القدس الشريف- حافظ البرغوثي
بدأت الماكينة العقابية الاحتلالية عملها في القدس الشريف لتقويض الوضع الاقتصادي للمقدسيين بشن حملات ضريبية وايقاع غرامات باهظة على اصحاب المحلات بسبب او دون سبب بهدف كسر ارادة المقدسيين وتحاول بلدية الاحتلال وضع يدها على مسرح الحكواتي بحجة ديون ضريبية وصولا الى تسليمه لجمعيات استيطانية في الوقت الذي عقدت فيه حكومة اليمين جلسة امس وخصصت 100 مليون شيقل لدعم السياحة واصحاب الاعمال اليهود في القدس في غياب اي دعم للمدينة المقدسة ومؤسساتها التي تحتضر تحت اعيننا، بل وفي ظل تحريم زيارة القدس من قبل بعض المتحزبين المتكرشين والمتآمرين الفساءين، وكأن سفك دماء المسلمين في الفتن المستشرية التي يؤججها الفساؤون هي لصالح الاسلام اما دعم المقدسيين وصمودهم وزيارة المقدسات فهو رجس في نظرهم عماهم الله وخزاهم الى يوم الدين لتثبيطهم همم المسلمين على شد أزر القدس واهلها في مواجهة الاحتلال والتهويد.
ولعلنا نلاحظ ان الباعقين والزاعقين في ساحة المسجد الاقصى الذين يظهرون لعرقلة زيارة اي وفد عربي او مسلم للمسجد يختفون عندما يدنس المستوطنون ساحات الحرم وكأنهم نبت شيطاني لا فائدة منه، فالقدس الآن بحاجة الى نظرة جديدة لمعالجة شؤونها وليس بالقطعة او على طريقة كل واحد يقلع شوكه بيده، لأننا امام تحديات تستوجب تركيز شؤون المدينة واهلها في جهة واحدة وايجاد السبل لدعم صمودها وحل مشاكلها ليس كمنة بل كواجب مقدس، وعلى المؤسسات الخيرية والتمويلية الفلسطينية والعربية رعاية مؤسسات القدس بشكل مدروس وضمن استرتيجية بعيدة المدى كما يفعل أثرياء اليهود مع الجمعبات الاستيطانية في القدس الشريف ام ان صنف الشرفاء منا في انخفاض او إنقراض!