاته الخُزعبليه تلك إنما يُحرض على استباحة الدماء الفلسطينية الطاهرة البريئة لارتكاب المذابح و المجازر الوحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل و تبرير الإعدامات العنصرية البربرية التي يرتكبها جنوده الهمج و قطعان مستوطنيه المتغّـولين بجيشهم المهزوم رعباً من الحجر الفلسطيني المبارك .
إن ذلك التخرّيف الغير مسبوق تاريخيا يهدف إلى التمهيد المؤكد لسياسة التطهير العنصري العرقي ضد أبناء فلسطين في القدس و المدن العربية داخل الخط الأخضر لفرض و تطبيق يهودية الدولة الاسرائيلية المقيتة ، مما يؤكد بأن المجازر الوحشية والمذابح المُـروعة الكبرى قادمة على يد السفّاح الصهيوني ضد الفلسطيني الأعزل و البريء .
لذلك إن الإعدامات الميدانية التي يرتكبها اليهود حاليا ضد أطفال و أبناء فلسطين الأبرياء إلا و تعتبر دليلا أكيدا على النوايا الخسيسة الوحشية التي يضمرها السفّاح النتن ضد فلسطين و أبنائها ، ولذلك لجأ للتزوير لخِداع العالم و إيهامه بالأباطيل الضلالية لتبرير مجازره الوحشية .
يجب أخد الحيطة و الحذر الكاملين و عدم الاستهانة بتصريحات السفّاح لأنه لم يُقلها جُزافا في المؤتمر العالمي للصهيونية ، ولكن قالها لتبرير نواياه العدوانية التي قد تحدث و ينوي ارتكابها لاحقا، ولنا عبرة مما يحدث حاليا من اعدامات وحشية ضد الأطفال و المواطنين الأبرياء تحت حجج أوهى من بيت العنكبوت ، وهي "السكين " البريئة من دم اليهود كبراءة الذئب من دم يوسف .
إن مقاومة الشعب الفلسطيني للغاصب المحتل مكفولة قانونيا و دوليا بجميع الوسائل المُتاحة لأن المحتل يرفض إعادة الحقوق لأهلها ، ولكن الاحتلال اللعين يعمل على تزوير الحقائق حيث يقتل أطفالنا ثم يخدع العالم كما يخدع نفسه بوضع سكين بيد أو بجانب الضحية بعدما أجهز عليها ، و قد تأكد ذلك التضليل الاسرائيلي وفقا للإعدامات الميدانية التي تحدث حاليا لكسر غضبة القدس الشريف ، ودائما " السكين " هي المُبرر .
الأحداث الحالية و الوقائع الحقيقية أثبتت أوهام تلك الحجة الواهية ، كما أثبت الصور و الفيديوهات المختلفة و التي قام بعض اليهود انفسهم بتسريبها على بُطلان حجة الطعن بالسكين تماما ، كما أثبتت تلك الحقائق تعطش اليهود لاستباحة الدماء البريئة بقتل الفلسطيني أينما كان و أياً كان سواء صغيرا أو كبيرا أو رضيعا ، وقتله واعدامه فورا دونما أدنى ذنب ، ولذلك حذاري ثم حذاري !
إن الجرائم الحالية التي يقترفها الاحتلال و بدمٍ بارد ضد أبناء فلسطين هي جرائم مقصودة مع سبق الاصرار و الترصد ويندى لها جبين الإنسانية ، و لذلك يجب أن يدفع قادة الاحتلال الاسرائيلي ثمنا للدماء الفلسطينية الطاهرة .
ذلك الثمن يجب الحصول عليه بإنهاء الاحتلال و تقديم المُجرمين اليهود أمام العدالة الدولية كمجرمي حرب ضد الانسانية في محكمة الجنايات الدولية ليكونوا عبرةً لمن تُسول له نفسه بتكرار تلك الجرائم ضد الأبرياء العُزل .
الأمر غاية في الخطورة ، و المؤكد فلسطينيا أن ذلك التزوير الشيطاني للتاريخ لقلب الحقائق و التخرّيف الهستيري يجب عدم السكوت عليه نهائيا ، كما يجب على الجميع أن يواجه تلك "التخّاريف" بكل قوة و خصوصا من الدول العالمية الكبرى التي يقع على عاتقها احلال السلم و العدالة بين شعوب العالم .
