" جميلة بوحيرد غزلت من خيوط الشمس مجد تاريخها " - فراس الطيراوي
بمداد الياسمين وحبر الشموخ نكتب لصاحبة القلب النابض بالحياة، والمنتعش بالأمل، والمعطر بعبق الوطن الذي ارتبطت به منذ نعومة أظفارها، كإرتباط الجنين بالحبل السري لأمه، حيث غزلت من خيوط الشمس مجد تاريخها.
نكتب ل ياسمينة الوطن العربي المناضلة الجزائرية" جميلة بوحريد" التي وقفت كالسنديانة في وجه الظلم، والطغيان، والاستعمار الفرنسي الغاشم لبلادها،فدخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وكتبت سجلها النضالي بأحرف نورانية، وأثبت انها بألف رجل، فاستحقت لقب المرأة العربية الشامخة العالية الجبين بجدارة، كان لها صولات وجولات في معركة التحرير التي قدمت فيها جزائر الخير، والعطاء ، والشموخ، والكبرياء، والفخار المليون شهيد على مذبح الحرية والاستقلال من اجل دحر الاستعمار وكي تبقى راية الجزائر خفاقة في سماء العزة والكرامة والعروبة.
فمهما تحدثنا، او كتبنا بالقلم، تبقى كلماتنا، وكتاباتنا صاغرة عاجزة امام هذا الصمود الأسطوري في تلك الحقبة من الزمن.
قبل ايام بعثت المناضلة العربية الجزائرية "جميلة " رسالة الى أسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات الصهيونية تشد من ازرهنَّ، وتزرع في نفوسهنَّ الأمل، وتبشرهنَّ بإشراقة الشمس والحرية مهما احلولك الليل، فكانت لكلماتها صدى بين الاسيرات وبين عموم الشعب الفلسطيني الصامد لانها احد ابرز وجوه الزمن العربي الجميل وبطلة من بطلات الثورة الجزائرية الخالدة التي تنحني لها الهامات اجلالاً واكباراً وعلى طريقها تسير ثورتنا الفلسطينية المجيدة التي احتضنتها جزائر الرجال الرجال، والماجدات الماجدات، وقدمت لها ومازالت تقدم الدعم المادي، والسياسي،واللوجستي اللامحدود مما جعل الجزائر من اكثر الدول العربية والإسلامية احتضانا للفلسطينيين وقضيتهم وتناضل دوما للتخفيف من معاناتهم، ولم تحاول يوما من الأيام المتاجرة بالقضية الفلسطينية بل دوما حريصة عليها كحرص الام على فلذات أكبادها ، ومحاولتها الدائمة والصادقة والأمينة في جمع شملهم، وتوحيد صفوفهم ومواقفهم واعلاء كلمتهم وتقديم كل المساعدة لهم، فهي تتبنى القضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى يومنا هذا، فهي أول من افتتح مكتب لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" في العالم ومنحتهم جوزات سفر جزائرية لتسهيل مهامهم وأنشطتهم في العالم خدمة للقضية ، وعندما اغلقت العواصم العربية ابوابها تحت الضغوط الصهيوامريكية في وجه الشهيد ياسر عرفات ورفاق دربه الغر الميامين بعد حرب بيروت كانت الجزائر وشقيقتها تونس تفتح ذراعيهما وتحتضنهما، ولا ننسى ايضا مؤتمر اعلان دولة فلسطين، والزعيم الخالد الشهيد هواري بومدين تغمده الله وأمطره بشأبيب رحمته هو وقادة جبهة التحرير من ادخل القضية الفلسطينية أبواب هيئة الامم المتحدة.. وهو القائل ( نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة) وحسب شهادة من عاشوا في الجزائر من الفلسطينيين كانت ترعاهم وتعاملهم وكأنهم جزائريون وليسوا لاجئين كما تفعل كثير من الدول العربية لان فلسطين هي في عمق وجدانهم ومشاعرهم وأحاسيسهم ، وكلياتها وجامعاتها مفتوحة للفلسطينيين فلهذا تعتبر الدولة المارقة التي اسمها" اسرائيل " الجزائر العدو رقم واحد لها وذلك باعتراف قادتها وساستها فيوجد تصريح للمقبورة جولدا مائير تقول فيه "نحمد الله انه لا توجد حدود مشتركة مع الجزائر.
ختاماً ستبقى جميلة بوحريد سيدة الزمان والمكان، وأشهر من نار على علم، ونسمة عطرية تفوح بالعبق، ورمزا للوطنية والمرأة العربية المقاومة وانكار الذات رغم كل ما قدمته من تضحيات هكذا هن الماجدات اطال الله في عمرها.