لجنة التواصل ليست بديلا- عمر حلمي الغول
التجمعات الفلسطينية الثلاثة: داخل الداخل (48)، وداخل الاراضي المحتلة عام 1967، والشتات، لكل منها سمات وظروف خاصة. التجمعان الثاني والثالث، رغم التباين فيما بين شروط الجغرافيا السياسية لكل منهما، غير انهما يتشاركان بشكل مباشر ودون اية محاذير في منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في بقاع الارض المختلفة. ومع ان التجمع الاول فلسطينيي الـ48 جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، إلا ان القيادة السياسية للشعب الفلسطيني لم تحاول تحميله أكثر مما يحتمل، وتعاملت مع ممثليه بروح عالية من المسؤولية، واحترمت واقعه.
لكن تنظيما للعلاقات الاخوية بين ابناء الشعب الفلسطيني، أنشأت قيادة منظمة التحرير لجنة التواصل الوطني، ذراع المنظمة للتعاون والتنسيق مع ممثلي الاشقاء في الجليل والمثلث والنقب، وتعميق العلاقات الاخوية معهم، دون ان يعني ذلك، ان اللجنة بديل عن اية صيغة إختاروها لتمثيلهم. وخشية وتحسس البعض من اللجنة ليس له ما يبرره. لأن القائمين عليها، ليس في نيتهم، ولا في حساباتهم الانتقاص من قيمة اية شخصية اعتبارية في داخل الداخل. بل العكس صحيح، تعمل اللجنة لتعزيز دور الجميع، إن كان لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية برئاسة الاخ محمد بركة، او اللجنة القطرية لرؤساء البلديات والمجالس المحلية برئاسة الاخ مازن غنايم او القائمة المشتركة في الكنيست برئاسة النائب ايمن عودة.
إذا التخوفات والمحاذير غير المبررة عند بعض النواب او من في مقامهم، لا اساس لها من الصحة. وهي تخوفات غير مشروعة. لأن لجنة التواصل رئيسا واعضاء تحرص على مكانة كل مواطن في الجليل والمثلث والنقب، ومعنية بالتشبيك معهم جميعا، لتجاوز الفترة غير الايجابية بين ابناء الشعب الواحد، التي امتدت من عام النكبة حتى اواسط السبعينيات حين بدأت القيادات الفلسطينية في إعادة تقييم العلاقات مع الاشقاء، ليس هذا فحسب، بل وتثمين دورهم العظيم في التجذر داخل الارض، وحماية ما امكنهم حمايته من التاريخ والهوية الوطنية في ارض الآباء والاجداد. وبالتالي اللجنة تعتبر بمثابة سند شخصي وجمعي لكل مواطن فلسطيني في التجمع الاول.
كما تحرص اللجنة على مشاركة آلام وآمال الجماهير الفلسطينية العربية داخل الداخل. وخلق شروط افضل للتكامل بين ابناء الشعب الواحد، دون التدخل في برامج وآليات عملهم الخاصة، واحترام خصوصيتهم. ودعم مؤسساتهم التمثيلية، التي إختاروها لتمثيل مصالحهم في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية او على المستوى الجمعي المذكورة سابقا. وبالمقابل على لجنة منظمة التحرير برئاسة مدني المدني، الارتقاء بادائها من خلال تعميق عملية تنظيم عملها، ووضع خطة فصلية ونصف سنوية وسنوية، وعدم ترك الامور على ما هي عليه. بالتأكيد هناك بعض التفاصيل في التواصل مع ابناء الشعب في داخل الداخل، تندرج في الخطة، مع انها تخرج عن الضبط الدقيق، لاسيما ما يتعلق بمواساة المصابين بمصاب اليم في عزيز او حدث طارئ. لكن الناظم العام لعمل لجنة الواصل يحتاج إلى خطة عمل على الصعيدين الفلسطيني الفلسطيني، والفلسطيني الاسرائيلي، وتحديد الاهداف المراد تحقيقها خلال العام. ومن الضروري إسقاط الحسابات الصغيرة، وإزالة الشخصنة في عمل افرادها وطواقمها. وايضا على رئيس واعضاء اللجنة العمل مع كل القيادات والكوادر والمنابر السياسية والثقافية والاعلامية والاقتصادية والاستفادة القصوى من جهودهم وطاقاتهم، ليكون هجوم التواصل والسلام قويا وفاعلا وناجحا.
oalghoul@gmail.com