لذلك يجب على تلك الدول الكبرى العمل الحقيقي لتحقيق السلام في المنطقة بإنهاء الاحتلال الغاشم لأرض فلسطين و إقامة دولتها المستقلة و عاصمتها القدس الشريف ، كما يجب على عاتقها الانساني العمل على توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني الأعزل .
كما يجب على الدول العربية والاسلامية بالإضافة إلى جميع دول العالم الحُر عدم السكوت نهائيا ، لأن السكوت اليوم بمثابة رسالة للآخر بتمرير مؤامرته بالغد ضد الشعب الفلسطيني ،.
أكرر بأنه يجب عدم السكوت نهائيا لأن الأمر جد خطير ، و ليعلم الجميع بأن السكوت و اللامبالاة حول سلوكيات هتلر النازية قديما كانت أحد الأسباب التي أشعلت نار الحرب العالمية الثانية ، ولذلك يجب عدم السكوت أو تصغير الأمور لأن كبائر النيران تحدث من أصغر الشرّر .
للضرورة القصوى يجب عدم السكوت عربياً و إسلاميا أو دوليا حتى نقطع الطريق على النوايا السيئة لدولة الاحتلال الاسرائيلي وأفعالها العنصرية ضد فلسطين و أبنائها ، وبحيث لا يتمكن السفّاح نتنياهو من اقتراف و ارتكاب "محرقة العصر الحديث" ضد الشعب الفلسطيني على يد النازيين اليهود الجُدد ، أو تهيئة الأجواء الدولية كي تتقبل ما هو قادم من الأخبار السيئة .
لأجل ذلك و نظرا لرائحة الأهوال القادمة فإنني أدعو جميع الفصائل الفلسطينية سواء الوطنية أو الاسلامية منها إلى التوّحد على قلب رجل واحد ، و استنباط ما بين السطور من كلمة السفّاح نتنياهو للوقوف سداً منيعا على قلب رجل واحد أمام و ضد المؤامرة التي تُحيكها اسرائيل و تخبئها للأيام القادمة .
لا أملك سيفا مُسلطا على الرقاب لأفرض به تحقيق وجوب الوحدة الوطنية من أجل فلسطين و شعبها ، ولكن أملك قلمي الوطني فقط الذي طالب مليون مرة إن لم يكن أكثر بوجوب تحقيق الوحدة الوطنية بين شطري الوطن ، مع توضيح الأهمية الكبرى للوحدة ، و ضرورة انهاء الانقسام الأسود الذي يخدم مصالح الاحتلال فقط ، ولذلك كفانا انقساما و تشرذما و هوانا ولنتحد لأجل فلسطين ثم فلسطين .
اليوم يجب أن نحافظ على انجازات فلسطين وانتصاراتها الدولية ، كما يجب أن نحافظ على سريان نار الغضب الفلسطيني ضد الاحتلال الغاشم ، مع عدم اللجوء لعسكرة الغضب الفلسطيني المتصاعد حتى لا نُقدم الهدية التي ينتظرها نتنياهو على أحرّ من الجمر للقضاء على الأخضر واليابس تحت محاربة الارهاب و غيرة .
كما يجب علينا جميعا العمل معاً و سويا تحت راية واحدة بعيدا عن الفصائلية المقيتة من أجل مصلحة الأم فلسطين أولا و أخيرا ، و ضرورة العمل بكل قوة لفضح ممارسات العدو الوحشية أمام العالم ، والمطالبة بتحقيق حماية دولية لأبناء شعبنا الأعزل ضد الجرائم الصهيونية .
أخيرا ... الوحـدة ثم الوحـدة يا أبناء و قادة فلسطين ، الوحــدة و ما ملكت أيديكم ، لأن وحدتنا هي قوتنا و عزيمتنا التي لا تُكسر أبدا ، و لذلك يجب تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية لمصلحة فلسطين العليا لننتصر على اسرائيل و نرد كيدها إلى نحرها ، ولذلك يجب الالتفاف حول قيادتنا الوطنية بقيادة قائد مسيرتنا الوطنية السيد الرئيس محمود عباس "ابو مازن" لإنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .