" علي الخليلي نجما متلألأ في سماء فلسطين رغم الغياب " - فراس الطيراوي
"ويشرق الصبار والفخار والحصير / وتشرق المخيمات / يا مخيماتنا / يا دمنا / يا لحمنا / ومجدنا / ونجمنا الذي ينير.. / فالشتات غير ما بدا الشتات / ها.. والفلسطيني والحياة / يصعد من جراحه / وفي جراحه / وفي قيوده / وفي صموده / يستبسل الوحيد والشريد والشهيد والفقير / يقاتل / ويدفع القوافل / قوافلاً.. قوافلاً.. قوافل / تملأ من منازل الوعد منازل / ومن صباحها جداول / ومن ترابها مشاتل.. / ليصبح الحديد والفولاذ والقصدير / مقبرة الغزاة..".. " الشهيد الشاعر علي الخليلي ". تغمده الله وأمطره بشأبيب رحمته واسكنه جنات الفردوس مع النبين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
ومما دعاني للكتابة أني رأيت كلمة جميلة لزوجته ورفيقة دربه الأديبة والإعلامية "سامية فارس" فقررت ان اكتب هذه السطور القليلة من باب الوفاء لشخصه وذكراه فهو اهل للوفاء والمروءة والسخاء والاخلاص حتى لو كنت متاخرا نوعا ما، فهو قامة شعرية ووطنية شامخة كشموخ جبال الجرمق وجرزيم وعيبال،فكلماته وشعره يمنح كل من يقرأه القوة والعزيمة، والصمود والارادة، فهو دوما كان يشكوا الآلام شعبه بكبرياء ويتطلع الى الفجر القادم والذي ستشرق فيه شمس فلسطين رغم أنف المحتلين والمتأمرين على القضية.
فهو المعبر من خلال أشعاره وكتاباته عن ضمير الشعب الفلسطيني ووعيه الوطني وتمسكه بالثوابت والقيم الحضارية والثقافية ، حيث تجلت القضية الفلسطينية وآمال وآلام الفلسطينيين في أعمال وتجارب الخليلي وكان على الدوام حارسا أمينا على الثقافة ودور المثقفين ليبقى دورهم أساسيا ومتقدما في الصراع مع الاحتلال الصهيوني الغاشم.
فالهامات تنحني اجلالا واكبارا له ولشعره، فالشعر أغنية وأمنية وفعل، والشاعر الذي ينشد للوطن إنما يحاول قدر المستطاع ان يحمل هم البشر، والشجر، والماء، والشارع وكل الوجوه، كما يحاول ان يدخل في الفعل ليكون فاعلا مؤثرا، ذات بصمة في كل خطوة تمضي الى الامام فمن هنا أهميّة الشعر كما أهمية الشاعر.
وفي حسن الختام لروح الشاعر والأديب الكبير علي الخليلي السلام، فلن يغيب من الذاكرة وسيبقى نجما متلألأ في سماء فلسطين.
نبذه قصيرة عن حياته : علي فتح الخليلي ولد عام 1943 في حي الياسمينة - القصبة - بمدينة نابلس، وحصل على مؤهل عالٍ في الإدارة العامة من جامعة بيروت العربية، ترأس الراحل تحرير عدد من الصحف والمجلات في الارض المحتلة، عمل رئيسا لتحرير( الفجر الثقافي ) ثم رئيسا لتحرير جريدة ( الفجر) المقدسية، وأسس مع رفاق جيله اتحاد الكتاب الفلسطينين، وله بصمات واضحة في أدب المقاومة ، وشغل منصب وكيل مساعد وزارة الثقافة منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية حتى عام 2005،أختارته وزارة الثقافة الفلسطينية شخصية العام الثقافية لعام 2011، حصل على وسام الاستحقاق والتميز الفلسطيني، وقلده إياه السيد الرئيس محمود عباس"تقديرا من الشعب الفلسطيني لدوره الأدبي والثقافي وإسهاماته في المجالات الإبداعية في ميادين الشعر والقصة والدراسات للموروث الشعبي الفلسطيني". توفي بمنزله بمدينه رام بتاريخ 2 / أكتوبر / تشرين الاول 2013 اثر مرض عضال.
ومن دواوينه الشعرية : تضاريس من الذاكرة 1973 - نابلس تمضي إلى البحر 1976 - تكوين للوردة 1977 ، جدلية الوطن 1978 ، الضحك من رجوم الدمامة 1978 ، انتشار على باب المخيم 1978 ، مازال الحلم محاولة خطرة ،1980 ، وحدك ثم تزدحم الحديقة 1981 ، نحن يامولانا 1984 ، سبحانك سبحاني1990 ، القرابين إخوتي 1996 ، هات لي عين الرضا، هات لي عين السخط 1996 .
ومن أعماله الإبداعية الأخرى : المفاتيح تدور في الأقفال (رواية) ، ضوء في العتمة (حكاية) ، عايش تلين (حكايات للأطفال ) ، الكتابة بالأصابع (حكايات وجدانية).
ومن مؤلفاته، التراث الفلسطيني والطبقات، البطل الفلسطيني في الحكاية الشعبية، أغاني الأطفال في فلسطين، أغاني العمل والعمال في فلسطين، النكته العربية، الغول: مدخل إلى الخرافة العربية، شروط وظواهر في أدب الأرض المحتلة .