دولتان ام دولة واحدة- يحيى رباح
حل الدولتين الذي تحاول اسرائيل التنصل منه الآن عبر اغلاق الطريق امام المفاوضات، وعبر تصعيد العنف الذي تبنته بالمطلق حكومتا نتنياهو الثالثة والرابعة، وعبر تصعيد موجات الاستيطان والاقتحامات الدائمة للمسجد الاقصى وتكثيف الاعدامات الميدانية واستمرار اغلاق المناطق الفلسطينية ورعاية المجموعات الارهابية اليهودية، هذا الحل تمنته على الاقل اربع إدارات أميركية ابتداء من ادارة جورج بوش الاب ونزولا الى ادارة بيل كلينتون ثم ادارة جورج بوش الابن واخيرا ادارة باراك اوباما التي تمر الآن في فصلها الاخير، وعملت اسرائيل على افشال هذه الادارات الاربع بل وصل الامر في بعض الاحيان الى حد الاهانات الشخصية كما حدث في زيارة نتنياهو للكونغرس الأميركي دون علم او موافقة الرئيس الأميركي نفسه.
اسرائيل منذ وقعت مع منظمة التحرير اتفاق اوسلو في عام 93 عملت على اغلاق الطريق نهائيا امام حل الدولتين، واستطاعت القوى الاكثر تطرفا في اسرائيل ان تغتال الجنرال رابين شريكنا في صنع ذلك الاتفاق، وكان لسان حال تلك المجموعات الاسرائيلية المتنفذة يقول: لا شيء للفلسطينيين وانما فقط موجات من المفاوضات تعقبها موجات من العنف، ولكن لا ننسى ان مجموعات الاسلام السياسي في فلسطين ساعدت كثيرا هذا المنطق الاسرائيلي بان اتخذت موقفا معاديا من التسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني لقاء اوهام ليس من ورائها طائل.
الان اسرائيل تعرف انه اذا لم تكن تريد حل الدولتين لشعبين يعيشان في فلسطين التاريخية فان عليها ان تقبل حل الدولة الواحدة وهذا يجر الى اشياء كثيرة من بينها ان الفلسطينيين الذين يعيشون داخل فلسطين التاريخية هم قرابة ستة ملايين وان الفلسطينيين اللاجئين في المنافي القريبة والبعيدة يماثلون هذا الرقم ولهم الحق في ان يكونوا في قراهم ومدنهم ووطنهم وان هذا الحق مكفول بقرار اممي هو القرار 194، اذا اسرائيل تواجه المأزق التاريخي بعد ان قامت بعد سبع وستين عاما على اكتاف الخطيئة التاريخية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني وهذا يعني ان اسرائيل تهرب من المأزق الى المأزق، الفلسطينيون يواجهونها بالحضور الدائم والقدرة الفائقة على البقاء المؤثر رغم ما حل بهم من ويلات، وبعض هذه الويلات حلت بهم على يد فريق منهم وهم جماعات الاسلام السياسي الذين ارتكزوا الى وهم والذين ثبت لهم ان القضية الفلسطينية اكبر من كل الاوهام، وان الاسرائيليين غير قادرين على التظاهر بالحياة الآمنة وكأن الشعب الفلسطيني غير موجود، واكبر دليل على ذلك عبور هبة القدس الى شهرها الخامس وهي لا تزال في قمة التاثير والتوهج.
Yhya_rabahpress@yahoo.com