" مراد السوداني زهرة برية " - فراس الطيراوي
بادئ ذي بدء نبعث باسمى آيات التهاني والتبريكات من شيكاغو الى فلسطيننا الحبيبة، و نبارك للشاعر " مراد السوداني" الأمين العام للأدباء والكتاب الفلسطينينيين، بفوزه بالنائب الثاني لإتحاد الكتاب والأدباء العرب، سائلين المولى عزوجل ان يكون ذلك دافعا لكم لتقديم مزيدا من العطاء، وان يوفقكم في مهمتكم الجديدة،ويعينكم على تحمل المسؤولية، فحقا وبعيدا عن المجاملة، هذا اختيار صائب، وسديد ينطبق عليه المقولة السائدة والشهيرة " الرجل المناسب في المكان المناسب"، و خطوة ثقافية هامة في الاتجاه الصحيح، من اجل اعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة، وتصويب البوصلة نحوها في هذه الفترة العصيبة، والحساسة، التي تمر بها قضيتنا الوطنية بشكل خاص، ومنطقتنا العربية بشكل عام.
والمعروف عن الشاعر والأديب السوداني بعد النظر، ورجاحة الفكر، وسداد الرأي، ويكفيه فخرا انه يمثل الخط المقاوم، وضد التطبيع والمطبعين جملةً وتفصيلاً على المستويين المحلي والعربي.
السوداني نقي مثلُ زهرةٍ بريةٍ تنهضُ عند ساعة الفجرِ في حدائق فلسطين الحانية، عصامي، ومحاصر بأبجديات الانتماء ل فلسطين والعروبة، ومولود في بيئة فلاحية بسيطة لم تكن طريقه مفروشة بالورود، والرياحين، بل كانت محفوفة بالمصاعب، والمتاعب، والمخاطر، رأس ماله التحدي للوصول للقمة بعزيمة، واصرار، وثبات، فإسمه غني عن التعريف وأشهر من نار على علم.
وطالما تحدثنا عن الشاعر مراد السوداني، فلا بد لنا ايضا ان نذكر الرواد الأوائل، والقامات الكبيرة من الشعراء والأدباء والفنانين التي زخر بها تاريخنا الفلسطيني، وحفروا لهم طريقا في ذاكرتنا " زهير ابو سلمى، ابراهيم طوقان، عبد الرحيم محمود، غسان كنفاني، كمال ناصر، محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زياد، هارون هاشم الرشيد، معين بسيسو، راشد حسين، يوسف الخطيب، طلعت سقيرق، سالم جبران، حنا ابو حنا، شكيب جهشان، يحيى برزق، خالد ابو خالد، منيب فهد الحاج، علي الخليلي، فدوى طوقان، حنان عواد،جابر عبدالله البطة، محمود شقير، فاروق مواسي، المتوكل طه، عبد الناصر صالح، زياد محاميد، محمود الدسوقي، احمد دحبور، ادوارد سعيد، ابراهيم ابو لغد، خليل السكاكيني، ناجي العلي، اسماعيل شموط،ناجي علوش، ابو عرب، صلاح الدين الحسيني " ابو الصادق، مريد البرغوثي، رشاد ابو شاور، بكر ابو بكر، عيسى قراقع، معين الطاهر، والقائمة تطول، تغمد الله من أتاهم الأجل وأمطرهم بشأبيب رحمته واسكنهم جنات الفردوس، وموفور الصحة والعافية للأحياء منهم.
فلهؤلاء القامات دور بارز في الحفاظ على الهوية، و خدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عن عزتها وشرفها، وتسليط الضوء عليها، وترسيخ الحقوق الفلسطينية من خلال الكلمة الصادقة والمعبرة الأمينة ، ونقل معاناة شعبنا وإيصالها الى العالم من خلال الشعر، والأدب، والكتابة، والأغنية والرسم. فلا مجال للفصل بين الشعر والنضال، ولا قيمة للشاعر والأديب والكاتب والفنان ان لم يكن معبرا عن الجرح الفلسطيني النازف بكل تداعياته، فالنضال الفلسطيني كله مكمل لبعضه، وكل يناضل في موقعه،وتستحضرني هنامقولة قائدنا، ومعلمنا، وشمس شهداء ثورتنا " ابو عمار" طيب الله ثراه " ان الثورة ليست بندقية ثائر فحسب بل هي معول فلاح، ومشرط طبيب، ونبض شاعر، وقلم كاتب، وإبرة امرأة فلسطينية تخيط قميص زوجها الفدائي.
نبذة قصيرة عن الشاعر" ولد الشاعر الفلسطيني مراد السوداني في بلدة دير سودان قرب رام الله عام 1973. يحمل شهادتيْ البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة بير زيت. تولى منصب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ورئيس بيت الشعر الفلسطيني، والأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم.
عمل السوداني محررًا في صحيفة الأيام الفلسطينية منذ تأسيسها وحتى عام 1997، ثم انتقل إلى جامعة بير زيت ليعمل محاضرًا في برنامج الدراسات العربية المعاصرة خلال العامين 1997 و1998. كما شغل موقع رئيس تحرير مجلة "الشعراء" التي تصدر عن بيت الشعر الفلسطيني، ورئيس تحرير مجلة "أقواس" التي تعنى بالأصوات الشابة، ورئيس تحرير مجلة "الأسرى"، كما سجل مشاركات في العديد من المهرجانات الدولية والعربية.
صدرت للسوداني عدة دواوين شعرية منها "رغبوت"(1998) "إشارات النرجس" (2002)؛ "صداح الوعر" (2009) ؛ "السراج عاليا" (2009)؛ كما صدرت له عدة مؤلفات في الجمع والتحقيق لعل أشهرها "شعراء فلسطين في نصف قرن (1950-2000)".