مواويل بلا صدى- حافظ البرغوثي
لفت نظري في كلمة الرئيس امام الإعلاميين تأكيده على الصمود والبقاء والتمسك بالأرض وتنمية الزراعة ودعوة رجال الاعمال الى التوجه نحو المشاريع الانتاجية للتصدير وليس المشاريع الاستهلاكية؛ فمعركتنا منذ البدء هي معركة صراع حول الأرض او معركة بقاء وليس بناء كما قلنا مرارا في هذه الزاوية ويجب علينا ان نجد السبل الكفيلة بترسيخ صمودنا على ارضنا لأن الاحتلال يعمل كل جهده لكي ينتزع الأرض من تحتنا لنكون معلقين في الهواء.
وقد قالها الرئيس بملء فمه ان من يبيع سنتمترا واحدا هو خائن ويجب مساءلته.
واعتقد ان الرئيس افرد بعض الوقت للحديث عن مقومات الصمود مثل اعادة النظر في مناهج التعليم لتكون اكثر علمية وايضا توفير الاموال التي تصرف على العلاج الخارجي كالسرطان عن طريق البدء في مشروع مستشفى الشهيد خالد الحسن لعلاج السرطان والاهتمام بالتميز والابداع لدى جيل الشباب واعلن انه اودع مبلغا من المال لدعم التميز والإبداع لدى الشباب.
هذه خلاصة لما يمكن عمله على الارض لدعم الصمود لكن يبقى موضوع الاهتمام بالارض والزراعة هو المحك وهو ميدان منازلة الاحتلال ومستوطنيه خاصة في المنطقة (ج) وقد قلت قبل فترة امام الرئيس لو كان الامر بيدي لشققت طرقا زراعية على كل الاراضي ليصلها المزارعون ولوفرت مشاريع وطنية لاستصلاح الاراضي ولجعلت موضوع الارض العنصر الاساس في العمل الحكومي، فالمشروع الصهيوني الاستيطاني بدأ بالزراعة عن طريق تعاونيات ودورات تدريب في الزراعة للمهاجرين اليهود لأن اليهود لم يكونوا يعرفون الزراعة في بلاد اتوا منها.
ويجب ان يكون اهتمامنا بالارض والزراعة على رأس جدول الاولويات ضمن استراتيجية وطنية هدفها حماية الارض والصمود وتوفير الغذاء لنا من ارضنا. فمن يتجول في الجبال والاغوار يصاب بما اسميه السكتة الارضية بسبب الاهمال والتصحر وتعرية التربة بفعل نبش الخنازير وتدمير الجدران الحجرية الاستنادية وقطع الاشجار بمناشير الحطابين خاصة الزيتون ومن يريد انعاش الارض عليه حمايتها من الخنازير والمستوطنين واصحاب المناشير قبحهم الله جميعا، ودون ذلك يبقى التغزل بالارض وحبها مجرد مواويل بلا صدى.