تركيا في مرمى نيران داعش- حافظ البرغوثي
عادت تركيا الى دوامة العنف بعد استقرار فريد في السنوات الاخيرة، لكن انغماسها في الشأن العربي بقوة وتحولها الى محطة عبور ودعم وتسليح وتدريب لجماعات معارضة سورية ادى الى تورطها في الازمة ما انعكس على سياستها الداخلية وخلق شريحة من العناصر المتطرفة المدربة على اساليب حربية كالتي تمارسها الجماعات في سوريا وليبيا والعراق. وقد نجح النظام التركي في تحييد داعش وحقق مكاسب من وراء ذلك لكن شهر العسل قارب على نهايته بعد تفجيرات انقرة ثم اسطنبول، كما ان التوتر في العلاقات بين روسيا وتركيا اضاف عنصرا جديدا من عدم الاستقرار في تركيا وهو عودة حزب العمال الكردي الى حمل السلاح مجددا الذي جاهرت موسكو بدعمه بعد اسقاط الطائرة الروسية في سوريا. وقد هربت تركيا الى الامام اي نحو اسرائيل لتغيير استراتيجيتها التي فشلت في المنطقة العربية وتريد جني ثمار تجديد العلاقات مع اسرائيل بما يحمله ذلك من مزايا اقتصادية كتعويض عن الغاز الروسي ومشروع انبوب الغاز الروسي المتفق عليه مع موسكو والذي بات مهددا بالتوقف، وتحاول تركيا ان تكون منفذا لتصدير الغاز الاسرائيلي نحو اوروبا وهو ما ترفضه اسرائيل لأنها لن تضع غازها في سلة تركيا لتتحكم به كما ان اسرائيل معنية بتصديره عبر اليونان نحو دول البلقان.
تركيا الآن في مرمى نيران داعش حيث توجد بنية تحتية لداعش من الاتراك وفي مرمى الاكراد ايضا، وهي تحاول الآن الفكاك من تبني جماعة الاخوان المسلمين طالما تقاربت مع اسرائيل وتريد فتح صفحة جديدة مع اوروبا وتحاول تعويض الإخوان بتخفيف الحصار عن غزة وهو ما تستطيع اسرائيل ان تمن عليها به حاليا ضمن ضوابط معينة تبقي حماس في دائرة مغلقة تحت رحمة اسرائيل وتركيا معا. فمصر ترصد التقارب التركي مع اسرائيل بحيث لا تتحول غزة الى ملاذ لقيادات الاخوان المصريين عبر تركيا واسرائيل مع ان واشنطن لا تمانع بل وتحث تل ابيب على التحرش بمصر لأن السياسة الاميركية ما زالت قائمة على نشر عدم الاستقرار في مصر الى ما لا نهاية. فهل تلعب تركيا دورا جديدا في خاصرة مصر عبر اسرائيل ام انها تعلمت الدرس ولن تقحم نفسها في شؤون الآخرين؟