السفارديم وإمتزاجهم بالثقافة العربية الإسلامية - حنا عيسى
المجتمع اليهودي ينقسم من الناحية الاجتماعية إلى طبقات، تتباين من حيث الأهمية والتأثير على حياتهم اليومية هما اليهود (الاشكنازيم) واليهود (السفارديم)، اما عن اليهود الأشكنازيم، فكلمة (أشكناز) هي مرادفة لكلمة (ألمانيا) .. مع انتشار اليهود الأشكناز في دولة ألمانيا العظمى، اكتسبوا يهودها هذا الاسم، في اللغة العبرية، تعني الأرض الألمانية، و(لشيون أشكناز) أي اللسان الألماني أو اللغة الألمانية .. وقد أصبح يـُشار بهذا اللفظ (أشكناز) إلى اليهود الألمان والفرنسيين، ومن هاجر من نسلهم إلى بولندا وليتوانيا، الذين قدموا من القارة ألأوروبية، وهي طبقة تتمتع بالغنى والهيمنة على المؤسسات السياسية والاجتماعية.
اما اليهود السفارديم (سفرديم) هم الذين تعود أصولهم الأولى ليهود أيبيريا (إسبانيا والبرتغال) الذين طردوا منها في القرن الخامس عشر، وتفرقوا في شمال أفريقيا وآسيا الصغرى والشام، وكثير منهم كانوا من رعايا الدولة العثمانية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وكانت لهم لغة خاصة هي "لادينو" وكانت اللغة مزيجًا من اللغة اللاتينية وتحوي كلمات عبرية، ولكنهم تحدثوا لغات البلاد التي استوطنوها، كالعربية والتركية والإيطالية.
وتعود كلمة "سفرد" إلى إحدى مدن آسيا الصغرى فسرها العهد القديم ضمن بلاد الأندلس وأطلقت عليها من ذلك الحين. نتيجة للتأثير والتأثر الطبيعي للمهاجرين اليهود تحولت لغتهم العبرية إلى خليط من العبرية واللاتينية فيما عرف باللادينو مع طرد المسلمين من الأندلس في القرن 15، بالتحديد سنة 1492 م، وأفول نجم دولتهم هناك تفرق اليهود (أو كثير منهم) في حوض البحر المتوسط وشمال أفريقيا في حين بقى البعض الآخر في إسبانيا نظرا للعامل الاقتصادي متحملين الحكم القوطي ومحاكم التفتيش الإسبانية، حيث أصبحوا يعرفون بالمسيحيين الجدد.
السفارديم وامتزاجهم بالثقافة العربية الإسلامية
ادعاء (السفارديم) بالمشاركة فى بناء تاريخ وثقافة المنطقة ليس بجديد ففى كل مكان يعيشون فيه يدعون ذلك، ففى حكم فرانكو (وذلك ما بعد الحرب الأهلية) يدعون أن له علاقة بهتلر والنازية، وأنه كان يعاونه فى سد الطريق على يهود ألمانيا فى الهروب وأن ذهب اليهود كان فرانكو مسؤول عن تهريبه إلى حسابات سرية ببنوك سويسرا. والطريف فى الأمر أن فرانكو هذا ذو أصول يهودية وهذا ما يؤكده رئيس حاخامات أسبانيا بشكل قاطع، وكذلك قوة اليهود التى نمت وقويت فى أسبانيا فى فترة حكمه، فرئيس الجمعية اليهودية (ماكس مازن) وعلاقاته المريبة بوزارات حكومة فرانكو وكذلك علاقاته بأبرز رجال الأعمال والصحافة، ونجد أن أكثر المدن التى يتغلغل فيها اليهود هى برشلونة، ونستطيع أن نقدر حجم هذا الانتشار إذا عرفنا انهم يمتلكون أكبر بنك فى برشلونة بل أكبر بنك فى المنطقة بأكملها.
وبالعودة الى عام 1992 وهو العام الذى مرت فيه خمسة قرون على اكتشاف كولومبس لأميركا وكذلك نفس العام الذى طرد فيه العرب الأندلسيين من أسبانيا بأمر من محاكم التفتيش، نجد أن ملك أسبانيا أعلن الاعتذار لليهود السفارديم المطرودين منها، وأعاد لهم الاعتبار، وذلك بمنح الجنسية الأسبانية لكل من يرغب منهم دون التدقيق أو معرفة حقيقة أصولهم. والغريب أن العرب الأندلسيين الذين طردوا وشردوا وقتلوا بأمر من محاكم التفتيش لم يلقوا نفس المعاملة!.
