" سمير القنطار نزوح نحو الفردوس " - فراس الطيراوي
{ مِّنَ لْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ للَّهَ عَلَيْه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ...}
سمير القنطار فدائي قلبه نابض بعشق فلسطين، ثائر جمع في عينيه أحزان الأرض، سجّل في عين الشمس أنّه لا يريد من حياته إلّا جهاداً، ومن جهاده إلّا غفوة الشهادة.وصار للمقاومة أميناً، بعد أن آمنت السماء والأرض، بأنه إشراقة في هذا الزمن، له حكايات على امتداد الأرض وبلون ترابها، لم يعش كثيراً، لكنه سيعيش طويلاً، فالمقاومة إنما هي تاريخٌ وذاكرة، والشهادة حكايةٌ تبتدئ عندما يلامس الدم وجه الأرض، فليس أصعب من الكلام في حضرة الشهداء عن الشهداء.. حتى لو خرجنا من تلك العقدة، وبدأنا الكلام كما نفعل الآن يبقى السؤال المر عالقا في الحلق..ما جدوى الكلام !!؟ الإجابة فقط خطها "سميرالقنطار" بدمه الأحمر القاني ... خطها شهدائنا الابرار، وأسرانا البواسل، وجرحانا الأبطال، والمطاردون من أبناء وبنات شعبنا المكافح دموعا حرى ودماء غالية وسنوات من الكد والشقاء ، وحياة قدمت على عتبات الوطن فداء لعيون حريته وكرامة شعبه . نقرر ذلك في حضرة الشهداء .. ونكتب ذلك ليس تخليدا لذكرى الشهداء .. فذكراهم خالدة رغما عنا ، ولكن علنا نوفهم بعضا من الدين .. سمير القنطار الثائر ..الأسير..المطارد..والقائد الشهيد الذي جمع المجد من أطرافه كلها فبعد خروجه من الأسر كان صدره وسلوكه مفعم بالدفء والحنان وروح التعاون والتكافل ونصرة المظلوم وتبني قضايا المحيط أكثر من الاعتناء بنفسه، وفي الجانب النضالي جسد أسطورة رائعة من الانتماء والتواصل النضالي منذ نعومة أظفاره وحتى يوم استشهاده وشعار التواصل النضالي لا يفارقه قولاً وعملاً، ففي الأسر كما بعد التحرر كان دائما ممتشقا سلاح النضال والبناء من اجل هذه الامة وفي سبيل نهضتها ووحدتها وتقدمها وفلاحها، وحتى يكون لها مكانها اللائق تحت الشمس. فسلام عليك يا سمير القنطار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّا مع النبين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.