وثيقة الخارجية الاسرائيلية... استحمار للعالم - موفق مطر
تحدثنا في المقالة السابقة عن استهداف المملكة الاردنية الهاشمية بوثيقة وزارة الخارجية الاسرائيلية ونزع ولايتها القانونية عن الأماكن المقدسة في القدس الشرقية، واليوم نتحدث عن استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة في حرب حزيران من العام 1967، والولاية القانونية لدولة فلسطين المعترف بها كدولة عضو مراقب في الأمم المتحدة...لكن قبل ذلك نسأل (فطاحل) هذا المشروع الصهيوني المنسوخ الممسوخ هل كان قرار دولة الاحتلال (اسرائيل) بضم الجولان السورية، لأن الجمهورية العربية السورية لم يكن لها ولاية على هذا الجزء العزيز المقدس من ترابها ؟! وهل كان لليهود علاقة تاريخية بهذه الهضبة او ملكية ما كما تدعي وثيقة نتنياهو كمبررات وذرائع لشرعنة جريمة الحرب، وجريمتها ضد الانسانية (الاستيطان) ؟! مجرد ان يعلن نتنياهو قبوله بحل الدولتين ولو لفظيا يلغي بالقطع اي مصداقية لوثيقته التي ستفجر ضحك العالم على (تخريف) هذا المستكبر الذي يعتقد كما قادة الجماعات المستخدمة للدين ان العالم يبدا معهم وينتهي بهم !!. سينفجر العالم ضحكا على نتنياهو، بسبب هبوط قدراته المعرفية، وجهل معدي وثيقته (الاستراتيجية) التي لاتصلح الا كورق تواليت في حمامات مكاتب وزارة خارجية دولته المتمردة على القانون الدولي، فهؤلاء (الخبراء) الذين يحاولون استحمار العالم، يتجاهلون عن عمد قرارات الأمم المتحدة 194 و181، و67/19وقراري مجلس الأمن مثل القرارين 242 و338 المتعلقة بالقضية الفلسطينية على سبيل المثال لا الحصر، يظنون انهم باستبدال مصطلح الضفة الغربية التي سميناها في قانوننا الضفة الفلسطينية، والمعروفة في كل خرائط ووثائق دول العالم بـ (west bank)، يظنون انها ستصبح يهودا وسامرة دولة اسرائيل الداعشية اليهودية،ان العالم سيسلم فورا بقرار نتنياهو الذي ظن ان استكباره على البيت الأبيض سيمكنه من الاستكبار على العالم كله وقوانينه وقراراته وارادته. كفلسطينيين يعلم نتنياهو ومن سبقه ومن سيليه على سدة الحكم في دولة الاحتلال ان الشعب الفلسطيني هو الحقيقة التاريخية والطبيعية والقانونية على هذه الأرض، ويدرك كما ادرك سابقوه وسيدرك الآتون بعده حجم فشل مشروعهم الصهيوني الاحلالي الاستيطاني، لنقم بنظرة سريعة الى تجذر مليوني فلسطيني في المثلث والنقب والجليل والساحل من فلسطين التاريخية والطبيعية، وصمود حوالي خمسة ملايين فلسطيني في الضقة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة، واصرار حوالي مليوني فلسطيني في دول الجوار والمهجر على حق العودة يعني ان عليهم (شرب منقوع وثائقهم) فلا الوثائق المزورة ولا ما يسمونها الكتب المقدسة المحرفة، ولا الوقائع التي يفرضونها بقوة الاحتلال ستمكنهم من شرعنة احتلالهم واستيطانهم، الا في حالة واحدة وهي المستحيل بعينه أن يكف الشعب الفلسطيني عن المقاومة المشروعة الميدانية على ارضه، وفي ميدان القانون الدولي لينتزع الوثائق الحقيقية من ذاكرة العالم المقدسة منها والوضعية. بامكان دولة الاحتلال شرعنة احتلالها واستيطانها اي شرعنة جريمة الحرب، فقط اذا رفع الفلسطينييون الراية البيضاء..لكن من اين لهم مستحيل قادر على هزم هذا المستحيل الفلسطيني، فرفع الراية البيضاء من سابع المستحيلات على شعب مازال يقاوم منذ مئة عام، وفي كل عام يبدع مقاومة اقوى واشد. يعلم هؤلاء الناكرون لحقنا في الحياة في وطننا فلسطين، ان ثورة تكنولوجيا السلاح والمعلومات، والاعلام والاتصال، لايمكنها الانتصار على ثورة شعب لأنها فكرة حياة مضادة لمفاهيم وتعاميم الموت، لايملك الباطل القدرة على مسها ابدا، وان تكنولوجيا السلاح والحرب وغيرها فانها خاسئة حتما امام ارادة المؤمنين بالفكرة، فكيف اذا كانت الفكرة هي الوطن ؟!... يعلمون لكنهم مستكبرون !!. كل يوم يطلع على حكومة نتنياهو نتأكد ان الجمهور الاسرائيلي مبتلى بجماعة (يهودية داعشية) تأخذه الى المجهول، فحكومة نتنياهو المتطرفة لا ترى في هذا العالم الا مصالح هذا الائتلاف الداعشي اليهودي الدموي، حكومة تسعى لمعاكسة مسار الزمن لفرض مفاهيمها على العالم حتى لو ادى ذلك الى تدميره.