بلغ " السيف" الزبى؟! - ابراهيم ملحم
"الطبلة في ايد الهبلة ازعاج، والسلاح في ايد المجنون ارهاب " هذا هو تماما حال من قرر ان يعيش على حد السيف الى الابد ومعه شعبه الذي يجاريه في جنونه منذ ان اختاره زعيما يسوس حياتهم ويتولى زمام أمرهم .
"سيف المجنون" له فنون، فهو يختار فرائسه من المسافة صفر، ويقيم حولها ومعه كل وحوش الغابة طقوس النهش والسلخ والسحل تحت سمع وبصر "نجمة داوود" التي لا تتدخل الا بعد ان تنزف الضحية آخر قطرة من دمها، لتحيلها بعد ذلك الى معهد الطب الشرعي حيث يتم قتلها مرة اخرى، بتلفيق التهم الجاهزة لها واحتجازها لحرق وتلويع قلوب ذويها من بعدها.
بجانب الضحايا وعلى مقربة من نزف جراحهم ووجع معاناتهم ، يلقي "المجانين" سكاكين حقدهم ، سكاكين لا اثر للدماء عليها، ولا وجود لبصمات غير بصمات القاتل على مقبضها، بعد ان احضرها على عجل من اقرب مطبخ او مسلخ من مسالخ "دواعش اليهود"، الذين يمارسون طقوسهم على اوجاع الضحايا من الفتية والفتيات والشباب والشابات الخارجين في الصباحات المبللة بالدموع الى مدارسهم او العائدين عند غروب الشمس من شقاء عملهم في رحلة البحث عن لقمة عيشهم.
نعم لقد بلغ "السيف" الزبى وجاوز الظالمون المدى بافعال وارتكابات تحاكي أفعال النازية التي حاول الكذاب الأشر الصاقها بنا ليبرر إسرافه في قتلنا وحرق اطفالنا وابنائنا وبناتنا، باعتبارنا مسؤولين عن محارق ندفع ثمنها مرتين الاولى: تكفيرا عن ذنوب لا علاقة لنا بها، والثانية وبعد سبعين عاما على المحرقة لتبرير حرقنا وابادتنا، حتى يعيد المجنون سيفه الى غمده بعد ان يكون قد صفى آخر حساباته معنا.
ما يجري في الخليل تطهير عرقي، هدفه ترويع الناس لتهجيرهم، فالفلسطيني متهم حتى يثبت براءته بعد قتله ، تلكم هي شريعة المجنون الذي فقد عقله وطفق يهذي بسيفه فوق الرقاب بعد ان وجد اصحاب الارض صامدون هنا على ارضهم، لا تخدعهم وعود ولا يرهبهم وعيد.
فالخليل الصابرة الصامدة النازفة تدفع الثمن مرتين، مرة عندما تم تقسيمها بسكين السلام المخادع الى H1 ,H2 وأخرى بقتل ابنائها على أرصفة الشوارع بسيف الارهاب المنظم لترويعهم وتهجيرهم مما تبقى لهم من منازلهم العتيقة .
بعد نحو عقدين من سلام الخديعة يرفع المجنون سيفه ليجز به احلامنا ويئد به آمالنا بالحرية والاستقلال، وليعيد كل شيء الى النقطة صفر، بعد ان قبض مقدما اعترافنا الكامل بحقه في الوجود على الجزء الاكبر من ارضنا، مستفيدا من استخذاء عربي وعجز وعزوف دولي .. ليعيدنا الى ذات الاجواء التي عاشها اجدادنا عشية وقوع النكبة عام ثمانية واربعين، في محاولة جديدة لاقتلاعنا مما تبقى لنا من ارضنا بعد ان استبد به الوهم، ان الفلسطيني طفل يولد وليس له وطن وانه يفقد ذاكرته اذ يكبر ليجد ان الاحفاد امضى عزيمة واشد صلابة من الاجداد.
امام هذا الجنون المنفلت من عقاله، فلا اقل ونحن نرى ابناءنا وبناتنا ينزفون في الشوارع حتى الموت امام عيوننا بتلفيقات مبكية، ان نسارع دون ان نلتفت خلفنا نحو المحاكم الدولية ، مستفيدين من حضورنا القانوني في جميع المؤسسات الدولية بالتزامن مع تصعيد كفاحنا المشروع، حتى نرى المجنون وقد عاد اليه عقله وكف عن مواصلة قتلنا، قبل ان يقاد ومعه جميع القتلة مخفورين الى المحاكم الدولية !