المستعربون ما هم إلا كلاب ضآلة - تمارا حداد
ايها القادمون في زمن الهزيمة .. ايها الحاقدون تبحثون عن وطن بلا أزهار ، بلا تاريخ ، بلا حدود ، بأيديكم المعجونة بدماء الاطفال ، وبأفعالكم الرذيلة تتلونون كالحرباء ، اعداء غيب لا يسلم صاحبه ، لونهم عربي شرقي ولكن بذمم قبيحة ، يتظاهرون بالوفاء كأنهم احمالا وديعة وإذ بهم ذئاب وثعابين مبينه يبتسمون ابتسامة المكر والخديعة ، اعمالهم الخبيثة لا تتعدى الدقائق ولكنها دقائق الموت والفراق ، حجارتهم كدموع التماسيح ولكن يذرفونها بعد افتراس المناضلين ، دهائهم ايذاء وتدبير المؤامرات وإلحاق الموت المحتم ، هؤلاء المستعربين وبالعبرية المستعرفيم ...
المستعربين هم وحدات امنية سرية وخاصة تابعة للجيش الاسرائيلي ، فهي وحدات صهيونية انشئت في الثلاثينيات تعمل مع منظمة الهاجاناه تتشكل من جنود يتصفون ببشرة وملامح مشابهة للملامح العربية يخضعون لتدريبات خاصة ضمن قرى تشبه القرى الفلسطينية يتعلمون كافة تفاصيل الحياة الفلسطينية ودراسة لغتهم العربية وفي الغالب هم يعيشون في بلاد عربية يعرفون عاداتهم وتقاليدهم . فهم وحدات سرية بين اللعبة والواقع وهم كفرق موت منظمة وموت سريع مؤجج وأسمائهم عديدة مثل دفدوفان وشمشون والجدعونيم ووحدة اليمام ووحدة هاعنيدونيم ومتسادا..
هدف المستعربين هو قمع الانتفاضات وتحريض الشباب على رمي الحجارة حيث تراهم بكثرة عند نقاط التماس والمواجهات حيث يقومون بسحب الشباب الى نقاط التماس او الاتصال بهم كعمل مثلا برنامج تلفزيوني من اجل جذبهم عند نقاط التماس وسحب الشباب باتجاه تواجد الجيش ليسهل اعتقالهم والاستمرار بالأعمال الدموية والوحشية او اسرهم داخل معتقلات فاشية .
ليس فقط مهمتهم عند نقاط المواجهات وقد يتواجدون داخل المجتمع الفلسطيني لأخذ معلومات ومعرفة اماكن تواجد الجرحى وقد يعيشون في اواسط المدن بأسماء عربية وهمية يأخذون قسطا من الراحة مع فناجين قهوتنا الصباحية وعلى ارصفتنا يتسامرون ويضعون الهاتف على اذانهم لإنعاش اساطير اسباط بني اسرائيل فهم دعائم الجيش الاسرائيلي .
تراهم يمثلون دور شاب يرمي الحجارة او يتقمص شخصية امرأة تلبس عباءة سوداء مطرزة بطراز فلاحي وخيوط حمراء وخضراء وعلى رأسها كوفية فلسطينية تلثم وجهها لا ترى سوى عينيها المكحلتين بكحل الظلام الدامس وداخل عينيها حقد وكراهية لترسم غدر وإطاحة الشرفاء وتحمل حقيبة داخلها ديباجة القتل والإرهاب .
وقد ترى المستعربين يتمثلون بادوار الصحفيين والمسعفين والأطباء او المتضامنين الاجانب او يركبون سيارات لشراء الادوات المستعملة او سائحين او يتمثلون بصفة طلاب مدارس او بزي تجار خضار وفواكه او على بسطة يبيع الفلافل والذرة. يستخدمون المراكب الفلسطينية ولباسهم فلسطيني بحت ومعهم مسدسات الموت ، وقد تجد بمكان معين مستعرب يلبس لباس معين ولون معين اذا به نفس الشخص بنفس لباسه وشكله وحجمه وطوله واقف باتجاه اخر فالمستعربين قد يكونوا توائم حتى يتوه المنتفض بين حلم وحقيقة .
فنجاح مهمتهم ترتبط بمدى سرعتهم والاحتفاظ بسرية المهمة فملامحهم شرقية بأعمال اجرامية يستعملون الخطط الهجومية مثل الحيوانات يفترسون على الضحية دون رحمة ، اساليبهم قمعية كإطلاق الرصاص من مسافة الصفر ورش الغاز والضرب ، رؤوسهم ممشوطة بأقدام قبيحة ووراء قناعهم سم الخيانة.
يا شباب الهبة احذروا العفوية والسذاجة عند نقاط التماس وداخل المدن فحفر المستعربين كثيرة وإذا وقعتم بها لن ينقذكم احد حينها لن الندم ، فوجوههم عديدة وعيونهم تفضحها اعمالهم ، لا تكونوا عرضة للاستغفال او الخداع والذي يوقع الى مهاوي الطريق ، دهائهم ايذاء وتدبير المؤامرات وإلحاق الاعدام المؤدلج .
ايها الشباب الاحرار فلسطين تبحث عنكم . لا تتركوا فلسطين وحدها خذوا حذركم واتخذوا الحيطة مأوى لكم حتى يظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود ، لا تحزني يا فلسطين فقدرك دوما ان تكوني بوابة التاريخ وذاكرته والشاهد الحي عليه وأرضك محشرهم الى زوال لا محالة ...