ما هو البديل؟- يحيى رباح
رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو يغلق كل الطرق ويضيع كل الفرص المتاحة في ان تكون العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية علاقات بين شعبين يرغبان في صنع السلام ويرغبان في ان يعيشا الى جانب بعضهما البعض في دولتين مستقلتين كما بدأت المحاولة منذ التوقيع على اتفاق اوسلو في عام 1993.
ونتنياهو يخدع شعبه وشركاءه في الحكومة في تحميل المسؤولية للجانب الفلسطيني عن توقف المفاوضات منذ ربيع العام 2014 حتى اليوم مع ان القاصي والداني يعرف ان اسرائيل هي التي عملت كل ما في وسعها لافشال المفاوضات ووقفها نهائيا واغلاق الافق امام التعامل الجاد بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهي التي ذهبت الى حرب عام 2014 وقبلها الى التصعيد في الضفة والقدس وهي التي ذهبت الى الاوضاع الراهنة من الاعدامات الميدانية وموجات الاستيطان ونهب الممتلكات وتشجيع المجموعات الارهابية اليهودية وتحطيم الحياة اليومية للانسان الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة والقدس معتمدة على رهان خاطئ وعلى فرضية وهمية بان الشعب الفلسطيني ليس امامه سوى الخضوع للامر الواقع وان هذا الخيار لا بديل له.
المشكلة ان نتنياهو عبر انحيازه للاستيطان والارهاب اليهودي اصبح هو الزعيم الاوحد في اسرائيل ولا صوت آخر سواه، وهنا المشكلة تحديدا، لان هذا الوضع هو الذي يفجر العنف ويصاعد الكراهية ويزرع اليأس في قلوب الفلسطينيين، وهذا ما يجب ان ينتبه اليه المجتمع الدولي قبل حدوث الكارثة وقبل فوات الاوان، ليس هناك ما يبرر ان تترك اسرائيل وحدها لتقرر حياة الفلسطينيين وهي مستمرة في احتلال ارضهم ومصرة على ان العنف والقهر والارهاب اليهودي هو الطريق الذي يوصلها الى اهدافها الشاذة.
Yhya_rabahpress@yahoo.com