القيق يواصل التحدي- عمر حلمي الغول
الصحفي محمد القيق يواصل الاضراب عن الطعام منذ 21 تشرين الثاني 2015 في سجون الاحتلال الاسرائيلي. ووجوده في مستشفى "هعيمق" في العفولة لا يلغي حقيقة أنه يخضع للاعتقال الاداري، الذي تأبى حكومة نتنياهو ان تلغيه كليا، لان إلغاءه لا يخدم سياساتها التمييزية ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
74 يوما خلف القضبان والصحفي القيق، رغم الوهن الشديد في صحته، إلا ان شعاره في السجن الاسرائيلي: "إما شهيدا او حراً طليقا"، هو الناظم لكفاحه حتى بلوغ حريته. لا سيما ان محمد لم يفعل شيئا يؤدي لاعتقاله. ولم تقدم محاكم دولة الاحتلال الاسرائيلي حتى الآن ما يدينه بأي نشاط معاد من وجهة نظرها. إذاً لماذا يبقى القيق في الاعتقال؟ ولماذا لم يسقط عنه كليا الاعتقال الاداري وليس تجميده كما اقرت المحكمة العسكرية الاسرائيلية الخميس؟ ولماذا تُصر حكومة نتنياهو وسلطات سجونها بارغامه على التغذية القسرية، مع انها تعلم ومعها نقابة الاطباء الاسرائيلية، ان هذا الطريقة في الغذاء، جريمة تتنافى مع قواعد القانون والشرائع الدولية؟
اسير الحرية الاعلامي القيق، يعلم ان معركته، هي معركة ابناء الشعب العربي الفلسطيني جميعا بغض النظر عن التباينات والاختلافات السياسية او الفصائلية. لان حريته، هي جزء من حرية الكل الفلسطيني خاصة اسرى الحرية. وبالتالي عليه مواصلة معركة الامعاء الخاوية ضد حكومة قطعان المستعمرين الصاينهة، والا يستسلم لانتهاكات سلطات السجون او ما تسمى لجنة "الاخلاقيات الطبية" في مستشفى العفولة، التي لا تعرف الاخلاق او تنضح من اخلاق التمييز العنصرية.
ولادراك الشعب وقواه الحية العلاقة المتبادلة بين صمود وتحدي وانتصار الصحفي محمد وبين تحقيق الاهداف الوطنية، لذا واصلت قطاعات وفئات وشرائح الشعب تضامنها مع اسير الحرية عبر فعالياتها المختلفة وفي مختلف تجمعات الشعب داخل الداخل وفي اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967 وفي الشتات والمهاجر، لتقول بصوت واحد، افرجوا عن الأسير الشجاع القيق، وايضا لترسل رسالة للعالم ومنابره السياسية الحقوقية الصامتة، بضرورة رفع صوتها لايقاف الانتهاكات الخطيرة، التي تنتهجها حكومة نتنياهو ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني عموما واسرى الحرية خصوصا وتحديدا ضد القيق.
مع ذلك تملي الضرورة للمرة الألف، التأكيد على ضرورة توحيد كفاح اسرى الحرية داخل سجون وباستيلات سلطات الاحتلال والعدوان الاسرائيلية لاحداث نقلة نوعية في كفاحهم ضد السياسات والممارسات الاجرامية، التي ترتكبها تلك السلطات، ولمنح رسالتهم القوة والقيمة، التي تستحق امام قادة ومنابر وحكومات وشعوب العالم، ولوضع حد نهائي للاعتقال الاداري على اقل تقدير، ولتعميم حقيقة أن الدولة الاسرائيلية، كانت وما زالت مصدر الارهاب والجريمة المنظمة في العالم. وبالتالي من يريد مواجهة الارهاب الدواعشي، عليه مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وإفساح المجال امام حرية وانعتاق الشعب الفلسطيني من براثنه، وإفساح المجال لاقامة الدولة المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وبالتالي لا تجزأوا معارككم، ووحدوا جهودكم ونضالكم بالتنسيق مع القوى السياسية الحية في مختلف اصقاع الدنيا، لإسماع الصوت الوطني لكل شعوب الارض وقادتهم والمنابر الاممية. فهل يرتقي الاسرى الابطال من مختلف فصائل العمل الفلسطيني لمستوى المسؤولية تجاه حريتهم وحرية شعبهم؟
oalghoul@gmail.com