والآن يزداد دور يهود أسبانيا (والذين يقدرون بـ 40 ألف نسمة) فى مجالات الاقتصاد والفنون والسينما والسطرة على وسائل الإعلام بشكل كبير ومحسوس ومريب أيضاً. ونجد أن فضائحم عديدة وآخرها فى مجال الرياضة، وتدخلهم فى كل المجالات مريب. والآن توجد العديد من الحركات المناهضة لهذا الخطر فى أسبانيا، ولكن تحارب وبشدة من اليهود تحت اسم أعداء السامية والنازية الجديدة.
يهود الدول العربية في اسرائيل
تشير الوثائق الصهيونية أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأول ديفيد بن غوريون هو الذي قرر جلب يهود الدول العربية، بعد أن كانت الحركة الصهيونية قد استبعدت جلبهم. وتذكر الوثائق الصهيونية أن مؤسسي الحركة الصهيونية خططوا لإقامة الكيان الصهيوني اعتماداً على اليهود الغربيين فقط، لكن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية ومع كل ما حصل لليهود إبان الحرب وخلالها، شعرت الحركة الصهيونية أنها تحتاج إلى تهجير اليهود في الدول العربية من أجل تحسين الثقل الديموغرافي لليهود في مواجهة الثقل الديموغرافي للفلسطينيين. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أمر بن غوريون بإرسال بعثات من المستشرقين اليهود للدول العربية التي يوجد فيها اليهود لجمع معلومات عنهم، ثم الشروع في محاولات إقناعهم بالهجرة. وعندما تبين لبن غوريون أن هذه البعثات لم تحقق النجاحات التي كان يأمل في تحقيقها، أمر جهاز الموساد بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الوجود اليهودي في العالم العربي، مثل تفخيخ وتفجير المعابد واغتيال الشخصيات اليهودية النافذة من أجل بث الفزع في نفوس اليهود ودفعهم للفرار إلى لكيان الصهيوني.
ولعل الأمر المهم جداً هو أن يهود الدول العربية في "إسرائيل" لا يستحقون صفة لاجئين فقد أصبحوا محتلين نهبوا ممتلكات الفلسطينيين الذين طردتهم العصابات الصهيونية المسلحة، وتنكرت غالبيتهم العظمى لبلدان المولد من جهة ومن جهة أخرى شكك قادة الحركة الصهيونية بيهوديتهم وولائهم للصهيونية. ولذلك كانوا وما زالوا مواطنين من الدرجة الثانية في إسرائيل يعانون أشكالاً عدة من التمييز والهوان السياسي والاجتماعي والاقتصادي في التجمع اليهودي الاستيطاني في"إسرائيل" الذي يرتكز ـ حسب التصنيفات الإسرائيلية ـ أساساً على ثلاث مجموعات، وذلك على النحو الآتي:
1. اليهود الذين ولدوا عاشوا في البلاد قبل قيام الدولة وسموا التسبار أي الصبار.
2. اليهود الذين قدموا من دول أوروبا وسموا الأشكيناز.
3. اليهود الذين هاجروا من الدول العربية و الإسلامية، أي من شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأطلق عليهم لقب "المزراحيم" أي الشرقيين. و"المزراحيم" مصطلحٌ عبريّ جامع يُستخدم للتعريف باليهود الشرقيين الذي كانوا يعيشون في البلاد العربية، وفي بلادٍ أغلبيةُ سكّانها مسلمون. وأصلُ المفردة هو "زرح" بمعنى "أشرق"،وهو مصطلحٌ يُطلق عليهم؛ ولكنّ كلّ قسمٍ منهم يعرِّف نفسَه بالبلاد التي أتى منها أصلاً: يهودي ـ مغربي، يهودي ـ جزائري، يهودي ـ سوري، الخ.
اليهود في الدول العربية والإسلامية
إن سر النفوذ الصهيوني في دول العالم يكمن في الأساليب التي يعتمدها اليهود للسيطرة على زمام الأمور في البلاد التي يتواجدون فيها من قلة عددهم وفي الوسائل التي يتبعونها للسيطرة على المرافق الحيوية التي جعلت من حاملي مقاليد السياسة في تلك البلاد خاضعين لهذا النفوذ الخبيث وتتمثل سيطرتهم على المرافق الحيوية في السيطرة على المال والاقتصاد، ووسائل الإعلام وبالتالي الأمور السياسية.
*فلسطين 3.100.000
*المغرب 50.000
* تونس 25.000
*العراق6.000
*سوريا 5.000
*الجزائر 3.500
*باكستان 500
*السودان 200
*غينيا 50
*مصر2.500
*إيران 80.000
*تركيا 44.000
*الحبشة 15.000
*لبنان 5500
*ليبيا 4000
*عدن250
*إندونيسيا 200 .