" دم سيد الشهداء ابو عمار ميراث صعب وامانة حتى أوان القيامة " - فراس الطيراوي
لقد غضب القلم مني وصاح وقال اكتب فقلت له ماذا سأكتب ؟؟؟ فقال القلم : اكتب بحبر الشموخ عن من يشمخ الشموخ به ، أكتب نوراً ونوار .. فقلت لقلمي كتبت في العام الماضي مقال !! ، فغضب القلم مني ثانية وقال : اكتب يا رجل عن صاحب الكوفية السوداء، اكتب عن سيد الشهداء ... اكتب عن من كان ابا لكل الأحرار .. وسيدا لكل الثوار ... ورافعا لواء الانتصار.. اكتب عن أسطورة المجد ورمز العز والفخار ... اكتب عن الفارس المغوار الذين علم شعوب الارض معنى التحدي والإصرار...اكتب عن من عشعش في الحنايا مثلما يعشعش الضوء في حنايا الزيتون ، اكتب عن من كان في حياته واستشهاده شعلة، لم يظهر الا مظللاً بأنوار الله. اكتب عن من كان قائدا على امتداد الارض والوطن ... اكتب عن من كان صانع الزمان في كل مكان ... اكتب عن من كان قاطف الغيم وزارعه أشجاراً من ريحان ... اكتب عن من هندم بيديه كل ميادين النصر والعزة ... وغرس راياتها، ولم ينم غمضة عيّن ، سكتُ قليلا فوبخني القلم وقال : اكتب يا رجل ماذا عساك ؟ فقلت له رويداً رويداً يا قلم ... فقال القلم اريد ان أسألك سؤال ؟؟؟ فقلت للقلم الذي بيدي تفضل فقال : هل بإمكانك ان تجمع البحر، حتى تخبر عن سجلاته؟ او تتمكن من اكتشاف السحر في اشتهاء العطر، حتى تعرف كم له من سرّ؟! واستمر القلم يعاتبني ويكتب لوحده ويقول : وحدها الارض التي حملت خطاه، تعرف أثقاله وأسراره ، وما انكشف في ملامح دمه الطاهر انه ميراث صعب وأمانه حتى أوان القيامة.
انغمس اسمه في عين الشمس والقمر كما روى في عمق الارض دمه ... ثم توقف القلم عن الكتابة فقلت له ماذا بك يا قلم فنطق القلم وقال : " آه ابو عمار .. من ولد في زمانه ... ومن ولد بعده .. ومن سيولد فيما بعد .. لن يستطيع ان يفتح كتاب العنفوان الا من خلال صوته ... ولن يعرف معنى البساطة الا من خلال روحه ، وليس بامكانه ان يعرف فنون قهر العدو الا اذا تسجل في مدرسته العرفاتية، في ذكرى رحيلك يا سيدي نجدد العهد والبيعة ، عهد الدم والوفاء، بان نبقى لروحك والقدس أوفياء، وان لا نحيد عن درب الشهداء، وان نكون على فلسطين امناء ، حتى يرفع شبل من أشبالنا او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق اسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس (يرونها بعيدا ونراها قريبا وانا لصادقون). نم قرير العين يا قائدي .. فقدسنا في العيون ،، نفنى ولا تهون ،، قسما بدمك انا على عهدك باقون ،، ولوصيتك حافظون ولن يموت البحر يا حارس البيدر.