نحو الكارثة- حافظ البرغوثي
يحاول اعضاء كنيست من اليمين المتطرف تمرير مشروع يقضي بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى وفي اي مكان يريدون، وقدم المشروع عضو في البيت اليهودي ووقع عليه خمسة اعضاء من الحزب نفسه والليكود. وهذا المشروع يعني ان هناك نوايا شريرة تجاه المسجد نحو تغيير الوضع الحالي الذي يختلف ايضا عن الوضع الذي كان حتى عام 2000 وايضا يخرق التفاهمات الاردنية الاسرائيلية الاخيرة برعاية اميركية حول المسجد. وقبل هذا وذاك يصب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة في القدس الشريف في مواجهة الاستفزازات الاستيطانية في المدينة المقدسة والانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد واقتحامه بشكل يومي.
فالمشروع في حالة اقراره او عدم البت فيه هو عمليا بداية للنوايا الاحتلالية بالتقسيم المكاني والزماني للمسجد لأن مجرد وجود مشروع قانون من هذا النوع يعني فتح شهية الجماعات المتطرفة لكي تكثف انشطتها غير الشرعية في المسجد ومحاولة فرض وقائع على الأرض بإدخال رموز دينية يهودية والعمل نحو ايجاد موطئ قدم في الحرم القدسي ما يعني زيادة الوضع اشتعالا بما يحمله هذا من زيادة منسوب الدم المسفوك يوميا لخلق مناخ ملائم لاعداء السلام ودعاة الاستيطان لكي يواصلوا برامجهم العنصرية المعادية للحوار والسلم في المنطقة وبالتحديد في مدينة الرسالات والانبياء.
ان انشغال العالم بما يحدث في المنطقة من حروب وفتن يشارك فيها الجميع ويصطف فيها اصدقاء واعداء واعدقاء في خنادق يتبدل شاغلوها بين ليلة وضحاها لا يعني ان ما يحدث عندنا هو امر بسيط بالمقارنة مع مجريات الاحداث الجارية من حولنا، بل ان ما يمس المقدسات كفيل بتفجير المنطقة بطريقة لا يتخيلها احد الان ما يدفع باتجاه حرب دينية تكون من اسوأ الصدامات واكثرها استعصاء على الحل. ولعل استمرار حكومة اليمين في تجاهل افاعيل المتطرفين فيها هو بمثابة ضوء أخضر نحو بداية المسيرة نحو الكارثة المحققة للجميع.